أطلقت وزارة النقل منذ عام 2017 عددا من مشروعات السكك الحديدية بنظام الجر الكهربائى، لربط المدن العمرانية الجديدة والتوسعات المستقبلية بكل مواقع الجمهورية، ضمت قائمة تلك المشروعات القطار الكهربائى «السلام- العاشر- العاصمة الإدارية»، وخطى «مونوريل العاصمة الإدارية- 6 أكتوبر، ثم مؤخرا تم إسناد تنفيذ أعمال مشروع القطار الكهربائى السريع «العين السخنة- العلمين»، لتحالف شركات «سامكريت- الهيئة العربية للتصنيع- وcccc” و”crcc “الصينيتين”.
ويمتد مسار القطار الكهربائى العاشر من رمضان بطول 70 كيلومترًا، ويشمل إنشاء 12 محطة على طول الخط، تتضمن «عدلى منصور، والعبور، والمستقبل، والشروق 1، الشروق 2، والورش، وبدر التبادلية، والروبيكى، والعاصمة الإدارية الجديدة، والمنطقة الصناعية، والعاشر من رمضان، ويمر خلال مساره أعلى محور سعد الدين الشاذلى عبر كوبرى، وتقدر التكلفة المالية الإجمالية للمشروع بنحو 1.2 مليار دولار عبارة عن قرض مسير من الجانب الصينى.
فيما تمتد المرحلة الأولى من القطار الكهربائى السريع، من العاصمة الإدارية- الإسكندرية، بطول 262 كيلومترا، و9 محطات رئيسية، وسرعة تصميمه 200 كم/ ساعة، وتبلغ السرعة التشغيلية للقطارات 160 كم/ ساعة.
وتقدر تكلفة مشروع المونوريل بحوالى 3 مليارات دولار، إلى جانب 1.674 مليار تكلفة التشغيل وصيانة المشروع، لمدة 30 عامًا، وينفذ على عدد من المراحل، الأولى تضم 42.5 كيلومتر، وتبدأ من أرض الورشة الرئيسية بالعاصمة الإدارية حتى مسجد المشير، بعدد 16 محطة- فى مايو 2022.
والمرحلة الثانية سيتم افتتاحها رسميا فى فبراير 2023، بطول 11.5 كيلومتر، وتمتد من مسجد المشير حتى محطة مترو الاستاد بالخط الثالث لمترو الأنفاق، وبعدد 6 محطات، ومن المقرر افتتاح خط 6 أكتوبر، مايو 2023، بعدد 12 محطة، تبدأ من منطقة أكتوبر الجديدة، حتى نهاية الطريق الدائرى بحى وادى النيل.
وأعلن وزير النقل، الفريق كامل الوزير منذ أيام أنه سيتم البدء فى تنفيذ مشروع الخط الرابع للمترو، الذى يربط القاهرة بمدينة 6 أكتوبر، وذلك فى إطار خطة الدولة للتوسع فى مشروعات النقل الحديثة والمتطورة، الهادفة إلى توفير خدمة جيدة للركاب، ومواكبة الدول الخارجية.
واستطلعت «المال»، آراء عدد من الخبراء المتخصصين فى المشروعات الكبرى، للتعرف على مدى قدرة هذه المشروعات التى يرى البعض أنها مرتفعة التكلفة، على تحقيق التنمية الشاملة، ودورها فى سرعة الاتصال بالمدن الجديدة، مع مناقشة أفضل أساليب الإدارة لتكون سعر الرحلة فى حدود دخل المواطن.
بشاى : النمو السكانى يتطلب تنفيذ شبكة حديثة من البنية الأساسية لتوفير سبل المعيشة اللائقة
فى البداية، قال أسامة بشاى الرئيس التنفيذى فى شركة «أوراسكوم كونستراكشن بى أل سى» إحدى الشركات التى تشارك فى تنفيذ المشروعات المذكورة سابقا ـ إن قطاع النقل من المشروعات الحساسة جدًا ولها دور كبير فى التنمية المجتمعية، لافتاً إلى أن معدلات النمو فى السكان متوقع أن تصل 125 مليون نسمة فى عام 2030، ومن ثم لابد من التوسع وخلق مدن جديدة لاستيعاب الكثافة المتوقعة، مصحوبة بشبكة حديثة من البنية الأساسية لتوفير المعيشة اللائقة.
وأوضح أن المشروعات القومية خاصة الطرق، ومن بعدها النقل السككى ساعدت فى ربط المناطق الجديدة بعضها، مثل العين السخنة، والعلمين الجديدة وغيرها، فضلا دورها فى النمو الاقتصادى، وحصول مصر على المركز رقم 28 فى جودة الطرق.
وأشار إلى أن هناك بعض التحديات التى تواجه الشركات المنفذة للمشروعات الضخمة سواء فى الطرق، أو النقل السككى الكهربائى، ومنها الموارد البشرية، وهذا يتطلب توفير تدريب مستمر للعاملين وتكوين فرق مؤهلة للتعامل مع هذه المشروعات التى لم تنفذ فى مصر على مدار السنوات الماضية.
وأضاف – فى تصريح على هامش معرض النقل الذكى الذى عد مؤخرًا – أن التحدى الثانى يتمثل فى التمويل الكبير التى تحتاجه هذه النوعية من المشروعات، فى ظل الظروف الاقتصادية التى يمر بها العالم، مشيرا إلى أن الكيانات المنفذة فى حاجة إلى صرف مستمر من قيمة العقود حتى تتمكن من إنهاء الأعمال المتفق عليها فى توقيتها المحدد.
