قال يوشيفومى أومورا، الممثل الرئيسى لهيئة التعاون الدولى اليابانية «جايكا»، إن وزارة التربية والتعليم تخطط لافتتاح مدرستين جديدتين من المدارس المصرية اليابانية فى العام المالى الجارى 2021/2020 (فى محافظتى جنوب سيناء والوادى الجديد)، وبذلك يصل العدد إلى 43 مدرسة فى جميع أنحاء مصر.
وأضاف أومورا لـ«المال» أنه سعيد بدمج أنشطة التوكاتسو لتكون جزءا من منهج التعليم 2.0 من الصف الأول إلى الثالث الابتدائى لعام 2021/2020.
وأوضح أنه يتم التخطيط بالتعاون مع وزارة التعليم لتقديم أجزاء من نظام التعليم اليابانى إلى بعض المدارس الحكومية الحالية فى العام المالى الجارى.
وأكد حرص الهيئة اليابانية على تقديم الدعم الفنى والمالى لوزارة التربية والتعليم من أجل نشر نظام التعليم اليابانى، وأنشطة التوكاتسو إلى المدارس المصرية، من خلال مشروع التعاون الفنى ودعم الموازنة من خلال قرض الين اليابانى الميسر.
وقال إن جايكا قامت بإيفاد أكثر من 15 خبيرًا يابانيًا إلى مصر، بما فى ذلك أساتذة يابانيون متخصصون فى أنشطة التوكاتسو، وقد قدموا الدعم الفنى لوزارة التربية والتعليم فى تطوير المبادئ الإرشادية، وتقديم التدريب، فضلا عن توفير توجيهات مباشرة للمعلمين فى المدارس المصرية اليابانية من خلال ورش عمل دراسية.
وأضاف أن جايكا وقعت اتفاقية قرض بقيمة 18.6 مليار ين يابانى مع وزارة التربية والتعليم عام 2018، وتهدف إلى تقديم الدعم المالى للوزارة فى جهودها فى نشر نظام التعليم اليابانى فى مصر، إضافة إلى إيفاد ما يقرب من 20 متطوعًا من جايكا فى قطاع التعليم، بما فى ذلك مديرين سابقين لمدارس باليابان.
وأشار إلى أن أنشطة التوكاتسو، التى تتضمن نشر الوعى بأهمية غسل اليدين والنظافة الشخصية، أسهمت فى زيادة الوعى الصحى بمصر، فهذه الأنشطة تعد جزءا هاما من التعليم والثقافة اليابانية التى تعمل جايكا على نشرها وتطبيقها فى المدراس المصرية اليابانية، وقد أثبتت أهميتها فى تعزيز الوقاية من العدوى، خاصة خلال جائحة فيروس كورونا.
وتابع: كما تعمل جايكا على تسهيل التعاون المحتمل للشركات اليابانية الخاصة فى قطاع التعليم والمهتمين ببدء الأعمال التجارية فى مصر.
وفى مجال تنمية الطفولة المبكرة؛ تنفذ جايكا حالياً مشروع تعاون فنى، كما تم إرسال 3 خبراء يابانيين إلى مصر، وتنفيذ العديد من الأنشطة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى والعمل على نشر نهج “التعلم من خلال اللعب”، فى 50 حضانة مستهدفة فى 5 محافظات.
أما “برنامج تنمية الموارد البشرية”؛ فقد تم توقيع اتفاقية قرض بقيمة 10.1 مليار ين يابانى مع وزارة التعليم العالى فى عام 2017، لتوفير منح دراسية باليابان للطلاب والباحثين المصريين، فضلاً عن تقديم فرص للتدريب فى اليابان لتطوير الموارد البشرية فى قطاعى التعليم والصحة بما فى ذلك الأطباء والممرضات.
وأضاف أن وزارة التعليم العالى قامت حتى تاريخه بإرسال أكثر من 400 طالب وباحث ومتدرب مصرى إلى اليابان تحت مظلة هذا المشروع.
وأشار أن جايكا تقدم الدعم للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا منذ أكثر من 10 سنوات، والتى تأسست عام 2010 بناء على الاتفاقية الثنائية بين الحكومتين المصرية واليابانية.
وقال يوشيفومى أومورا إن الهيئة تقدم الدعم للجامعة بطرق مختلفة ومتنوعة، بما فى ذلك توفير نائبين لرئيس الجامعة و7 خبراء متواجدين بشكل دائم فى الجامعة، إضافة إلى العديد من الخبراء والأساتذة يتم إيفادهم لتقدم الجامعة تعليمًا هندسيًا عمليًا بكثافة عددية قليلة للطلاب وطبقاً لأحدث المعايير الدولية، وبالشراكة مع 13 جامعة يابانية داعمة.
وأضاف أن جايكا قدمت أيضًا المعدات البحثية من خلال منحة قدرها 2.993 مليون ين يابانى، إضافة إلى 970 مليون ين يابانى منحة لنظام توليد الكهرباء من الألواح الشمسية.
ووفقاً لـ«أومورا» تهدف الجامعة المصرية اليابانية إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وتقدم الهيئة الدعم لإتاحة استقبال 150 طالبًا إفريقياً من طلاب المنح الدراسية، كما دعمت الأنشطة البحثية للجامعة من خلال إطلاق 4 مشروعات جديدة للتصدى لانتشار فيروس كورونا.
