يتبنى عدد من رؤساء مكاتب الاستشارات الهندسية العاملة فى السوق المحلية، نظرة تفاؤلية تجاه مستقبل التنمية العمرانية فى مصر خلال العام الجارى، وهو ما ظهر فى توجه المكاتب لإضافة أنشطة جديدة بهدف تعزيز الخدمات المقدمة للعملاء، بجانب التوسع فى أسواق خارجية، ووصل الأمر لإمكانية اختراق مجال التطوير العقارى بشكل فعلى.
“المال” تواصلت مع مجموعة من مسئولى مكاتب الاستشارات الهندسية للتعرف على رؤيتهم للسوق العقارية المحلية، وخططهم فى العام الجديد سواء التوسع الأفقى أو الرأسى، علاوة على استعراض الأعمال التى قدموها فى العام الماضى.
حافظ: الطفرة العقارية ستستمر ولكن بنسبة أقل بعد ضوابط الـ %30 وارتفاع التكاليف
وتنوعت أراء المسئولين ما بين نسبة كبيرة متفائلة بمواصلة التوسع العقارى والعمرانى فى مصر بما يعنى مزيد من الأعمال، وفريق آخر أبدى تحفظاً حول قدرة الشركات على إطلاق مزيد من المشروعات بعد إعلان الحكومة إلزام المطورين بتنفيذ %30 من مشروعاتهم قبل عرضها للبيع.
وقال جون سعد خبير الاستثمار العقارى، إن السوق المصرية تتسم فى السنوات الأخيرة بارتفاع معدلات التنمية العمرانية، والتنمية هنا ليست مرتبطة بالتطوير العقارى، ولكن ظهرت أنماط جديدة من المشروعات لم تكن منتشرة فى مصر فى السنوات الماضية، على غرار تنفيذ مشروعات بنية تحتية فى مختلف الجمهورية، وإنشاء مدن عمرانية جديدة، علاوة على التوسع فى تخحصيص آلاف الأفدنة للمطورين العقاريين لإنشاء مدن متكاملة.
وتابع: “كل تلك العوامل تجبر شركات الاستشارات الهندسية على التوسع سواء من خلال زيادة عدد فريق العمل وإضافة تخصصات جديدة لمواكبة الطلب المتزايد، أو إضافة أذرع جديدة حتى لو كانت لاختراق نشاط التطوير العقارى بشكل مباشر لرؤيته بالجدوى الاستثمارية للقطاع فى المرحلة الراهنة.
وأوضح أن المتابع لنشاط شركات الاستشارات المحلية لاحظ توجها لافتا منهم للدخول فى شراكات أو تحالفات مع مكاتب أجنبية مماثلة بهدف نقل الخبرات من الخارج وتعزيز قدرتهم للمنافسة على مشروعات قومية فى مصر ومنها مشروعات النقل الجماعى سواء بالسيارات أو القطار، بجانب مشروعات الأبراج شاهقة الارتفاع والبنية التحتية.
وأكد أن شركات الاستشارات الهندسية تعتبر المحرك الأساسى للتنمية العقارية فى مصر، ففى حالة رغبة تلك الشركات فى التوسع وإضافة مزيد من الخبرات، فالمعنى هنا أن السوق تتوسع وأصحاب رءوس الأموال يتسابقون للحصول على أفضل التصميمات والنصائح من المستشارين.
بينما أعرب أمجد خطاب الرئيس التنفيذى لمكتب “إى إس” للاستشارات والمبانى الخضراء عن تفاؤله لقطاع العقارات فى مصر خلال عام 2022، نظراً لتلقى المكتب عروضا كثيرة خلال الفترة الحالية مقارنة مع أى فترات ماضية.
