من همس المناجاة وحديث الخاطر.

رجائى عطية

12:13 م, الخميس, 15 يناير 15

رجائى عطية

رجائى عطية

12:13 م, الخميس, 15 يناير 15

رجائى عطية

خالق هذا الكون العظيم الذى لا يحده حد واحد، يستحيل على مخلوق أن يحيط بمعرفته كائنة ما كانت أو تكون تلك المعرفة، أو أن يحيط بمعرفـة كل ما خلق ويخلق سبحانـه أو سوف يخلق، أو بمعرفـة كل ما محاه أو يمحوه أو سيمحوه مما كان أو يكون أو سيكون، ويستحيل على المخلـوق أي مخلـوق أن يحيط بشيء من علمه إلاَّ بما شاء سبحانه (البقرة / 255)… هذه الحقيقة نسيها وينساها وسينساها الآدميون بالغة ما بلغت فيهم القدرة على التذكر سعة أو عمقا أو ضيقا أو سطحية!

ما يكد الآباء ويجهدون ويعانون فى تحقيقه وجمعه، قـد يبدده الأبناء فـى رعونة وطيش وحمق!
كلام الليل يمحوه النهار.. وبروق السيف كاذبة الوعود!
من أقوال رسول القرآن عليه السلام: مالى وللدنيا؟ إنما أنا كراكب قال (من القيلولة) فى ظل شجرة ثم راح وتركها.. وقال: «ما الدنيا فى الآخرة إلاّ كما يُدْخل أحدكم إصبعه فى اليمّ فلينظر بم ترجع»!!

●●●

أكثر أنشطة الآدميين قديما وحديثا مشغولة مستغرقة فى الاتجاه الأنانى السطحى، وهى إن حققت نفعا أو انتعاشا وقتيا هنا أو هناك، فإنه بما يخلفه من سلبيات فى عادات وسلـوك الناس يعـوق فـى الواقع مسيرة التقدم الإنسانى بل ويعرض الجماعات البشرية بأسرها للفناء!
لماذا نميل جميعنا إلى تخطئة أو نقد أو لوم بعضنا بعضاً؟!.. ولماذا ميلنا أحياناً للحط والاستعلاء والإحساس بالغيرة وربما الحسد والحقد على الآخرين؟!
يبدو أن هذا ليس إلاّ إعلاناً عن شدة إحساس كل منا بذاته وتعلقه غير العادى بها وعناده بأنانيته للانتصار لها ما استطاع!..
رضا العبد بالدنيا واستغراقه فيها وطمأنينته إليها وغفلته عن معرفة آيات الله وتدبرها والعمل بها هو سبب شقائه وهلاكه. ولا يجتمع هذان: «الرضا بالدنيا والغفلة عن آيات الرب»، إلاّ فى قلب من لا يؤمن بالمعاد ولا يرجو لقاء رب العباد، وإلا فلو رسخ قدمه فى الإيمان بالمعاد لما رضى الدنيا ولا اطمأن إليها، ولا أعرض عن آيات الله.

إذا كنت أعزل، فاحذر فراسة المتّقى، فإنه يرى عورة عملك ولو من وراء ستر.. فقد قيل فى الحديث: «اتق فراسة المؤمن».

●●●

نحن مخلوقات عاشت وتعيش حياتها منذ خلقت، على «تقريبات» و«تقديرات» و«اعتقادات» و«تصورات» و«آمال» و«أحلام»، مثلما عاشت وتعيش على «حسابات» و«تأمينات» و «احتياطات» و«مخاوف» و«مخاطر» تتأرجح بين الرجاء والخوف، والأمل واليأس، وبين هذا كله وبين القضاء والقدر!!.. ومع هذا كله فإن فى هذه المخلوقات من جاهد واجتهد ويجاهد ويجتهد جاداً مثابراً ومجتهداً فى رؤية وخدمة وتحقيق أقصى ما يراه من الصدق والحقيقة والبر والخير.. هـؤلاء فيما يبدو هم أعمدة وجود البشرية وتقدمها، ووجودهم ضرورى لبقائها الأمد المقدر لبقائها!
الحكمة بنت من يطلبها ويسعى مخلصاً إليها!
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين! وكذلك العاقل!
الحسود يتألم مما لدى الآخرين.. يتمنى زوال نعمتهم قبل أن يتمنى لنفسه ما يريد!!
ليس أشر على الناس من خبيث يصد عن سبيل الله بافتعال الشبهات، ومفتون بدنياه ورئاسته، فيشاغل الناس بزخرف القول ليصرفهم عن الحق!!

●●●

قيمنا التى نتداولها أحيانًا ألسنتنا مصدرها.. وصايا ونبوءات قديمة جدًّا بالغة القدم.. مصدرها أفذاذ رددوها ونفذوها فى حدود إمكانياتهم هم وقليلون معهم.. عنهم تلقفها الخلق وأحبوها أو أحبوا معظمها، ومنهم من حفظها ارتفاعًا وإجلالاً بمعرفتهم لها، وادخارهم إياها كآمال حلوة يتمنى كل من حفظها ورددها أن ينفذها يومًا ما.. يقدر فيه على مقاومة نزواته ورغباته وغرائزه هو ومحيطه.

لن تستطيع أن تفعل شيئا مع شخص ليس لديه ما يخسره!!
الوجود الواعى المدرك له قيمة ذاتية.. ليس من العقل ما يدعو أو يبرر خنقها فى أطماع خارجية وأمور تستعبده وتسترقه!
الروحانية أو العيش فى المثل الأعلى، هى الطابع الأساسى الأصيل للحياة كلها! والانحراف عنه مرض وبداية تحلل !

رجائى عطية

رجائى عطية

12:13 م, الخميس, 15 يناير 15