وتابع: “شركة أوراسكوم وفرت 2 مليار يورو لتنفيذ مشروعات فى قطاع الكهرباء، وخطى مونوريل العاصمة الإدارية – 6 أكتوبر”.
رسلان: مشروعان لربط المنطقة الاقتصادية بالعاشر وبلبيس وشبه جزيرة سيناء بالشبكة الحالية
من جانبه، قال أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد، إن الهيئة تخطط لتنفيذ مشروعين لربط شبكة الحديد الحالية بالمدن العمرانية الجديدة، الأول : هو عبارة عن وصلة من منطقة الروبيكى مروراً بمدينة العاشر من رمضان حتى مدينة بلبيس، لخدمة المركزى اللوجستى بالعاشر، فضلا عن الميناء الجاف المقرر إقامته فى المنطقة، مع ربط كل هذه المناطق بمنطقة قناة السويس والموانئ الواقعة عليها، الأمر الذى سيمكن من عملية تنقل الركاب من وإلى هذه المناطق وقلب القاهرة فى أسرع وقت.
وأوضح أن المشروع الثانى هو إعادة تأهيل خط سكة حديد « الفردان- القنطرة شرق- بئر العبد» لربط شبه جزيرة سيناء بشبكة السكة الحديد وصولا للمنطقة الشرقية ما بين الفردان إلى رفح ثم الامتداد إلى مدينة طابا.
وأشار إلى أن المشروع سيساهم فى خدمة المشروعات الزراعية والصناعية، والخدمات البترولية، إلى جانب تسهيل حركة النقل للمناطق السكنية الجديدة، ما بين وادى النيل وسيناء، مع إمكانية الربط مع دول الجوار فى المستقبل.
وقال المهندس خالد على المدير التنفيذى لشركة “mtt” وكيل شركة بوما الفرنسية، إحدى الشركات المنفذة لمشروع “تلفريك الجلالة” إن المشروعات الجديدة خاصة فى النقل السككى تعتبر من أهم الأمور التى نفذت على مدارالـ 20 عاما الماضية، لاسيما وأنها تعتبر مواكبة للنقل الحديث.
وأِشار إلى أن أى توسعات أو مجتمعات جديدة لابد أن تصحبها وسيلة نقل متطورة ومواكبة للأنظمة المعمول بها فى الدول الكبرى، حتى يقبل عليها المواطنون.
ولفت إلى أن تنفيذ وسائل نقل تعمل بالأنظمة الكهربائية، بدلا من الوقود والبنزين، تواكب برامج الحد من التلوث وتقليل الأضرار، فضلا عن أنها تعد الأرخص فى الصيانة مقارنة بغيرها.
وأكد أن الدولة المصرية فى الوقت الحالى، فتحت أبوابا كثيرة أمام القطاع الخاص سواء المحلى والأجنبى للمشاركة فى هذه المشروعات سواء فى التنفيذ، أو الإدارة فيما بعد وهذا الأمر بدأ فى الخط الثالث للمترو.
وِأشار إلى أن المشروعات القومية الكبرى، لها أكثر من عائد إيجابى عند بداية إطلاقها، منها خلق فرص عمل كثيرة، وتبادل الخبرات بين الشركات، وفتح مصنع توريد مهمات العمل سواء أثناء التنفيذ أو بعد تشغيل هذه المشروعات أمام الركاب.
وتابع: “إشراك الشركات الأجنبية فى إدارة المشروعات الجديدة، له أيضا أكثر من عائد، منها زيادة العمر الافتراضى للمرفق نظرًا لخبرتها فى تنفيذ الصيانة بشكل مستمر، إلى جانب نقل خبرة لم تكن موجودة فى السوق المحلية، فضلا عن أن المواطن سيلمس الخدمة الجيدة عند استخدامه وسيلة النقل.
وأكد شريف ياسين خبير قطاع النقل السككى، أن المشروعات التى أعلنت عنها وزارة النقل، وتشرف عليها هيئة الأنفاق، هى أفضل ما تم فى العصر الحديث، وإن كان هناك اختلاف على التكلفة المرتفعة فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وتابع : “المواطن المصرى عانى كثيرا فى السنوات الماضية من عدم توفير وسيلة نقل سريعة ونظيفة لربط مدينة العاشر من رمضان، بمدينة السادس من أكتوبر، وإطلاق عدد من المشروعات لربط هذه المدن بقلب العاصمة سيحدث نقلة تنموية شاملة، فضلا عن أنها ستحيى الأراضى الواقعة بالقرب منها”.
وأشار إلى أن دخول وسيلة نقل لمنطقة عادة يخلق مجتمعا عمرانيا بشكل متدرج، إلى جانب خلق فرص عمل ومشروعات صغيرة ومتوسطة، وهى فى النهاية أمر يخص المواطن بشكل مباشر.
وأوضح أنه لو كان تم تنفيذ هذه المشروعات منذ 30 عامًا، لحدثت نقلة عمرانية شاملة فى المدن الجديدة، وتوزيع السكان بطرق أفضل مما عليه الآن من اكتظاظ وزحام لبعض المناطق وزيادة العشوائيات.
ولفت إلى أن القطار الكهربائى السريع عليه عدد من الملاحظات، ومنها، ضرورة تعديل جزء من مساره بالمرحلة الأولى، حتى تستفيد منه كافة المحافظات، مشيرًا إلى ضرورة أن يتم تنفيذ وصلة من مدينة السادات فى المنوفية إلى الإسكندرية، مرورًا بمنطقة دهشور فى 6 أكتوبر، ومد المسار إلى محافظة أسيوط، وذلك لربط محافظات الصعيد بالوجه البحرى، بهدف تخفيف الضغط على شبكة السكة الحديد الحالية.