مناقشات بين سفارة طوكيو و«المالية» لدعم عمل الشركات اليابانية بمصر

قال المستشار الاقتصادى لدى السفارة اليابانية بالقاهرة إن الحكومة اليابانية بالقاهرة ممثلة فى وكالة «جايكا«  تستهدف البدء فى مشروع للتعاون الفنى مع وزارة الاتصالات ومكتبة مصر فى إطار مشروع «الرقمنة» الذى تم تنفيذه بين مكتبة الإسكندرية

مناقشات بين سفارة طوكيو و«المالية» لدعم عمل الشركات اليابانية بمصر
سمر السيد

سمر السيد

10:16 ص, الأثنين, 31 ديسمبر 18

■ تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تفتح شهية رجال الأعمال للاستثمار فى السوق المحلية
■ تنظيم مؤتمر مجلس الأعمال المشترك أوائل 2019
■ الاستثمارات تسجل 93 مليون دولار فى 2017  ورغبة قوية للعمل فى مشروعات محور قناة السويس
■  227 مليون دولار حجم استثمارات «نيسان» ومخطط لتوسيعها

كشف تاكاهيتو ميسومى، المستشار الاقتصادى لدى السفارة اليابانية بالقاهرة، عن المناقشات التى تجريها السفارة حاليًا مع وزارة المالية من أجل دعم عمل شركات بلادها محليًا، و تحسين مناخ الأعمال أمامها، لافتًا إلى أن السفارة استقبلت استفسارات من عدد من الشركات العاملة محليًا التى ترغب فى الاستثمار فى مشروع تنمية محور قناة السويس، لا سيما فى ظل الكثير من الإمكانيات والمزايا التى يتضمنها  فى جميع  القطاعات الاقتصادية.

وأضاف – فى حواره مع «المال» – أن العلاقات المصرية اليابانية قريبة جدا «very close» فى جميع المناحى، لافتًا إلى أنه على الصعيد الاقتصادى تعمل 50 شركة يابانية فى السوق المحلية، وقد سجلت فقط  استثمارات بلاده فى عام 2017 نحو 93 مليون دولار.

وأشار إلى  أن تحسن الأوضاع  الاجتماعية والاقتصادية حاليًا  فتح شهية الشركات اليابانية للاستثمار فى مصر، وأصبحت مهتمة أكثر وأكثر بتنفيذ  المزيد من المشروعات الاستثمارية وتوسيع  حجم أعمالهم بالسوق المحلية، لا سيما وأن لديهم نظرة إيجابية تجاه مناخ الأعمال، فضلًا عن الإمكانيات الكبيرة  والمزايا المتوفرة؛ غير أنهم يرون  أن هناك بعض العقبات مثل البيروقراطية والإجراءات المتعلقة بالضرائب، بجانب التأثير السلبى لدخول اتفاقية التجارة الأوروبية حيز التنفيذ عليهم.

وقال إن الحكومة اليابانية بالقاهرة ممثلة فى وكالة «جايكا«  تستهدف البدء فى مشروع للتعاون الفنى مع وزارة الاتصالات ومكتبة مصر فى إطار مشروع «الرقمنة» الذى تم تنفيذه بين مكتبة الإسكندرية، ومؤسسة «شنانو كينشي» اليابانية التى نفذت مشروعا لإدماج ذوى القدرات الخاصة وتحسين إمكانية وصولهم للمعلومات من خلال  تزويد أولئك الذين يعانون من إعاقات فى الطباعة، بنموذج يُحول محتويات الكتب والمواد المطبوعة المختلفة إلى الشكل الرقمى، و يتم تسميته بنظام المعلومات الرقمى «DAISY».

وتابع: «فى 19 ديسمبر الحالى استضافت مكتبة الإسكندرية  ندوة  لإطلاق هذا النظام الرقمى الجديد، مشيرًا إلى أنه يتم تنفيذه للمرة الأولى فى مصر».

