مكتبة الإسكندرية تتيح التعرف على مدينة «ميتاتوت» الافتراضية عبر الميتافيرس

أداة جديدة لنشر التراث بندوة مكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية تتيح التعرف على مدينة «ميتاتوت» الافتراضية عبر الميتافيرس
مها يونس

مها يونس

8:37 م, الثلاثاء, 18 يوليو 23

عقدت مكتبة الإسكندرية، اليوم، ندوة بعنوان “الميتافيرس.. أداة جديدة لنشر التراث”، وذلك ضمن فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشرة، بحضور الدكتور شريف شعبان “كاتب روائي وخبير في الآثار والفنون القديمة”، وهو مسئول التنمية الثقافية والوعي الأثري بوزارة السياحة والآثار، والدكتورة سمية بهي الدين المدير التنفيذي لشركة «TUTERA»، وأدار الندوة محمد نبيل مدير بحوث التراث الرقمي بمكتبة الإسكندرية.

بدأ نبيل الندوة متحدثًا عن الميتافيرس، وتكلَّم عن اهتمام العالم به ومدى اهتمام شركات الاتصال للمشاركة في بنائه، وكيف كان المصري القديم مهتمًّا بتصوير الواقع عن طريق الرسومات على جدران المعابد والنحت.

وقدَّم نبذة عن مشروع أول مدينة افتراضية مصرية عن طريق استخدم الميتافيرس لنشر التراث المصري “مدينة ميتاتوت”.

وتم إطلاقها في 30 نوفمبر الماضي، وأصبحت أول مدينة مصرية تحاكي عالم الحضارة المصرية القديمة عبر الميتافيرس، حيث مزجت التاريخ القديم بالتكنولوجيا الحديثة.

وقالت الدكتورة سمية إن الهدف من المشروع استخدام الميتافيرس في نشر التراث والحفاظ على الحضارة المصرية، وجاء بالمشروع كل ما يخص الحياة اليومية بشكل معاصر.

وتم اختيار اسم توتيرا؛ ويعني عصر توت؛ نسبة للملك المصري القديم توت عنخ آمون، حيث تبادر إلى الذهن إذا ما عاد توت إلى عصرنا الحديث لاستكمال حلمه في بناء مصر متطورة، خاصة أنه مات عن عمر 18 عامًا، ماذا كان سيبني.

وتتيح مدينة “ميتاتوت” رؤية افتراضية وتخيلية للحضارة المصرية، بحيث يتمكن الزائر من إجراء رحلة عبر الزمن، وكذلك يستطيع من أي مكان في العالم زيارة المعابد المصرية الشهيرة.

وأضافت الدكتورة سمية بهي الدين، مدير المشروع، أن مدينة “ميتا توت” تعمل على تحقيق اتجاه توعوي بالحضارة المصرية، وإتاحة فرصة للزائر من أي مكان بالعالم للتعرف على الحضارة بصورة عملية.

وقالت إن الهدف من جعلها مدينة مُطعمة برموز الحضارة المصرية جاء لتعزيز إعادة الهوية المصرية، وانتشارها بين الأجيال القادمة والعالم، فعندما يشاهد الطفل عالمه الافتراضي المهتم باللعب داخله مُزينًا برموز مصرية، يشعر بالفخر والانتماء يزدادان داخله أكثر.

وهناك اتجاه ثان هو التسويق لمصر، فالزيارات الافتراضية تحفز السائح من أي مكان بالعالم على زيارة مصر وما تتمتع به من مناطق أثرية وسياحية.

والاتجاه الثالث هو تقديم خدمات للوزارات المعنية مثل السياحة والآثار والثقافة، من حيث عرض جهودهم والمشروعات التي تمت في الآونة الأخيرة وتحقيق أهدافهم بجلب السائحين إلى مصر.

