الإمام الطيب والقول الطيب
(49)
الأزهر الجامع والجامعة (2)
يرى الإمام الطيب، أن أهم المميزات التى انفرد بها الأزهر قديمًا وحديثًا، فى نظام تدريس العلم جامعًا وجامعةً: ميزتان:
الأولى. أنه يعكس الوجه الحقيقى للإسلام، ويعبر عن حقيقة التراث الإسلامى، وعن جوهره فى بُعديه العقلى والنقلى، وأنه يمثل بذلك وسطية الإسلام، وهى أخص خصائص هذا الدين القيّم، كما يمثل الاعتدال فى فهم الكتاب والسنة، وما نشأ حولهما من إبداعات علمية وفكرية، ولا شك أن هذا يربى فى طالب الأزهر من بداياته وما يستمده من قاعات الدرس، مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف وهذا المنهج المفتوح فى تلقى العلوم والدروس فى الأزهر، قوامه الاعتدال والوسطية.
والميزة الثانية. انفراد الأزهر بنشر العلم والثقافة الإسلامية، مجانًا حسبَةً وخدمةً للإسلام ونشر الثقافة الإسلامية فى الدنيا بأسرها.
ومن الواجب أن نشير إلى أن الأزهر قد رتب من قديم، فضلاً عن المجانية،أرزاقًا شهرية وجرايات يومية.
ويقدّم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بيانًا إحصائيًّا بما ينهض به الأزهر جامعًا وجامعةً:
يَدرُس فى جامعة الأزهر ما يقرب من خمسة عشر ألف طالب وطالبة من المغتربين والوافدين، من أكثر من مائة دولة عربية وإسلامية. من مختلف دول العالم، عدد الذين يَدرُسون منه بمصروفات: 1254 طالب فقط، والباقى يَدرُسون مجانًا وبدون مصروفات ؛ لأن نظام جامعة الأزهر ـ بالنسبة للوافدين ـ يقضى بتحصيل رسوم دراسية من الطلاب الوافدين الذين يَدرُسون فى الكليات العملية ؛ كالهندسة، والطب، وما إليهما، أما الذين يلتحقون بالدراسات الإسلامية ؛ سواء فى مجال الشريعة، أو أصول الدين، أو اللغة، أو الآداب، أو التجارة، أو التربية ؛ فإنهم يَدرُسون مجانًا ؛ سواء فى المرحلة الجامعية الأولى، أو فى مرحلة الدراسات العليا.
ويستفيد من هذه المجانية ما يقرب من: 14000 أربعة عشر ألف طالب، بما فيهم الوافدون من دول عربية ثرية ؛ كدول الخليج العربى، بل ومن دول متقدمة اقتصاديًّا بالقياس إلى مصر ؛ مثل ماليزيا، وإندونيسيا، وسنغافورة، وتلايلاند، فضلاً عن الوافدين من أوروبا وأستراليا والأمريكتين.
هذا بالإضافة إلى: 1500 ألف وخمسمائة طالب وطالبة يَدرُسون مجانًا فى مرحلتى الإعدادى والثانوى.
ويوفر لهم الأزهر مدينة خاصة، تسمى مدينة البعوث الإسلامية، تقدم الإقامة، والغذاء، والأنشطة المختلفة مجانًا، ويُجرِى عليهم منَحًا مالية شهرية.
بذلك انفرد الأزهر بهذا المنهج التعليمى الحر، والمفتوح، مقترنًا بالعطاء اللامحدود من أجل رعاية التعليم وطلابه، ولعله لا توجد جامعة غيره تستقبل هذا العدد من المغتربين كل سنة ـ لتنفق عليهم فى تلقى التعليم، دون مقابل.
أما مكتبة الأزهر، فإنها بما تعمر به من مخطوطات ومؤلفات فى شتى العلوم، وما تهيئه عبر نيف وألف عام، تستوجب أن نفرد لها حديث الغد بمشيئة الله.
www. ragai2009.com