منها «تشيفرون» و«إكسون موبيل».. شركات النفط الكبرى تواجه تحديات عالمية في أرباح التكرير مع دخول 2025

ضغوط متزايدة على هوامش الربح

منها «تشيفرون» و«إكسون موبيل».. شركات النفط الكبرى تواجه تحديات عالمية في أرباح التكرير مع دخول 2025
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

5:26 م, السبت, 1 فبراير 25

تواجه كبرى شركات النفط العالمية تشيفرون، وإكسون موبيل، وشل، تحديات كبيرة في قطاع التكرير مع استمرار تراجع هوامش الأرباح، وهو ما انعكس بوضوح في نتائج الربع الأخير من العام الماضي. فقد شهدت هذه الشركات انخفاضًا ملحوظًا في أرباح التكرير نتيجة زيادة الطاقة التكريرية عالميًّا وتباطؤ نمو الطلب على الوقود، مما أدى إلى ضغوط متزايدة على هوامش الربح. وتسببت هذه التطورات في تراجع أسهم تشيفرون بنسبة 4%، بعدما سجلت أول خسارة في قطاع التكرير منذ عام 2020، ما أدى إلى إخفاقها في تحقيق توقعات “وول ستريت” للأرباح.

الرئيس التنفيذي لشركة تشيفرون مايك ويرث أكد أن الاتجاه الهابط في هوامش التكرير الذي بدأ في عام 2024 سيستمر حتى عام 2025، مشيرًا إلى أن الربع الأخير من العام الماضي كان ضعيفًا بلا شك، مضيفًا أنه لم يكن “عاصفة مثالية”، لكنه كان ربعًا سلبيًّا على كل الأصعدة.

وللحد من التأثيرات السلبية، أوضح ويرث أن الشركة ستركز على ما يمكن التحكم به، بما في ذلك تخفيف الصيانة المُجدولة لمصافيها خلال العام المقبل، وفقًا لتقرير وكالة رويترز.

أما إكسون موبيل فقد شهدت أسهمها انخفاضًا بنسبة 2.5% بعد تسجيل تراجع حاد بنسبة 75% في أرباح التكرير المعدلة، مقارنة بالربع الثالث من العام الماضي.

وقد انعكس هذا الاتجاه على أداء قطاع الطاقة في مؤشر S&P 500، الذي هبط بنسبة 2.8% يوم الجمعة.

وأكدت المديرة المالية لشركة إكسون موبيل كاثرين ميكيلز أن قطاع التكرير لا يزال يعاني الضغوط نتيجة إضافة إمدادات جديدة من الوقود إلى الأسواق العالمية بفعل تشغيل مصافٍ جديدة في عدة دول، مشيرة إلى أن الشركة تراقب هذه التطورات من كثب مع دخول عام 2025.

وعلى الرغم من هذه التحديات، استطاعت إكسون موبيل تحقيق أرباح فاقت التوقعات بفضل ارتفاع إنتاجها في حوض بيرميان النفطي بالولايات المتحدة وحقول النفط الجديدة في غيانا.

من جانبها، أعلنت شركة شل البريطانية أنها لا تعتزم التخارج من قطاع التكرير، لكنها لن توسِّع أنشطتها فيه أيضًا. وقد انخفضت أرباح الشركة في الربع الأخير من العام الماضي إلى 3.66 مليار دولار؛ أي ما يقرب من نصف أرباحها في الفترة نفسها من العام السابق، بسبب ضعف هوامش التكرير.

وكانت شل قد باعت مركزها للتكرير والبتروكيماويات في سنغافورة، العام الماضي، كما تخطط لإغلاق مصنع تكرير آخر في ويسلينغ بألمانيا، في خطوةٍ تعكس إستراتيجية تقليص الاعتماد على التكرير التقليدي.

ورغم أن ارتفاع إنتاج النفط والغاز ساعد عمالقة النفط على مواجهة تداعيات تراجع أرباح التكرير، فإن شركات التكرير المستقلة تعرضت لضغوط أكبر مع تراجع الطلب على الوقود في الولايات المتحدة والصين؛ أكبر مستهلكيْن عالميين للنفط.

فقد هوت أرباح شركة فيليبس 66 في الربع الأخير إلى 8 ملايين دولار فقط، مقارنة بـ1.26 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. أما شركة فاليرو فقد تراجعت أرباحها من قطاع التكرير بنسبة 73% خلال الربع الأخير.

وتعليقًا على مستقبل السوق، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة فاليرو، لين ريغز، أن هناك مصفاتين أمريكيتين ستغلقان هذا العام، بينما ستكون الإضافات المحدودة في الطاقة التكريرية بعد عام 2025 عاملًا داعمًا لاستقرار هوامش التكرير على المدى الطويل.

لكن في الوقت نفسه، يشعر المستثمرون بالقلق من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات النفط الخام من كندا والمكسيك، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف المصافي الأميركية.

في سياق متصل، تستعد شركات النفط الأوروبية لإعلان نتائجها المالية قريبًا، حيث ستكشف شركة توتال إنرجي الفرنسية عن أرباحها في 5 فبراير، بينما ستعلن بريتش بتروليوم البريطانية نتائجها في 11 فبراير.

وكانت بريتش بتروليوم قد حذرت سابقًا من أن تراجع هوامش التكرير، إلى جانب تأثيرات عمليات الصيانة الدورية، سيؤدي إلى انخفاض أرباحها بمقدار 300 مليون دولار مقارنة بالربع السابق.