سرق منتحلو شخصية قطب الأعمال والملياردير الأمريكي إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”تسلا” عملاقة صناعة السيارات الكهربية الأمريكية، ما لا يقل عن مليوني دولار من المستثمرين في عمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفّرة على مدار الأشهر الستة الماضية، وفقًا لما أوردته شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.
والسرقة جزء مما يسمى عملية احتيال “الهبات،” حيث يتظاهر المحتالون بأنهم مشاهير أو شخصيات معروفة في عالَم العملات المشفرة، ويتعهدون بـ”مضاعفة” العملة المشفرة التي يرسلها المستثمرون- ولكن بدلًا من ذلك يضعونها في “جيوبهم”.
وتصاعدت عمليات الاحتيال ذات الصلة بالعملات المشفرة منذ أكتوبر الماضي، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق في الربع الأول من العام 2021، وفقًا للبيانات التي نشرتها لجنة التجارة الفيدرالية مؤخرًا.
يجيء هذا بالتزامن مع ارتفاع أسعار بيتكوين والعملات الرقمية الشائعة الأخرى، حيث جرى تداول بيتكوين عند أكثر من 59000 دولار في31 مارس- وهو عائد بنسبة 450%، مقارنة بإغلاق السعر عن 10710 دولارات في 30 سبتمبر.
وماسك من أكبر وأشهر الداعمين للعملات المشفرة. ففي شهر فبراير الماضي كشفت تسلا أنها اشترت ما قيمته 1.5 مليار دولار من بيتكوين. وفي مارس قال ماسك إن تسلا ستقبل بيتكوين كوسيلة دفع لشراء السيارات. (لكنه تراجع منذ ذلك الحين عن هذا الموقف بسبب مخاوف بيئية).
وبالمثل قالت شركة سبيس إكس التي يمتلكها ماسك مؤخرًا إنها ستقبل عملة دوجكوين كوسيلة دفع كاملة لتمويل رحلة إلى القمر، في الربع الأول من العام المقبل. كما أشار إلى نفسه باسم “والد دوجكوين”.
وقد يكون صعود بيتكوين اجتذب مستثمرين جددًا يتوقون إلى الربح- اللعب في أيدي المحتالين، خاصة أن العملات المشفرة غير معروفة للعديد من المستثمرين، وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية.
وأبلغ ما يقرب من 7000 شخص عن استثمارات وهمية في صناعة العملات الرقمية، منذ أكتوبر حتى مارس الماضي، وخسروا أكثر من 80 مليون دولار في المجموع، وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية.
وقالت اللجنة إن هذا يمثل حوالي 12 ضِعف عدد التقارير، ونحو 1000% أكثر في الخسائر المبلَّغ عنها، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقد تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير؛ لأن البيانات تعكس فقط عمليات الاحتيال التي أبلغ عنها المستهلكون.
وقد أبلغ الشخص العادي عن خسارة قدرها 1900 دولار. وكان المستثمرون الشباب (أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا) أكثر عرضة بخمس مرات لخسارة الأموال في عمليات الاحتيال في استثمار العملات المشفرة، وفقًا للجنة التجارة الفيدرالية.