توقع خبير النفط العالمي د. ممدوح سلامة أن تشهد أسعار النفط عالمياً موجة من الارتفاع مع تصاعد أزمة الطاقة وتداعيتها على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن القرار الأوروبي بشأن خفض استهلاك الغاز شديد الخطورة.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON.
وأوضح أن العالم مقبل على أزمة كبرى وشديدة الخطورة تفوق في تداعياتتها تداعيات أزمة عام 1973 عندما فرض منتجو النفط العرب حظر تصدير النفط للولايات المتحدة الأمريكية مما أدى حينها لتاكل الاقتصاد العالمي بنسبة 6% لكن في ذلك الوقت كان الموضوع يتعلق بالنفط فقط.
لكن سلامة قال إن الفارق بين تلك الأزمة والراهنة أن الاخيرة لاتتعلق بالنفط فقط بل تشمل الغاز والفحم وحتى في الطاقة النووية والمتجددة.
وتعليقاً على قرار روسيا بخفض شحنات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” إلى 20 في المئة فقط من طاقته، قال سلامة: “هذا الخط طاقته 55 مليار متر مكعب سنوياً والجزء الأعظم منه يذهب لألمانيا والباقي للاتحاد الأوروبي”.
وأضاف: “من ثم فإن المستفيد والمعتمد الأكبر من تدفق الغاز عبر هذا الخط هي ألمانيا بالذات وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول قرار شركة الغاز الروسية العملاقة خفض شحنات الغاز بهذه النسبة هل هذا ناجم ناجم عن إضافات أو إصلاحات جديدة وصيانة جديدة مع وجود خلل ؟ أم أنه المقصود هو الشد والضغط على الاتحاد الاوروبي لتفكيك بعض القيود العنيفة المفروض “على روسيا”.
و اتفقت دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، على إجراءات طارئة لتقليل استخدامها للغاز في الشتاء المقبل، في وقت تستعد فيه أوروبا لمواجهة غموض يتعلق بإمدادات الغاز من روسيا في الشتاء.
وكتبت جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على “تويتر” تقول “لم تكن هذه مهمة مستحيلة، الوزراء توصلوا إلى اتفاق سياسي بشأن خفض الطلب على الغاز قبل الشتاء المقبل”.
واعتبر رئيس الوزراء التشيكي يوزف سيكيلا الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء أن خفض شحنات الغاز الروسي الذي أعلنته مجموعة “جازبروم” الاثنين، هو “دليل جديد” على أن أوروبا يجب أن “تحد من اعتمادها على الإمدادات الروسية بأسرع وقت ممكن”.