وأضاف أن الشركات اليابانية  ترغب فى أن ترى تبسيطا للإجراءات الجمركية فى مصر وسرعة الإجراءات الإدارية وتوفر البنية التحتية الكافية مثل النقل والكهرباء واللوجيستيات، علاوةً على وضع سياسة شاملة لدعم  القطاع الصناعى وإصدار الحوافز  التى أعلنت عنها وزارة الصناعة والتجارة فى وقت سابق، ضمن إستيراتيجية صناعة السيارت المستهدف أن تدعم عمل الشركات المنتجة محليًا بصورة أكبر.
وأكد أنه يقدر ما تبذله الحكومة المصرية من جهد تجاه جذب الاستثمارات عبر اتخاذ عدد من الإجرءات لتحسين مناخ الأعمال، ومنها على سبيل المثال إدخال قانون الاستثمار الجديد العام الماضى.

واستعرض نماذج لعدد من شركات بلاده العاملة فى مصر، فمثلًا فى قطاع السيارات تعمل شركتا «نيسان» و«تويوتا« فى السوق المحلية، مشيرًا إلى أن الأولى تمتلك مصنعًا بمصر وتبلغ حجم استثماراتها  227 مليون دولار و لديها خطة ورغبة فى التوسع فى حال سماح الظروف بذلك.

وتابع : «من الضرورى لدى «نيسان»  وجود  حوافز  لدفعهم  إلى ضخ مزيد من الاستثمارات فى قطاع السيارات، لا سيما وأنه سيتم إلغاء التعريفات الجمركية على السيارات المصدرة  من الاتحاد الأوروبى لمصر بموجب اتفاقية الشراكة الأوروبية المصرية «FTA» الأمر الذى سيخلق صعوبات وآثار سلبية على الشركات المنتجة محليًا، ومن ضمنها حجم مبيعاتهم ؛ خاصةً و أنه يتم استيراد جزء كبير من إنتاج سياراتهم  من الخارج».

وقال إن الزيارة التى كانت مقررة لرئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى للقاهرة فى يوليو الماضى تأجلت بسبب الكوارث الطبيعية التى تعرضت لها بلاده لكنه يأمل أن تتم خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى  أن وزيرة البيئة اليابانية كانت قد حضرت مؤتمر شرم الشيخ للتنوع البيولوجى فى نوفمبر الماضى.

ونوه بأنه من المقرر أن تستضيف مدينة يوكاهوما اليابانية أواخر شهر أغسطس من العام المقبل النسخة السابعة من قمة مؤتمر طوكيو الدولى المعنى بتنمية أفريقيا «تيكاد»، وقال «ميسومى» إنه تمت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لحضور القمة لا سيما فى ظل الدور المهم والمحورى المرتقب الذى ستقوم به خلال فعاليات القمة  فى ظل  ترأسها للاتحاد الأفريقى حاليًا.

وأضاف أنه تم إطلاق قمة  «تيكاد«  فى عام 1993  لمناقشة القضايا المتعلقة بتنمية قارة أفريقيا، الأمر الذى سيجعل العام المقبل مهمًا على الصعيد الدبلوماسى.

وأوضح أن هناك مفاوضات حالية بين الهيئة القومية للأنفاق وأحد الشركات اليابانية لتنفيذ أعمال الخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة، متطلعًا  إلى أن يتم البدء فى تنفيذ الإنشاءات المتعلقة بالخط فى أسرع وقت، مشيرا إلى عمل شركات أخرى فى مشروعات للطاقة الجديدة فى منطقة خليج الزيت.

وتوقع أن يتم الإعلان عن المناقصة الخاصة بمشروع  توسعة مطار برج العرب الدولى فى الربيع المقبل، مشيرًا إلى أن إحدى الشركات  اليابانية ستوفر تكنولوجيا موفرة للطاقة هناك.