وأوضح أن جميع العروض والمشروعات التى يتلقاها المكتب تكون بأغراض مخصصة لأنشطة تجارية وإدارية وفندقية وتعليمية، مشيراً إلى أن المشروعات السكنية قليلة بالنسبة لأنشطة المكتب، وذلك يرجع لتخوف المطورين من الكلفة العالية للوحدات السكنية فى حال تطبيق معايير الاستدامة والبناء الأخضر.
وتابع إن غالبية مشروعات المكتب تتوزع بين القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، موضحا أن حجم الأعمال التى أشرف عليها المكتب خلال العام الماضى سجلت 2 مليار جنيه، وهى نسبة مرضية فى ظل عدم التواجد الكبير لمجال المبانى المستدامة فى مصر.
خطاب: «إى إس» يطلق خطة توسعية لدخول أفريقيا وتحديدا كينيا
ويتبنى مكتب “إى إس” خطة توسعية للدخول فى الأسواق الأفريقية خاصة كينيا، فضلاً عن بحث فرص للتوسع فى السعودية، وذلك خلال العام الحالى.
وأشار إلى مشاركة المكتب فى عدد من المناقصات، لمشروعات تجارية وإدارية وفندقية وتعليمية.
ولفت إلى أن المكتب تعاقد فى نوفمبر الماضى على مشروع “باراجون 2” لشركة براجون للتطوير العقارى، ليقوم بأعمال استشارى مبان مستدامة.
فيما قال محمد حافظ رئيس مكتب حافظ للاستشارات الهندسية، إن الطفرة العمرانية التى شهدها القطاع العقارى فى السوق المصرية ستستمر خلال العام الحالى ولكن بدرجة أقل مما كانت عليه خلال العام الماضى.
وتابع: “يرجع ذلك إلى توجيهات الدولة بعدم الإعلان عن أى مشروع إلا بعد الانتهاء من تنفيذ 30% منه والقيود الموضوعة على تخصيص الأراضى، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد البناء وزيادة تكاليف المشروع، مما يحجم من شهية الاستثمار فى قطاع العقارات”.
وفيما يتعلق بأسعار العقارات خلال العام الحالى، أوضح “حافظ” أن تراجع المنافسة بين عدد من شركات التطوير العقارى بالسوق المصرية سيسهم فى زيادة أسعار الوحدات، لافتاً إلى أنه حتى لو تراجعت أسعار مواد البناء خلال العام الحالى، ستظل الأسعار مرتفعة كما هى.
وعلى صعيد مكتب حافظ للاستشارات الهندسية، قال إن المكتب تولى الإشراف على أكثر من 40 مشروعا خلال العام الماضى، تقع غالبيتها بالعاصمة الإدارية الجديدة، ويتوزع الباقى بين القاهرة الجديدة ومحافظات الأقاليم مثل الزقازيق والمنصورة الجديدة والمنيا الجديدة.
سعد: تحرك لافت من الكيانات المحلية لتكوين تحالفات مع الأجانب بهدف نقل الخبرات
وأفاد بأن المكتب أشرف على حجم أعمال تقدر بقيمة 6 مليارات جنيه بنهاية عام 2021، وذلك بسبب الطفرة التنموية ودخول شركات تطوير عقارى جدد بالسوق.
ويتوقع تراجع حجم أعمال المكتب خلال العام الحالى مقارنة مع العام الماضى، وذلك لتراجع عدد الكيانات المشاركة فى مشروعات متنوعة فى السوق العقارية.
ويركز المكتب حاليا على القيام بالرسوم التنفيذية للمشروعات التى تولى الإشراف عليها، حيث انشغل الفترة الماضية فى إعداد الرسومات والدراسات التسويقية، كما يسعى المكتب خلال العام الحالى لزيادة قدرات العاملين به، فضلاً عن السعى لتطويع أحدث التكنولوجيا فى إنشاء الوحدات العقارية، وفقاً لـ “حافظ”.
