من المسئول عن خسائر البورصة؟

من المسئول عن خسائر البورصة؟

من المسئول عن خسائر البورصة؟
جريدة المال

المال - خاص

12:33 م, الأحد, 29 مارس 15

 بالصور: تفاصيل تظاهر العشرات أمام مقر البورصة

نيرمين عباس ــ شريف عمر:

 
لم يلبث المؤتمر الاقتصادى بمدينة شرم الشيخ أن اختتم فعالياته منتصف الشهر الحالى وبدأ الجميع فى لملمة أوراقهم وسط حالة من التفاؤل حتى بدأت النيران الخامدة بالبورصة بسبب سوء الأداء، تزداد اشتعالاً لتطال أطرافًا عدة، أبرزها على الإطلاق رئيس البورصة الدكتور محمد عمران، والمؤسسات المتعاملة بالسوق.

 

وأطلق مستثمرون بالبورصة العديد من الاتهامات خلال الفترة الأخيرة بعضها يشير لتآمر عمران على الدولة، وأخرى تلقى باللائمة على صناديق الاستثمار والمؤسسات التى كثفت من مبيعاتها مؤخراً.

 

وعقــدت مصر فى الفترة من 13 إلى 15 مارس الحالى مؤتمراً اقتصاديًا حمل اسم «دعم وتنمية الاقتصاد المصرى – مصر المستقبل»، والذى شهد حضور نحو 2500 مستثمر، و13 رئيس دولة، بالإضافة إلى وفود من عدد كبير من دول العالم وممثلين عن الشركات العالمية الكبرى.

 

ورغم نجاح المؤتمر فى جذب أنظار المستثمرين تجاه مصر والإعلان عن مشروعات استثمارية ضخمة، فإن البورصة المصرية لم تحقق أى استفادة، وتراجعت مؤشراتها على غير المتوقع وسط مبيعات مكثفة من المؤسسات المصرية والأجانب لتتحطم اَمال المستثمرين فى التعافى، ويبدأوا فى صب جام غضبهم على رئيس البورصة والمؤسسات وصناديق الاستثمار.

 

استطلعت «المال» آراء شريحة واسعة من العاملين بمجال سوق المال تضم سماسرة وصناديق استثمار ومحللين فنيين للوقوف على أسباب الأداء غير المفهوم للبورصة، ومدى صحة الاتهامات الموجهة لمحمد عمران ولصناديق الاستثمار والمؤسسات، وما حدود مسئولية البورصة والرقابة المالية؟، علاوة على ما تحتاجه السوق من الجهات الرقابية والتنظيمية فى الوقت الحالى.

 

أداء مخالف للتوقعات

 

قال هانى توفيق، خبير سوق المال، إن تراجع مؤشرات البورصة بالتزامن مع عقد المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ غير منطقى على الإطلاق، وخالف توقعاته شخصياً التى كانت ترجح حدوث انطلاقة مع نجاح المؤتمر.

 

وأوضح أن هناك عوامل قد تكون ساهمت فى الهبوط غير المتوقع، منها الضرائب المفروضة على البورصة والتى لم تتضح الرؤية بشأنها بعد، علاوة على تراجع أغلب بورصات العالم، وارتفاع مضاعفات الربحية بالسوق، مضيفاً أن ذلك الوقت كان مناسباً للشراء، وقيام المؤسسات بالبيع المكثف فيه يثير تساؤلات.

 

وفى الوقت نفسه، قال توفيق، إن إدارة البورصة لا علاقة لها بهبوط المؤشر، وإنما المسألة خاضعة لقوى البيع والشراء، مشيراً إلى أنه لا يشك شخصياً فى نزاهة القائمين على الأجهزة التنظيمية والرقابية بالسوق.

 

وأشار خبير سوق المال إلى أنه حان الوقت المناسب للمطالبة بإنشاء جمعية لحماية المستثمرين بالبورصة على غرار الجمعية المصرية للأوراق المالية «ECMA» تضم المستثمرين كافة، خاصة الصغار منهم، على أن يتم تمويلها من خلال اشتراكات الأعضاء وتخضع تبيعيتها للشئون الاجتماعية.

 

ولفت إلى أنه على استعداد لتبنى الفكرة على أن ينتهى دوره عند تأسيسها، مطالباً المستثمرين بالتجمع خلف تلك الفكرة لإنشاء كيان قوى له كلمة بالسوق.