وأكد أنه من المتوقع أن ينعقد بمناسبة زيارة بعثة الأعمال التجارية للقاهرة التى ستنظمها وكالة «جيترو» اليابانية فى وقت مبكر من العام المقبل؛  مؤتمرًا لمجلس الأعمال المصرى اليابانى، لافتًا إلى أن هناك مناقشات كثيرة جارية حاليًا بين «جايكا» والحكومة المصرية للمزيد من التعاون المستقبلى فى قطاعات متنوعة، من ضمنها البنية التحتية و التعليم.

كان تاكاشى تسونيمى، رئيس مكتب هيئة التجارة الخارجية اليابانية «جيترو»، قد توقع – فى تصريحات صحفية سابقة لـ «المال«- أن يزور وفد يابانى فى القطاعات الزراعية والسكك الحديدية والبنية التحتية والطاقة والمياه والإنشاءات والبيئة وتكنولوجيا المعلومات مصر، فى شهرى فبراير أو مارس المقبلين، لبحث تعزيز سبل التعاون المشترك، مشيرًا إلى أن تفاصيل الزيارة تحت النقاش حاليًا.

وقال إن جدول أعمال الزيارة يتضمن لقاء محتملا مع الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، فى ظل رغبة الشركات للمشاركة فى المشروعات القومية الكبرى التى تنفذها الحكومة حاليًا مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، علاوةً على إجراء مقابلات مع نظرائهم من رجال الأعمال المحليين «B2B»، كما تشمل أجندة الزيارة تنظيم زيارات لمشروعات العاصمة الإدارية، ومحور تنمية قناة السويس ومنطقة القاهرة الجديدة، لرؤية المشروعات المنفذة بها.

ولفت «ميسومى» إلى أنه تم افتتاح 35 مدرسة يابانية فى مصر خلال أكتوبر الماضى ضمن خطة لافتتاح 100 مدرسة بقرض يابانى 168  مليون دولار.

وعلى صعيد التجارة المشتركة بين مصر واليابان، قال «ميسومى« إن هناك نموًا وتحسنًا على صعيدها، لافتا إلى أن مصر احتلت المرتبة الثانية  فى قائمة مستوردى المنتجات اليابانية فى أفريقيا بعد جنوب أفريقيا فى عام 2017.

وأشار إلى أنه حسب البيانات الصادرة عن وزارة المالية اليابانية، سجل حجم التجارة المشتركة بين البلدين فى الفترة من يناير حتى سبتمبر الماضيين، نحو 96.3 مليار ين يابانى، موزعة بين صادرات يابانية بقيمة 79.5 مليار، بزيادة %12.8 عن الفترة المقابلة من عام 2017، بينما سجلت الصارات المصرية 16.8 مليار ين بزيادة 31.8 % خلال فترة المقارنة.

وشدد على التحسن والزيادة التى ستشهدها السياحة اليابانية الوافدة لمصر فى الفترة المقبلة، لا سيما وأنه تم  البدء فى تسيير رحلتين مباشرتين للقاهرة بصورة أسبوعية بدءًا من ديسمبر الجارى لزيارة المعالم السياحية المختلفة، بدلًا من رحلة واحدة أسبوعيًا، مشيرًا إلى أن أعدادها كانت قد تأثرت عقب ثورات الربيع العربى فى عام 2011.

وأضاف أن أعداد السياحة الوافدة لمصر بلغت فى عام 2017 نحو 33 ألفا، مقابل 19 ألفا للعام السابق عليه، مشيرًا إلى أنها ترتكز على  زيارة  المعالم  الثقافية مثل الأهرامات التى تعتبر محبوبة هناك وتمثل رؤيتها لدى اليابانيين مرة واحدة فى العمر بمثابة الحلم،  بجانب مدينتى الأقصر وأسوان وزيارة المتحف المصرى، موضحا أن هذا واحد من أسباب الدعم الذى توفره الحكومة اليابانية للمتحف المصرى الكبير المقرر افتتاحه فى 2020.

وتوقع مشاركة وعمل الكثير من الشركات اليابانية بصفة أساسية فى مشروع المتحف فى جوانب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل شركة  «NEC» مؤكدًا أن المشروع يعتبر مهمًا وكبيرًا للجانبيين المصرى واليابانى.