ولفت إلى مشاركة المكتب فى العديد من المناقصات خلال الفترة الأخيرة، منها مناقصة لتولى المكتب أعمال الاستشارات الهندسية لمول تجارى فى أسوان الجديدة، التابع لإحدى شركات التطوير العقارى، لافتاً إلى أن التكلفة الاستثمارية للمول تبلغ 500 مليون جنيه، ومساحة الأرض تصل لـ 15 ألف متر.
وأضاف أن الفترة المقبلة سيتم الإعلان عن 3 مشروعات فى منطقة “الداون تاون” بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وذكر أن مكتبه قدم العديد من الأعمال فى السعودية، بالمشاركة مع عدد من المكاتب الاستشارية هناك.
وكشف عن دخول المكتب فى شراكة مع مكتب دولى، مقره الرئيسى فى أمستردام، للمشاركة فى الإشراف على برج إدارى تجارى بالعاصمة الإدارية الجديدة، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عنه خلال شهر.
فى السياق ذاته، أبدى محمد الخشن الرئيس التنفيذى لمكتب” إى إم سي” للاستشارات الهندسية، نظرة تفاؤلية بخصوص سوق العقار فى مصر خلال العام الجديد.
وأوضح أن المستثمرين وجميع العاملين بالقطاع بدأوا فى التحرك والإنجاز على أرض الواقع، حيث بدأت آثار فيروس كورونا تتلاشى، ولم يتوقف المطورون عن إعلان مشروعات جديدة، فالسوق لاتزال واعدة للاستثمار فيها، والأوضاع بدأت فى الاستقرار عن سالف السنين.
وتابع إن المكتب خلال الفترة الماضية كان يركز بصفة أساسية على المشروعات القومية على غرار السكة الحديد وبناء الكبارى والبنية التحتية.
الخشن: نتائج 2021 أقل من المتوقع و«إى إم سى» يضيف الأعمال الكهروميكانيكية
وأشار إلى أن حجم أعمال المكتب خلال العام الماضى سجل 150 مليون جنيه، وهو ما جاء أقل من المتوقع، موضحا أن المكتب يشارك فى جميع القطاعات وليس القطاع العقارى فقط.
ويأمل فى تحسن أوضاع السوق بشكل أكبر، مستهدفاً تولى الإشراف على أعمال تقدر بقيمة 800 مليون جنيه خلال عام 2022.
وفيما يتعلق بالخطة التوسعية للمكتب خلال عام 2022، أوضح “الخشن” أن المكتب يعتزم إضافة أذرع جديدة، لاسيما ذراع الأعمال الكهروميكانيكية، للقيام بالأعمال المتكاملة متضمنة المجالات المعمارية وأعمال البنية التحتية.
ويتعامل المكتب مع عديد من شركات التطوير العقارى، منها “رفكو”، و”إى جى إي”، وميراج وسوديك، وأوراسكوم، ومعظمها مشروعات لأغراض سكنية وتجارية وسياحية.
من جانبه، قال شادى الغنيمى الرئيس التنفيذى لمكتب الغنيمى للاستشارات الهندسية، إن معظم المطورين العقاريين بدأوا فى تدارك أثر ارتفاع أسعار مواد البناء والتكاليف بطرق مختلفة، سواء من خلال تعديل حجم الوحدات ليتواءم سعر الوحدة مع متطلبات العملاء، أو مد فترات السداد على سنوات طويلة، لافتا إلى أنه شيئ صحى جدا لتحسين وضع السوق بصفة عامة.
وأوضح أن تكلفة المشروعات التى تم الإشراف عليها خلال العام الماضى سجلت 9 مليارات جنيه، مشيرا إلى استحواذ الفنادق السياحية على نسبة كبيرة من حجم مشروعات المكتب، حيث تم تصميم 5500 غرفة فندقية فى جميع أنحاء مصر.
الغنيمى: نستهدف الإشراف على أعمال بقيمة 11 مليار جنيه وتوجه لغرب القاهرة والعاصمة الإدارية
وأضاف أن المكتب يستهدف الإشراف على مشروعات تقدر قيمتها بنحو 11 مليار جنيه خلال العام الحالى، آملاً فى تحسن الأوضاع واستقرار السوق.
