*راهوال كواليشيرايث
أطلق رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى يوم 16 يناير أكبر حملة فى العالم لتطعيم البالغين فى جميع أنحاء الهند.
وخلال إطلاق حملة التطعيم لمكافحة فيروس كوفيد-19 فى الهند، قال رئيس الوزراء مودى: «لم يتم إطلاق حملة تطعيم بهذا الحجم الهائل من قبل فى التاريخ»، تؤكد كلمات رئيس الوزراء الحجم الهائل لحملة التطعيم التى تعد الأكبر فى تاريخ الهند، حيث تم تطعيم أكثر من 200 ألف شخص فى جميع أنحاء البلاد فى 3350 موقعاً فى اليوم الأول فقط. أطلقت الهند لقاحين محليين ضدفيروس كوفيد-19 وبهذا انضمت إلى نادى الدول الخمس المنتجة للقاحات ضد فيروس كورونا، وهى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين والهند.
«الهند تعتمد على ذاتها» – تطوير لقاح كوفيد-19 محلياً
عملت مؤسسات الحكومة الهندية والهيئات التنظيمية خلال الجائحة مع القطاع الخاص من أجل تعزيز منظومة تطوير اللقاح المحتمل وإنشاء إطار تنظيمى يساعد على تطويره. فضلاً عن ذلك، أطلقت الحكومة الهندية مشروع «كوفيدسوراكشا» (الحماية من كوفيد)، الذى خصص 123 مليون دولار أمريكى للإسراع بتطوير اللقاحات المحتملة والعمل على توافقها مع شروط الترخيص وطرحها فى الأسواق من خلال “مجلس دعم أبحاث صناعة التكنولوجيا الحيوية” (BIRAC) الذى يعمل كحلقة وصل بين قطاع الصناعة والأوساط الأكاديمية.
وقد أثمرت مبادرات الحكومة حيث تعمل 30 مجموعة من الأوساط الأكاديمية والصناعية معاً وتتعاون بنشاط من أجل تطوير لقاحات كوفيد-19 وإجراء التجارب المتعلقة بها فى الهند، وهناك ستة لقاحات محتملة، منها ثلاثة تم تطويرها محلياً وهى فى مرحلة التجارب السريرية. وهناك ثلاثة لقاحات فى المرحلة ما قبل السريرية المتقدمة، بينما هناك العديد من اللقاحات الأخرى فى مراحل التطوير المبكرة. وفى الثانى من يناير 2021، حصل لقاحان على ترخيص الاستخدام الطارئ، ويتم حاليًا توزيع أحدهما (AstraZeneca-Oxford-Serum Institute) فى أكبر حملة تطعيم فى العالم تجرى داخل الهند.
منظومة البحث وتطوير وتصنيع اللقاحات
سلطت جائحة كوفيد-19الضوء على مكانة الهند كشريك موثوق به فى سلاسل التوريد العالمية لمستلزمات الرعاية الصحية وذلك بسبب القدرات التى تتمتع بها الهند فى مجالات البحث والتطوير والابتكار والتصنيع.تمكنت الهند من تطوير لقاح ناجح بعد مرور أقل من عام على الإبلاغ عن أول حالة مؤكدةللإصابة بفيروس كورونا المستجد بها. ألقى هذا الإنجاز البارز الضوء على المنظومة القوية لأبحاث وتطوير اللقاحات فى الهند.
صيدلية العالم
تعد الهند التى يطلق عليها تسمية «صيدلية العالم» واحدة من أكبر الدول المنتجة للقاحات، حيث تنتج %60 من إجمالى إنتاج اللقاحات فى العالم.وتوفر شركات إنتاج اللقاح الهندية 1.5 مليار جرعة سنوياً لأكثر من 150 دولة.كما تعد الهند أكبر مورد للقاحات الثلاثى البكتيرى (DPT) والسل (BCG) والحصبة فى العالم.وتحصل منظمة الصحة العالمية على %70 من احتياجاتها من اللقاحات الأساسية من الهند.
تقوم السياسة الخارجية للهند على رؤية فاعلة تضم خمسة مبادئ أساسية هى «سامان» (الاحترام)، «سامفاد» (الحوار)، «ساهيوج» (التعاون)، «شانتى» (السلام)، و«سامريدهى» (الازدهار العالمي). وتماشياً مع مبدئى التعاون والازدهار العالمى، قامت الهند بتسليم عقارى هيدروكسى كلوزوكينو وباراسيتامول والأجهزة الطبية اللازمة إلى أكثر من 100 دولة تأثرت بجائحة كوفيد-19. وفى يوم 20 يناير، بدأت الهند فى تسليم لقاحات كوفيد-19إلى البلدان المجاورة لها، حيث تلقت مملكة بوتان الواقعة على جبال الهيمالايا الشحنة الأولى التى تضم 150 ألف جرعة من لقاح”كوفيشيلد”Covishield. كماتسلمت جزر المالديف وبنجلاديش ونيبال لقاح كوفيد-19من الهند، وذلك فى إطار مبادرة «فاكسين مايترى» Vaccine Maitri، ومن المقرر أن يبدأ إرسال شحنات اللقاح إلى ميانمار وسيشيل قريبًا، بينما تنتظر الشحنات المقرر إرسالها إلى سريلانكا وأفغانستان وموريشيوس الموافقات التنظيمية اللازمة. وصرح السيد وزير الخارجية د/ إس.جايشانكار إن مبادرة «فاكسين مايترى» تعد تجسيداً آخر لـ«سياسة الأولوية لدول الجوار» التى تنتهجها البلاد، وسوف تعمل الهند على توفير اللقاح من أجل التغلب على تحديات فيروسكوفيد-19.
تفضل دول الجوار اللقاحات الهندية وذلك نظراً لانخفاض تكلفتها وسهولة تخزينها وقرب تلك الدول جغرافياً من الهند. وتعدالهند أكبر دولة منتجة للقاحات الموجهة للبلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل، ومن ثم فهى تقوم بتأمين العالم ضد التهديدات التى تشكلها «النزعة القومية فى توزيع اللقاحات»، وفى عالم بات فيه انتشار الأوبئة بشكل متزايد حقيقة واقعة، يصبح التعاون الدولى فى مجال الرعاية الصحية أمرًا حيويًا. سوف تلعب الهند، التى توصف بأنها «صيدلية العالم»، دوراً رائداً فى التعاون مع الدول ذات التوجهات المماثلة من أجل تحقيق الترابط الفعال بين سلاسل التوريد العالمية فى مجال مستلزمات الرعاية الصحية. ومن خلال التزامها القوى بخدمة مصالح البشرية جمعاء، يمكن للهند أن تسهم بقوة فى تحقيق الأمن الصحى العالمى.