 

المؤسسات «معذورة» فى مبيعاتها المكثفة

 

وقال شوكت المراغى، العضو المنتدب بقطاع السمسرة بشركة إتش سى للاستثمارات المالية، إن ما يحدث بالبورصة من تراجعات لا علاقة له بأداء مسئوليها، وإنما يرجع لعدة عوامل، أهمها عدم وضوح مسألة ضريبة البورصة ووجود عوائق تحول دون تحويل المستثمرين الأجانب لأموالهم للخارج، وهو ما أدى بالتبعية لضعف السيولة وإحجام المستثمرين.

 

وتابع المراغى: إن هناك مستثمرين أجانب استهلكوا فترة امتدت لـ 8 أشهر لكى يتمكنوا من تحويل أرصدتهم لخارج مصر نتيجة القيود التى وضعها البنك المركزى منذ فترة على التحويلات النقدية.

 

وأشار إلى أن المؤسسات التى تبيع بشكل مكثف «معذورة»، خاصة الصناديق المفتوحة التى تواجه استردادات من المستثمرين تضطرها للبيع لسداد قيمة تلك الاستردادت، مؤكداً أن هدف أى صندوق استثمار أو مؤسسات استثمارية هو تحقيق المكسب فى النهاية.

 

انفعالات المستثمرين قادتهم لتوزيع الاتهامات

 

وقال عادل عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة ثمار لتداول الأوراق المالية، إنه لا يتفق نهائياً مع توجيه أصابع الاتهام لرئيس البورصة فى الانخفاضات التى شهدها المؤشر على مدار الأسابيع الأخيرة، مضيفاً أن هناك انفعالات من المستثمرين، ناجمة عما وصفه «بالخبطة» التى شهدتها البورصة دفعتهم لتوجيه الاتهامات فى كل الاتجاهات.

 

وحدد عبدالفتاح عددًا من العوامل التى رأى أنها تقف وراء الارتدادة القوية التى شهدها المؤشر لأسفل، أولها الضرائب، التى أعلنت الحكومة قبل المؤتمر بأيام قليلة عن تعديلات بها لم تشمل البورصة على الإطلاق، ووضعت حدًا أقصى بواقع %22.5 لضريبة الدخل.

 

وتابع: ما الحصيلة التى تنتظرها الحكومة من فرض ضرائب على سوق يتم القضاء عليها؟

 

وأضاف أن هناك إحجاماً من جانب المستثمرين وبيعا مكثفا من المؤسسات المصرية على وجه التحديد، نتيجة وجود قلق من الغموض الذى يشوب اللائحة التنفيذية لقانون ضريبة الدخل الذى صدر منذ قرابة الـ 10 أشهر، ولم تصدر له لائحة بعد.

 

الحل.. تحفيز البورصة بآليات ومنتجات جديدة

 

وأبدى أيمن حامد، العضو المنتدب بقطاع السمسرة بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية، دهشته من توجيه أصابع الاتهام لرئيس البورصة والصناديق فى هبوط مؤشراتها، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن انتقاد الجهات التنظيمية والرقابية يفترض أن يكون فى حدود دورهما المتعلق بالتشريعات وإطلاق منتجات جديدة وتحسين أداء السوق وليس حركة المؤشر.

 

وأضاف أن المطلوب حالياً هو تحفيز البورصة من خلال آليات ومنتجات جديدة والترويج لصناديق المؤشرات، وتوضيح ملابسات ملف الضرائب.

 

وأكد حامد أن أداء البورصة سيئ بالفعل، لكنه مبرر لأن المستثمرين اشتروا مسبقاً بناء على الأخبار الإيجابية الخاصة بالمؤتمر وباعوا بعد تحقق الخبر تحقيقاً لمبدأ معروف دائماً وهو «الشراء على الإشاعة والبيع على الخبر».

 

وتابع: إن نتائج المؤتمر الاقتصادى ستتحقق على الأجل المتوسط، كما أنه يوجد مخاطر سياسية حاليا،ً وأبرزها الحرب على اليمن.

 

ما دخل رئيس البورصة فى حركة المؤشر؟

 

وتساءل هشام توفيق، رئيس مجلس إدارة شركة عربية أون لاين، عضو اللجنة الاستشارية لسوق المال، عن دخل رئيس البورصة فى صعود أو هبوط المؤشر؟ وقال: لا يجوز إلقاء الاتهامات فى المطلق دون أسباب أو أسانيد، مضيفاً أنه لم يشهد اتهامات مماثلة طوال فترة عمله بالبورصة منذ سنوات طويلة.

