منظمة الأغذية تدعم المزارعين المتضررين من الزلزال فى تركيا بـ 112 مليون دولار (جراف)

في ذكرى زلزال شينينغ 1927 بالصين في الثاني والعشرين من مايو

منظمة الأغذية تدعم المزارعين المتضررين من الزلزال فى تركيا بـ 112 مليون دولار (جراف)
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

4:28 م, الأثنين, 22 مايو 23

في 1927 قتل زلزال شينينغ بالصين ما يربو على 200 ألف شخص، والذي يعد إحدى الكوارث الطبيعية الأشد دموية في التاريخ، وتحل اليوم ذكراه، في الثاني والعشرين من مايو، في حين ما زالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، تعد عمليات التقييم الأولية لتأثر الزراعة بشدة من جراء زلزال تركيا بالسادس من فبراير الماضي، حيث تظهر التقديرات المبدئية تعرّض قطاع الزراعة لأضرار بلغت 1.3 مليار دولار، وخسائر بقيمة 5.1 مليار دولار، ولذلك تسعى المنظمة جاهدة إلى جمع تمويل يبلغ 112 مليون دولار لتقديم دعم فوري وطويل الأجل للأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الزلزال في تركيا، ويشمل ذلك التمويل مبلغ 25 مليون دولار لدعم الثروة الحيوانية والزراعة لصالح 900 ألف شخص من سكان الريف.

وكانت الزلازل المدمرة قد ضربت جنوب تركيا وشمالي من سوريا في السادس من فبراير 2023. وتشير عمليات التقييم الأولية لأثرها في تركيا إلى تكبد خسائر جسيمة لحقت بالزراعة، بما في ذلك المحاصيل والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، فضلًا عن البنى التحتية الريفية في المناطق المتضررة.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، إن زلزال تركيا قد خلّف أضرارًا جسيمة في 11 ولاية زراعية رئيسة، مما أثر على 15,8 مليون شخص تقريبًا، ونسبة تزيد عن 20٪ من الإنتاج الزراعي في البلاد، حيث تنتج المنطقة المتضررة من الزلزال، المعروفة باسم “الهلال الخصيب” التركي، نسبة تقارب 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي وتسهم في نسبة 20٪ تقريبًا من الصادرات الزراعية التركية.

وبيّنت المنظمة أن أكثر من ثلث سكان تلك الولايات الأشد تضررًا، إنما يعيشون في مناطق ريفية ويعتمدون على الزراعة من أجل تأمين سبل عيشهم، بينما تكافح الأسر الريفية من أجل الحصول على مدخلات الإنتاج وتحمّل كلفتها، لكنّ الاختلالات في سلاسل الإمداد والصعوبات المالية تزيد من صعوبة الكفاح وتجعلها غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية وإعالة أفراد الأسرة.

والجراف التالي يوضح تطور حجم خسائر سوق التأمين بسبب الكوارث العالمية منذ 2005 وحتى 2022:

وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أن الأضرار التي خلفها الزلزال بالقطاع الزراعي، إنما تعني كلفة تبديل أو إصلاح الأصول المادية والمخزونات المدمرة كليًا أو جزئيًا، مثل البنية التحتية الزراعية والثروة الحيوانية والمحاصيل، في حين تشير الخسارة إلى الأثر الاقتصادي والإنتاجي الناجم عن الضرر، مثل قلة توفر الأغذية وارتفاع أسعارها بسبب خسارة المحاصيل المخزنة.

وعكفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، على توسيع نطاق عملياتها من أجل مساعدة المجتمعات الريفية المتضررة بفعل الزلازل في تركيا وسوريا، وعلى معاودة إنتاج الأغذية الأساسية واستدامتها، وتقوم في الوقت نفسه بتقييم الأضرار الزراعية ورصد الآثار الطويلة الأجل وغير المباشرة.

وقد أدت الزلازل إلى انهيار المباني وتعطيل هياكل قطاع الأغذية وتضرر المحاصيل ومرافق التخزين، كما أنها ضربت مناطق رئيسة بالنسبة إلى تربية الثروة الحيوانية، فدمّرت الحظائر وتسببت بإصابة حيوانات ونفوق أخرى، وقد أفضت قلة عدد الملاجئ وندرة الأعلاف وتعطل إنتاج اللقاحات إلى تزايد خطر الإصابة بمرض الحمى القلاعية وإثارة شواغل بشأن تدهور ظروف تربية الحيوانات، كما لحقت الأضرار أيضًا بإنتاج الأسماك، حيث تأثرت 34 مزرعة أسماك و3 مرافئ صيد وفُقدت أصناف مهمة من الأسماك، يُضاف إلى ذلك تكبّد صغار الصيادين ومنتجي تربية الأحياء المائية خسائر كبيرة في الدخل بسبب عدم قدرتهم على استئناف عملياتهم.

وذكرت المنظمة أن الحصول على المدخلات الزراعية قد بات أكثر صعوبة في المنطقة، مع توقف العديد من الأنشطة الزراعية وأنشطة تربية الثروة الحيوانية بسبب الخسائر في اليد العاملة والنقص فيها، ويطرح هذا الوضع الهشّ شواغل أخرى مع اقتراب موسم الحصاد الصيفي.