وتدعم الهيئة إدخال النموذج اليابانى فى التعليم الفنى إلى المدارس الثانوية الفنية المصرية (4 مدارس تجريبية فى بورسعيد والعبور)، حتى تتمكن تلك المدارس من رفع كفاءة الموارد البشرية لتلبى احتياجات سوق العمل من خلال تطوير مهارات الطلاب، لتشمل الكفاءات الأربعة وهى إدارة الوقت، السلوك الآمن، ونهج “الثلاث تاءات” الذى يعنى التصنيف والترتيب والتلميع، وكذلك الإنتاج حسب الطلب (المهارات التقنية الصعبة) فى مجالات الميكانيكا والإلكترونيات.
وأوضح أنه بالتعاون مع مجموعة العربى، دعمت جايكا مدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية فى قويسنا بالمنوفية من خلال تقديم المساعدة الفنية والخبرة اليابانية، إضافة إلى شراء معدات متطورة لتطبيق دروس عملية للطلاب.
ومن ناحية أخرى، أشار إلى أن الجايكا كانت ومازالت شريكًا طويل الأمد لمصر فى تطوير قطاع الكهرباء وتحقيق أمن الطاقة والاستدامة من خلال محفظة غنية ومتنوعة من التعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.
محفظة التعاون فى قطاعى الكهرباء والطاقة حاليا تبلغ أكثر من 17 مشروعًا بقيمة تتجاوز 2 مليار دولار
ولفت إلى أن إجمالى حجم محفظة التعاون فى قطاعى الكهرباء والطاقة حاليا والمشاريع الجارى تنفيذها فيه يبلغ أكثر من 17 مشروعًا بقيمة تتجاوز 2 مليار دولار، إضافة إلى 3 مشاريع جارية هى مشروع تحسين نظام توزيع الكهرباء بإجمالى 24.762 مليار ين يابانى، ويتم تنفيذه بالتعاون مع المصرية القابضة للكهرباء وثلاث شركات توزيع هى الإسكندرية وشمال القاهرة وشمال الدلتا.
ويهدف المشروع إلى تقليل فقد الطاقة وتحسين إمداداتها للمناطق المستهدفة فى الإسكندرية وشمال القاهرة وشركات توزيع شمال الدلتا من خلال تطوير شبكات ونظام توزيع الكهرباء.
وذلك بجانب مشروع الطاقة الشمسية الفوتوفولتية 20 ميغاواط بالغردقة بإجمالى 11 مليار ين، وينفذ المشروع بالتعاون مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، ويهدف إلى إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 20 ميغاوات بالغردقة وتركيب بطارية 30 ميجاوات\ساعة، إضافة إلى إنشاء مركز معلومات.
إضافة إلى مشروع إعادة تأهيل وتطوير قطاع الكهرباء بإجمالى 41 مليار ين يابانى، ويتم تنفيذه بالتعاون مع المصرية القابضة للكهرباء وشركات إنتاج القاهرة وغرب الدلتا ووسط الدلتا للكهرباء.
ويهدف المشروع إلى استعادة القدرة المركبة لمحطات الطاقة الحرارية القائمة وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى من خلال تحديث المعدات وتوفير قطع الغيار اللازمة.
وأكد أومورا أن المشاريع الجارى تنفيذها تهدف إلى تشجيع استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة من جانب الإمداد.
ومن أحد أهم المشروعات التى تدعمها جايكا، والتى اكتملت للتو هو مركز التحكم فى صعيد مصر الذى يولى اهتمامًا خاصًا للصعيد، ويعمل على نقل وتوزيع الكهرباء بصورة مستقرة من خلال تطوير مركز التحكم هناك وإنشاء مركز تحكم مصر الوسطى، إضافة إلى تحديث ما يقرب من 200 محطة فرعية.
وفى السابق، ساهمت “جايكا” فى جميع المناطق التى خصصها الجانب المصرى لطاقة الرياح من خلال إنشاء مزرعة رياح فى الزعفرانة (120 ميغاوات) وخليج الزيت (220 ميغاوات) وكذلك عمل دراسة لاستكشاف إمكانات منطقة غرب النيل لتنمية طاقة الرياح.
وأشار أومورا إلى أنه بجانب خلق الكثير من فرص العمل من خلال هذه المشاريع، ساعد تعاون جايكا فى تعزيز مكانة مصر لتصبح مركزًا للطاقة، كما أسهم فى تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، مثل الهدف 7 الخاص بتوفير الطاقة النظيفة بأسعار مناسبة، والهدف 9 الخاص بالصناعة والابتكار، والهدف 12 المتعلق بالإنتاج والاستهلاك والهدف 13 بشأن تغير المناخ، وغيرها.
كما قدمت جايكا فرصًا لتنمية قدرات المهندسين والفنيين فى هذا القطاع، والذين بدورهم شاركوا خبراتهم مع دول أخرى فى إفريقيا والشرق الأوسط من خلال برنامج التدريب الثلاثى للهيئة بالتعاون مع الحكومة المصرية.
وفيما يتعلق بأن هناك أى مناقشات مع الحكومة لتوفير التمويل لمشاريع كفاءة الطاقة؛ قال إنه يتم حالياً البدء فى تنفيذ مشروع تعاون فنى فى هذا المجال، وكذلك دراسة الاحتياجات المالية للجانب المصرى، بهدف تخصيص التمويل اللازم فى المستقبل لتحقيق التنمية، والبناء على الخبرات والتجربة اليابانية.