 

وأوضح أن المطالبة بتعديل الأوزان النسبية للمؤشر الرئيسى EGX30 بدعوى تحكم أسهم قليلة به، أبرزها التجارى الدولى، فى غير محلها أيضاً، وهو ما فسره بأن المستثمر غير مجبر على الاعتماد على ذلك المؤشر، فهناك مؤشرات اخرى يمكن الاعتداد بها، كما أن الية حساب الأوزان بالمؤشر ليست اختراعاً مصرياً وإنما تعتمد عليها مؤشرات معروفة منها داوجونز الأمريكى.

 

وأشار توفيق إلى أن هناك عوامل سلبية تؤثر على أداء البورصة منذ فترة ممثلة بشكل أساسى فى ملف الضرائب، فتم تعديل القانون وتقليل الضريبة على الدخل وتجاهل البورصة، كما أن القانون يطبق منذ يوليو الماضى دون لائحة تنفيذية.

 

التخفيف عن الشركات

 

والتدقيق بزيادات رؤوس الأموال

 

واستهل عونى عبدالعزيز، رئيس شعبة الأوراق المالية، كلامه بأنه يجب على البورصة والرقابة المالية التخفيف عن كاهل الشركات، مضيفاً فى الوقت نفسه، أن السوق شهدت فى الفترة الأخيرة مجموعة زيادة رؤوس أموال أخيرة غير مجدية لشركات يتراجع أداؤها، وهو ما يحتم على الجهات الرقابية طلب خطة أو برنامج محدد للشركات التى تقدم على زيادة رأسمالها.

 

وقال إنه لا يتفق مع الاتهامات الموجهة لرئيس البورصة بالتأثير على حركة المؤشر سلباً، وأضاف: لا يجوز أن نتبادل الاتهامات، وطالب باجتماع الأطراف المتنازعة وحل الأزمة ودياً دون تدخل جهات من خارج سوق المال.

 

وأوضح عبدالعزيز أن البورصة هبطت بشكل غير متوقع يوم إعلان السيسى عن ترشحه، وكررت الأمر يوم التنصيب، وتراجعت مؤخراً بالتزامن مع عقد المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ وهو أمر قد يكون غير مفهوم ويشير إلى وجود طرف آخر ثالث يتلاعب بالسوق.

 

وتابع رئيس شعبة الأوراق المالية: يوم الثلاثاء الأسود عام 2008 طُلب من المستثمرين الشراء، وفى أعقاب ثورة يناير حذر رئيس البورصة فى ذلك الوقت المستثمرين من البيع!

 

خصم 6 % عن كل عملية رابحة دفع الأجانب والمؤسسات للهروب

 

قال خالد أبوهيف، العضو المنتدب بشركة الملتقى العربى للاستثمارات، إن إيقاع البورصة لم يتناغم بالفعل مع المؤتمر الاقتصادى الذى انعقد مؤخراً بشرم الشيخ، وهو ما يعكس خللًا ما بآليات عملها.

 

وأوضح أنه إذا تطرقنا فى البداية لتعاملات الأجانب سنجد أن الأجانب يحجمون عن السوق، أو يتخارجون منه، كما أن صناديق الاستثمار والمؤسسات التى كان يفترض بها بناء مراكز للاستفادة من تحسن الأوضاع لم تقم بذلك الدور وكثفت من مبيعاتها.

 

وألقى أبوهيف باللائمة فى ذلك على الضرائب التى تم فرضها على البورصة منذ يوليو الماضى، ويتم خصم %6 من المنبع على كل عملية رابحة للمستثمر الأجنبى دون النظر للأخرى الخاسرة، وهو أمر أضر بالمستثمرين، لأنه من المفترض حساب إجمالى الربح غير أن عدم وجود لائحة تنفيذية حتى الآن أربك جميع أطراف المنظومة.

 

وقال إن المستثمرين غير قادرين حتى على تحويل أرباحهم للخارج فى ظل وجود قيود على التحويلات النقدية، كما أن البورصة أغفلت الاهتمام بالشركات المقيدة فعلياً لصالح محاولات جذب شركات أخرى غير مقيدة.