وأضافت الدكتورة سمية أن المشروع لم يقف عند مجرد زيارات سياحية، بل نعمل على تطوير المدينة لجوانب تعليمية، سواء بالجامعات أم المدارس، عن طريق شرح المواد الدراسية داخل عالم افتراضي يتحدث عن موضوع الدرس،

فمثلًا في حالة شرح تاريخ روما، تتحول الجدران إلى مسرح روماني وحروب الفترات، أو عن شرح تجربة كيميائية تتحول إلى مواد متفاعلة مع بعضها البعض، وهكذا؛ تسهيلًا على الطالب بفهم المعلومة من واقع الخيال.

وتكلَّم الدكتور شريف شعبان عن فكرة عمل مدينة افتراضية، وكيف أن التطور الحضاري فرض علينا الواقع الافتراضي، وأن نجاحنا في إنشاء مدينة مصرية يجعل لنا بصمة توضح للعالم أن لدينا عقولًا تستطيع منافستهم.

وذكر أن الاستخدام الجيد للعالم الافتراضي يفيد الدولة، وقد صممت المدينة على النسق المصري القديم، لكن بشكل حديث يناسب المستقبل، فلا توجد معابد، أو مقابر، أو أهرامات، وإنما يدخل الشخص المدينة بشكل تفاعلي، ويتم تصميم مجسم له ليعيش تجربة فريدة من نوعها.

وأضاف أن كل قاعات المدينة الافتراضية زُينت برموز مصرية قديمة ذات دلالة، بالإضافة إلى التكوين المعماري الافتراضي.

والمدينة قام بإنشائها فريق عمل مصري ، ويمارس بها السكان أو الزائرون مجالات الحياة كافة، سواء السكن والترفيه والتجارة والتعليم وباقي الأعمال، ليس فقط مجالات الحياة العادية، ولكن مجالات مستحدثة للعالم التخيلي.

وأضاف أنهم قاموا بعمل ميثاق شرف لكل زوار المدينة، التي تأسست على مبادئ وقيم تهدف لحماية زوارها، وهي مستوحاة من قيم وأخلاقيات المصري القديم،

ويمكن للجميع زيارتها من جميع أنحاء العالم، فقبل دخول المدينة يتعرف الزوار على قواعدها، وأبرزها: لا قتل، لا سرقة، أو حزن، أو انتحار أو كذب. وذكر أن المشروع به جانب خاص بالتسلية والترفيه، وهو متاح لكل الناس.

ومن الناحية الاقتصادية، تم تصميم أجزاء من المدينة يمكن تأجيرها للجامعات أو المؤسسات العلمية أو الشركات التجارية،

حيث يتاح للجامعات مثلًا تأجير قاعة على الواقع الافتراضي لإلقاء محاضرة، يحضرها الناس من كل أنحاء العالم.

كما يمكن لأية شركة أن تقوم بعمل عرض منتجاتها في أحياء المدينة، فيمكن لشركة ملابس مثلًا عرض منتجاتها في قاعة نفرتيتي، ويتاح للناس من كل أنحاء العالم دخول الحي ومشاهدة المنتج وشراؤه.

وأضاف شريف شعبان أن المدينة تتكون من قاعات عدة، أهمها طريق الملوك، الذي يعرض قصة أهم ملوك الحضارة المصرية القديمة،

فضلًا عن مراكز للأبحاث العلمية، ومراكز بحوث علوم الفلك، وسياحة الفضاء، ومناطق تعليمية متعددة، إضافة إلى العوالم السرية التخيلية داخل الهرم، وقاعة لعمل مختلف الاستعراضات والمهرجانات والاحتفاليات.

ويمر الأشخاص بمجموعة من الجولات في استضافة كل ملك من ملوك الدولة المصرية القديمة، أبرزها ساحة اللحن المسحور الخاصة بالاحتفالات والمؤتمرات، و«بهو أتون أو بهو الشمس»، مع قصر وضاحية الملك إخناتون، وقصر الملكة نفرتيتي الذي يحوي كثيرًا من الأزياء المصرية والتصميمات الفريدة للحلي والملابس واللوحات الفنية.