«البحر المتوسط» و«الشروق» و«كابيتال» شهدت انضمام رجال أعمال كمساهمين جدد
شهدت السوق المحلية خلال الفترة الماضية، استحواذ مستثمرين أفراد على حصص فى شركات سمسرة ذات الحجم الصغير، بما يدلل على أهمية الملكية الفردية لتعزيز الملاءة المالية لهذه النوعية من شركات السمسرة، فى ظل صعوبة استقطاب المؤسسات المالية للانضمام لهيكل الملكية، بجانب اعتماد إدارتها على خبرات المساهمين الجدد.
وظهر فى السوق المحلية مؤخرًا، حالات استحواذ مستثمرين أفراد على حصص من رأسمال شركات سمسرة صغيرة، من بينها شركة «الشروق للسمسرة» بدخول المساهم محمد الماوى بحصة بلغت %50، بجانب شركة البحر المتوسط للتداول، والتى شهدت انضمام مساهمين أفراد لهيكل الملكية لتمويل عملية زيادة رأس المال.
وبالمثل استحوذ تحالف ثلاثى مكون من رجلى أعمال وإحدى شركات الاستثمارات المالية، مؤخرًا على حصة تبلغ %68 من رأسمال شركة «كابيتال» لتداول الأوراق المالية، فى صورة مضاعفة رأسمال للأخيرة ليبلغ 10 ملايين جنيه.
ورأى مسئولو شركات سمسرة أن الكيانات الصغيرة تمر بظروف صعبة من سنوات كثيرة، ولا تزال مستمرة حتى الآن، وهو ما يدفعها لمحاولات البحث عن مخارج جديدة تساعدها على الاستمرارية، من خلال ضخ دماء جديدة بمساهمين جُدد، إما بهدف التوسع أو البقاء، وهو ما تزامن مع قرب إطلاق آليات تداول جديدة من شأنها إنعاش البورصة.
ويتحدث هانى حلمى رئيس مجلس الإدارة بشركة «الشروق لتداول الأرواق المالية» عن تجربة شركته قائلا : «منذ فترة اتفقنا مع مستثمر على شراء %50 من الشركة، فى ظل كثرة الضغوط التى تحملتها الشركة منذ الإنشاء بفترة 25 عاما ورغبتها فى ضخ أموال جديدة لتعزيز الملاءة المالية بجانب زيادة الخبرات الإدارية.
وأوضح أن المساهم الجديد كان أحد عملاء الشركة ثم تطورت العلاقات بعدها ليدخل كمساهم بنسبة %50، بعدما أبدى رغبتهُ بالدخول بفكر مختلف، لمساعدة الشركة على التطور والاستمرارية فى ظل الأوضاع الصعبة».
وأوضح أن المستثمر يراهن على الرؤية المستقبلية الجيدة لوضع السوق، والآليات الجديدة التى ستشهدها تلك الفترة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على عملية التقييم، والتى تعتمد على توازنات بين البائع والمشترى ومدى حاجة الشركة للسيولة.
فيما قال عادل عبد الفتاح، رئيس مجلس الإدارة بشركة «ثمار لتداول الأوراق المالية»، إن شركات السمسرة خاصة الصغيرة منها، وصلت خلال الفترة الحالية، إلى مرحلة عدم التحمل لمزيد من الضغوط.
وأضاف، أن أوضاع السوق المحلية وتدنى قيم التداول، تُجبر الشركات على البحث عن طوق نجاة، عبر فتح أبوابها للمستثمرين لتملك حصصًا بها، بغرض توفير سيولة نقدية تساعدها على الاستمرار أو إجراء أى من التوسعات المأمولة، مع منح الأولوية لكبار العملاء بالشركة للتحول من مستثمر إلى مساهم رئيسى، تجنبًا لسداد عمولات التداول.
وأوضح أن الحالات التى شهدتها السوق المحلية مؤخرًا، جاءت من قبل أفراد، ما ينم على أن لهم نظرة متفائلة بوضع السوق المصرية، بجانب رؤيتهم الإيجابية حول مستقبل البورصة المصرية فى ظل الآليات الجديدة المُنتظر طرحها.
ولفت إلى أنه خلال الـ20 عاما الماضية، كانت السوق تمر بظروف مشابهة وفى كل مرة، يحدث حالات مثل تلك، موضحًا أن سُنة الاستثمار هى تبديل الأدوار فى ظل الأزمات الشديدة.
وأشار «عبد الفتاح» إلى أن البورصة تنتظر موجة صاعدة خلال الفترات المقبلة، قد تكون قائمة بشكل أساسى، على حل أزمة «جلوبال تليكوم» وحل أزمة شركة النيل للأقطان فى ظل قانون «الشركات العائد من الخصخصة»، إلى جانب تسريع وتيرة الطروحات الحكومية.
وتوقع أن يتجه السوق نحو مستويات 14600 نقطة، ومن ثم إحراز مستهدفات أعلى بشرط توافر وحدوث العناصر سالفه الذكر.
وفى السياق ذاتهُ، قال محمد فتح الله، العضو المنتدب بشركة «بلوم للسمسرة»، إن رهان المستثمر الفرد للدخول بمساهمة فى إحدى شركات السمسرة خلال الوقت الراهن، قد يتمثل فى وضع الشركة عقب الهيكلة المالية التى تمت من خلاله بضخ أموال نظير حصة.
وأضاف، أن المستثمر الفرد طالما لديه القدرة على ضخ أموال جديدة سواء فى صورة زيادة رأس مال، أو غيرهُ، وبناء عليه فإن الوضع المالى للشركة، يشهد نوعًا من التغيير عقب إعادة الهيكلة التى تمت.
وأضاف أن بعضًا من كبار العملاء بشركات السمسرة، يفضلون فى مرحلة لاحقة الاستحواذ على حصة من الشركة لتوفير مبالغ عمولات التى كان يسددها فى السابق لشركات السمسرة، إذ سيقوم حاليًا بتنفيذ العمليات بنفسهُ.
ولفت إلى أن هناك مخرج آخر يتمثل فى ضخ الشركة المبلغ الذى حصلت عليه من دخول مستثمر جديد فى تمويل عمليات الشراء بالهامش، والتى يراها البعض مجزيه بشكل كبير لتوفير سيولة نقدية.
وأوضح أن هناك رهانا آخر يتعلق بالآمال حول جدوى الآليات الجديدة، والتى ربما تحرك المياة الراكدة فى البورصة المصرية، متوقعًا استفادة الشركات الصغيرة وبشكل كبير، خاصة فى حالة تحسن وضع السوق.
وفيما يتعلق بالتقييم، رأى «فتح الله» أن المساهمين الرئيسيين بالشركات قد تقدم نوعًا من التسهيل فى القيمة لجذب عميل وتحسين الوضع المالى لديها.