 

وأضاف أن إدارة البورصة يجب عليها إجراء حوار مجتمعى مع الشركات المدرجة وتشجيعها على تحفيز السوق من خلال زيادة رؤوس أموالها على سبيل المثال، علاوة على الترويج لها.

 

وطالب أبوهيف المستثمرين بالتكتل خلف مطالب حقيقية وليس اتهامات من دون أسانيد حتى لا يتم تشتيت الجهود فى قضايا غير موضوعية، لافتاً إلى أن البورصة لم تتأثر بالمؤتمر الاقتصادى لأنها تعانى خللا واضحا.

 

دورها التنظيم ورقابة التداولات

 

قال ياسر راشد، عضو مجلس إدارة شركة مصر المقاصة، العضو المنتدب لشركة كابيتال لتداول الأوراق المالية، إن وظيفة رئيس البورصة تتمثل فى تنظيم ورقابة التداولات اليومية بسوق المال، ومن غير المنطقى توجيه اى اتهام بتسبب رئيس البورصة فى تراجع مؤشرات السوق، خاصة أن التداولات تخضع لآليات العرض والطلب من جانب المستثمرين.

 

وأشار راشد إلى أن أبرز انتقادات سوق المال تجاه عمران خلال المرحلة السابقة تمثل فى ضعف دوره الترويجى للبورصة خلال المؤتمر الاقتصادى، غير أنه دعا المتعاملين للنظر بمنطقية للأوضاع التى تشهدها البورصة.

 

وتساءل عن جدوى الترويج لجذب مزيد من المستثمرين لسوق تخضع لضرائب من وزارة المالية، بالتزامن مع صعوبات دخول وتخارج الأموال، علاوة على ملف سعر الصرف وعدم توافر العملات الأجنبية.

 

وأكد عضو مجلس إدارة شركة مصر المقاصة، العضو المنتدب لشركة كابيتال لتداول الأوراق المالية، أن التوجهات الحكومية الصريحة فى فرض ضرائب على تعاملات البورصة، بالإضافة لانخفاض اهتمام الحكومة بدور سوق المال فى تمويل المشروعات العملاقة من الأسباب الرئيسية والحقيقية لموجة التراجع التى تشهدها البورصة منذ انتهاء مؤتمر دعم وتنمية مصر.

 

غياب التواصل أشعل الاتهامات

 

وأبدى شريف طلعت نائب ئريس مجلس إدارة شركة بايونيرز لتداول الاوراق المالية، استياءه من توجيه اتهامات للجهات المنظمة والرقابية بسوق المال، بالتسبب فى تراجع مؤشرات البورصة خلال المرحلة الماضية.

 

وألمح طلعت إلى أن البورصة تعانى منذ فترات طويلة انخفاض احجام التعامل، بالتزامن مع صدور قرارات حكومية بإخضاع التعاملات والارباح الناتجة عن البورصة للضريبة، وهو الأمر الذى عزز من الأضرار التى لحقت بمستثمرى السوق وأجبرتهم على تقليص تداولاتهم أو التخارج التام من السوق.

 

وأكد أن الاجتماع المنتظر انعقاده اليوم تأخر كثيراً من جانب إدارتى الرقابة المالية والبورصة للاجتماع مع متعاملى سوق المال وتبادل وجهات النظر، مشيراً إلى ان ابتعاد ادارة البورصة عن التواصل المباشر مع أطراف سوق المال ساهم فى زيادة حدة الاتهامات والشائعات، بداخل أركان سوق المال.

 

ولفت إلى أن إدارة البورصة عليها الإعلان بوضوح عن نتائج جولاتها الترويجية فى الأسواق المجاورة، مع الإشارة لأبرز السلبيات التى أبداها المستثمرون بالخارج تجاه البورصة المصرية.

 تفاقم تداعيات التحويلات المعلقة للأجـانـب 

 القيد والشطب .. السر وراء الهجوم على «عمران» 

 3 موجات هبوط مفاجئة خلقت نظرية المؤامرة على البورصة 

 صناديق الاسـتثمار تنفى تهمـة التآمر 

 مصادر بالبورصة: لا تضليل فى إفصاحات «أوراسكوم للإنشاءات» و «القابضة الكويتية» 

 محللون: الأداء المتردى للبورصة متوقَّع 

 11 توصية من «المصرية لدراسات التمويل» لتطوير سوق المال 

جريدة المال

المال - خاص

12:33 م, الأحد, 29 مارس 15