وحول المناطق محور الاهتمام فى عام 2022، أفاد “الغنيمي” بأن المكتب سيركز على منطقة غرب القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة، من خلال الإشراف على مشروعات التجمعات السكنية، فيما يستهدف مشروعات التجديدات للفنادق فى محافظة البحر الأحمر، وأيضا مشروعات الشقق الفندقية ذات العلامات التجارية العالمية فى منطقة الساحل الشمالى.
واستبعد نية المكتب للتوسع خارجيا أو خطط لإضافة أذرع جديدة خلال العام الحالى، مؤكدا أن التركيز حاليا ينصب على تحسين مستويات الأداء للتمكن من المنافسة بشكل أفضل.
ويتعامل المكتب مع مجموعة من المطورين العقاريين فى السوق المصرية منها، سوديك، لاند مارك صبور، بالم هيلز، جميرا إيجيبت، مصر إيطاليا، سوما باى و السويدى.
رأفت: «أر إم سى» يضيف ذراعا استشارية لمساندة المطورين الجدد على نجاح مشروعاتهم
وعلى صعيد آخر، قال يحيى رأفت رئيس مجلس إدارة مكتب “أر إم سي” للاستشارات الهندسية، إنه يعتزم إضافة ذراع استشارية خلال العام الحالى، لمساعدة المطورين العقاريين الجدد على نجاح مشروعاتهم واختيار المشروع الأنسب لقطعة الأرض.
وتابع إن المكتب سيقوم بإعداد الدراسات السوقية، ودراسات الجدوى، وبحث أفضل استخدام لقطعة الأرض، وذلك فى ظل حاجة السوق العقارية لهذه الخدمة، خاصة بعد زيادة عدد العاملين بالقطاع.
وأكد أن المكتب فاز فى العديد من المناقصات فى الفترة الأخيرة، وسيعلن عن المشروعات الجديدة قريبا.
وأضاف أن المكتب يبحث فرصا لاختراق الأسواق الخارجية، خاصة فى السعودية والإمارات.
وأشار إلى أن المكتب انتهى من تنفيذ المرحلة الأولى والثانية من جامعة السويدى، بتكلفة استثمارية تصل لمليار جنيه، وفى انتظار طرح مؤسسة السويدى للمرحلة الثالثة.
وتابع:” يعمل المكتب حاليا فى المرحلة الثالثة من جامعة “نيو جيزة”، بإجمالى استثمارات تصل لـ 950 مليون جنيه.
وأوضح أن المكتب يتولى أعمال التصميم لمولين تجاريين لصالح مجموعة طلعت مصطفى، حيث أنهى أعمال التصميم للمول التجارى الأول، بينما يتم حاليا إعداد وتطوير التصميم الخاص بالمول التجارى الآخر.
فى السياق نفسه، وقّعت شركة “إتقان” للاستشارات المالية والتسويقية شراكة مع شركة “آرك بلان” للتطوير العقارى، للعمل استشاريًّا ماليًّا وتسويقيًّا للأخيرة لإطلاق”IL Cuore Verde” أول مشروعاتها بالعاصمة الإدارية الجديدة.
و”آرك بلان” العقارية ذراع التطوير العقارى لـ”ARCHPLAN Consulting”، وهى واحدة من كبرى الشركات الاستشارية، وتمتلك خبرة تزيد على 40 عامًا من التخطيط العمرانى، وأحد أطراف تحالف التنمية العمرانية “5+UDC” الذى تولّى إعداد المخطط الإستراتيجى العام للعاصمة الإدارية الجديدة.
والمشروع على مساحة 3030 مترًا مربعًا إداريًّا بالكامل، و يُطلّ على ميدان البنك المركزى، والحديقة المركزية لحى المال.