منتجو الغاز يتسابقون للانضمام إلى الجيل القادم من الطاقة

الهيدروجين الأخضر لن يصبح رخيصا قبل 2030

منتجو الغاز يتسابقون للانضمام إلى الجيل القادم من الطاقة
أيمن عزام

أيمن عزام

11:54 ص, الأثنين, 31 مايو 21

تواجه صناعة الغاز العالمية سباقا وجوديا  يدفعها إلى الانضمام إلى الجيل  القادم من الطاقة  حتى لا تواجه خطر  استبدال  الزبائن  لها ببدائل أخرى.

وتعد شركات بي.بي وسينابيك وإيكويتر ورويال ديتش شل ضمن المنتجين الطامحين  إلى الاستعانة بالهيدروجين لضمان استمرار انتعاش الطلب الذي ربما يتراجع عندما يتزايد التوسع في الطاقة  النظيفة.

وترغب هذه الشركات في المحافظة على الأنابييب القائمة وناقلات التخزين وإمدادات الوقود، حتى يتسني لها استخدامها في توزيع الهدروجين الأزرق. وتقتضي هذه العملية استخدام الغاز الطبيعي، لكنها تمتص الانبعاثات  الكربونية وتعمل على  تخزينها.  

وتقول وكالة بلومبرج إن الطريق المستقيم إلى انتاج انبعاثات صفرية يقتضي استخدام الهيدروجين المنتج بواسطة الكهرباء المتجددة – المعروفة باسم الهيدروجين الأخضر – لكن هذا المنتج لن يصبح رخيصا إلا بحلول عام  2030 على أقل تقدير عندما يتزايد انتاج الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية.

وتخطط شركات الغاز التي تستهدف خفض الانبعاثات الآن وتجنب التقادم في العقد القادم لضخ مليارات الدولارات في بناء أعمال لانتاج الهيدروجين الأزرق.

ومن المقرر تشغيل 15 مشروع لانتاج الهيدروجين الأزرق على أقل تقدير بحلول عام 2027 في بريطانيا وألمانيا والنرويج ونيوزيلندا والسويد ونيوزيلاندا.

الهيدروجين الأخضر الهدف النهائي

وقال ال كوك، نائب المدير التنفيذي لشئون التطوير والانتاج لدى شركة اكوينر التي تتخذ من النرويج مقرا لها :” الهيدروجين الأخضر هو الهدف النهائي، لكننا سنصل إلى هناك عبر البدء بانتاج الهيدروجين الأزرق.”

وتابع:” عند نقطة معينة، ربما تقل تكلفة الهيدروجين الأخضر عن نظيره الأزرق، لكن هذا لن يتحقق إلا بعد عقد كامل.”

ويلبي الهيدروجين النظيف ربع احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام   2050، وستصل المبيعات السنوية إلى 630 مليار يورو (770 مليار دولار).

ويلزم التعجيل بزيادة انتاجية الهيدروجين الأزرق بسرعة لأن المشروعات التي تظل بلا انتاجية بحلول عام  2030 ستفقد قدرتها التنافسية، بحسب بلومبرج إن.إي.أف.

كما تتزايد في الوقت الراهن تكاليف انتاج الهيدروجين دون انبعاث الغازات الدفيئة، ويصعب كذلك تخزينه، ويتسم بقابلية شديدة للاحتراق مما يدفع وكالة  ناسا لاستخدامه في إطلاق الصواريخ إلى الفضاء.  

ومن المتوقع زيادة الطلب عليه ستة أضعاف بحلول عام 2050 وسط اتجاه وسائل المواصلات ومصانع الصلب والكيماويات إلى خفض الملوثات، بحسب وكالة الطاقة العالمية.

ويتم استخدام الغاز الطبيعي في انتاج  جميع الهيدروجين حاليا، وهو ما ينال استهجان المستثمرين الملتزمين بالمعيار البيئي الاجتماعي الحوكمي والجماعات المدافعة عن البيئة والحكومات التي تحاول إبطاء التغير المناخي.

امتصاص الكربون

وهناك طريقة سريعة للتغلب على الملوثات الناجمة عن استخدام الغاز الطبيعي، إذ تلجأ مصانع الغاز الطبيعي والأسمدة والإيثانول إلى امتصاص الكربون وتخزينه تحت الأرض أو إعادة استخدامه

وتعهدت شركة شل سابقا بخفض انبعاث الغازات الدفيئة للغاز الطبيعي بنسبة 20% خلال عقد، لكن محكمة في لاهاي أمرت الشركة في 26 مايو بخفضها بنحو 45% خلال ذات الفترة.  

الدعم العالمي للهيدروجين الأخضر المنتج من المياه والكهرباء المتجددة  يلح بقوة على  شركات الغاز ويدفعها للتحرك سريعا.

ومن المتوقع أن تنخفض تكاليف انتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة 80% بحلول عام 2030 وتصبح أرخص من الهيدروجين الأزرق في جميع الأسواق التي حللتها وكالة بلومبرج إن.إي.أف.

وتستهدف المفوضية الأوروبية  ضخ استثمارات بقيمة 470 مليار يورو في انتاج الهيدروجين الأخضر بهدف انتاج 10 مليون طن منه بحلول عام  2030 حتى يتسنى الوصول لمستوى الانبعاثات الصفرية بحلول عام  2050.

وقال دارلي ويلسون المدير التنفيذي لمجلس الهيدروجين إن التكلفة الهامشية لتحويل الهيدروجين الرمادي ( مصنوع من الغاز الطبيعي لكن تصدر منه انبعاثات الغازات الدفيئة) إلى الهيدروجين الأزرق أقل كثيرا مقارنة بالقفز مباشرة إلى الهيدروجين الأخضر.