طبقت وزارة في الآونة الأخيرة سياسة عقابية حديثة داخل السجون المصرية سعت من خلالها لإعادة تأهيل السجناء للمجتمع مرة أخرى بدون عودتهم للجريمة، مع توفير فرص عمل لهم وتعليمهم مهن، وحياة صحية جيدة ومعالجتهم من الأمراض.
زيارات السجون المصرية
وأعلنت الداخلية أن قطاع السجون استقبل وفودًا من المجالس القومية والمنظمات الحقوقية وممثلي المنظمات الأهلية والهيئات القضائية، خلال الفترة الماضية للاطلاع على منظومة تطوير السجون، والرعاية الموجهة للنزلاء.
واطلعت الوفود على ما وصلت إليه المؤسسات العقابية من طرق حديثة لتأهيل السجناء، ومدى التزامها بالالتزام بحقوق الإنسان.
وقالت الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، خلال زيارتها لسجن القناطر: “أنا مش مصدقة إن إحنا في سجن، تخيلت نفسي في قلب جمعية أهلية، فقد وجدت النظافة وطرق حديثة في التعامل، مع تواجد لبن الأطفال”.
وأضافت نشوى الحوفي، عضو المجلس القومي للمرأة: “كنت سعيدة بفكرة لم شمل عيلة في يوم احتفال المرأة بيومها”.
وتابعت: “السجين أخطأ لكن لابد من التعامل معهم بحرص وعناية شئ مهم”.
وأوضح حافظ أبو سعيده، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: “اطلعنا على الخدمات داخل السجون، ومدى توافر الاشتراطات، وتطبيق قانون السجون بمصر، من تغذية وإعاشة وتعليم وتشغيل”.
وأضاف انبهرت بما رأيته فقد وجدت مصنعًا ومشغل ومكتبة مع توفير سبل الرعاية الصحية اللائقة.
وأكد ياسر عبد العزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أنه تم الاطلاع خلال هذه الزيارة على أحوال السجن ومقوماته من خلال الاستماع لى شرح تقصيلي من المسئولين، وإحداث زيارة لمرافق السجن وبعض الأماكن مثل الصيدلية والمسجد.
من جانبه، أشاد عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بسجن المنيا، أثناء تفقده له.
وقال: اليوم هي رسالة تأكيد على أمرين مهمين، الأول إن البرلمان المصري، ممثل في لجنة حقوق الإنسان يتابع تطبيق الحقوق داخل السجون المصرية”.
وتابع: “الثاني نحن لدينا جانب متعلق بالرد على بعض المنظمات المشبوهة، التي تحاول التشكيك في مؤسسات الدولة، والبرلمان وتشكك في مؤسسات الدولة الوطنية”.
الوعظ الديني
وعن الجانب الديني، تنظم وزارة الداخلية ندوات دينية للسجناء، وقال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الديار المصرية، إن منظومة تأهيل السجناء مهمة مرة أخرى، لنشعره أنه إنسان حقيقي.
وتابع: عندما يتعلم الإنسان كيف يحافظ على إنسانيته، يتعلم الحفاظ على إنسانيات الآخرين، ولن يعود للجريمة مرة أخرى.
وأضاف: لما هخرج من السجن مش هيرجع له تاني، ودا اللي إحنا عايزينه.
أما السجناء، فقد أشادوا بتوفير فرص عمل لهم، وتعليمهم حرف يدوية ومهن كتأهيل لهم بعد خروجهم من السجون.
وقال سجين في سجن برج العرب، محكوم عليه بـ 11 عامًا: “نحن هنا مستريحين، والإدارة موفرة لنا فرصة عمل، وبتعلم تصنيع كهرباء في السجن، وليا مرتب”.
استكمال التعليم حتى الدكتوراة
وتساعد وزارة الداخلية، السجناء على استكمال مراحل التعليم المختلفة، وصولًا إلى المعاهد العليا والمتوسطة والتعليم الجامعي، وجعل أحدهم يحصل على درجة الدكتوراة بعد دراسته داخل السجن.
ومنح الطالب محمد الشناوي محمد الشناوي درجة الدكتوراة في الحقوق بتقدير جيد جدًا، وقال: “أنا مقدرش أقول أى حاجة غير إني أشكر قيادات الوزارة، لأن بدون توفيرهم ليا مكنتش هقدر أوصل لأي حاجة”.
وأكدت الوزارة، على منح السجناء زيارات استثنائية في المناسبات الدينية والقومية، والسماح لهم بزيارات خارجية لمشاركة ذويهم في المناسبات الاجتماعية.
إلغاء حاجز السجن
وقررت إلغاء حاجز السجن بين المحكوم عليهم وذويهم أثناء الزيارة، والإفراج عن بعض السجناء من بوابات السجون مباشرة.
والتوسع في منح ميزة الإفراج الشرطي، والعفو الرئاسي وفترة الانتقالات الخارجية، وتنفيذ مبادرة سجون “بلا غارمين ولا غارمات”.
وقدمت دعوة أطفال السيجنات المودعين في دور الرعاية الخارجية، وأبنائهن وأزواجهن بالسجون بالمناسبات الدينية لمشاركتهن في الاحتفالات.
منظومة السجون الحديثة
وعرضت الوزارة فيلمًا تسجيليًا عن ملامح التطوير والتحديث لمنظومة السجون المصرية، تحت عنوان «يبقى الأمن على مر الزمان رسالة النبلاء».
وتناولت خلال الفيلم أوضاع السجناء في مصر، وكيفية تأهيليهم وتعليمهم حرف داخل ورش ومصانع قطاع السجون.
وشرحت طرق الرعاية والعناية الصحية التي يلقاها النزلاء في السجون، وحجم التطور داخل مستشفيات القطاع والاهتمام بحقوق الإنسان.
وأوضحت أنها تنتهج إستراتيجية في إدارة منظومة السجون من خلال برامج تتفق وأصول المعاملة العقابية الحديثة.
وأكدت على أن المؤسسات العقابية شهدت نهضة تطوير حقيقية في مجال السجون القائمة.
أنشطة رياضية
وأكد على تطور أوجه الرعاية والاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية والدينية بشكل شامل لمساعدة النزلاء على تقبل الحياة من جديد، وشغل أوقاتهم لما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع.
وحمل الفيلم مشاهد الإجراءات الصحية، التي يتلقاها المريض، وتبدأ منذ الدقائق الأولى لإيداعهم، إذ وفرها قطاع السجون لهم من خلال مستشفيات مركزية بكل منطقة سجون جغرافية وأخرى محلية، ووفرت كافة الاحتياجات والأجهزة الطبية واللازمة.
العلاج من فيروس سي
وأشاد السجناء بمستوى الرعاية الصحية التي قدمت لهم، خاصة بعد إدراجهم تحت حملة مليون صحة، وصرف لهم علاج فيروس سي.
وسلط الضوء على الحرف التي يتعلمها السجناء في المصانع والورش الخاصة بالوزارة، من أجل إعادة تأهيلهم في المجتمع مرة أخرى.
تضمن المنتدى، شرحًا لأوجه الرعاية الصحية للسجناء، وحجم التطور داخل مستشفيات القطاع والاهتمام بحقوق الإنسان.
الرد على الشائعات
سلطت الوزارة الضوء على بعض نتائج تطبيق منظومتها الجديدة، على هامش المنتدى الثالث للسجون المصرية، الذي عقد بطرة، وذلك للرد على الشائعات التي أطلقت عن أماكن الاحتجاز خلال الفترة الماضية، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وعلى هامش المنتدى، تفقد مساعدو وزير الداخلية، سجن المزرعة لمتابعة أوضاع النزلاء، ومصانع الأخشاب والحديد، فضلًا عن الرعاية الرياضية لهم.
وتفقدوا مزارع الدواجن والنعام المتواجدة بمنطقة سجون طرة، والتي تمثل الاكتفاء الذاتي للسجناء، ومعرض الأثاث والمشغولات اليدوية الخاصة بأعمال النزلاء.
حضر المنتدى، اللواء علاء الأحمدي مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات، اللواء أشرف عز العرب مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، اللواء هشام يحيى مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان.
وشارك في الفعالية، العديد من الشخصيات العامة والقيادات الأمنية بالداخلية وقطاع السجون.
وشهدت السجون تطورًا في المباني وأماكن التريض والمستشفيات أو في أماكن التأهيل للنزلاء.