مقترح إلغاء البث الفضائي يلاحق «القنوات الإقليمية» ومخاوف من قطع همزة الوصل بين المحافظات

عقب مقترح وافقت عليه لجنة برلمانية يتضمن إلغاء البث الفضائي للقنوات الإقليمية، والاكتفاء ببث أرضي فقط.

مقترح إلغاء البث الفضائي يلاحق «القنوات الإقليمية» ومخاوف من قطع همزة الوصل بين المحافظات
رحاب صبحي

رحاب صبحي

1:12 ص, الأحد, 13 يونيو 21

مخاوف تلاحق العاملين في القنوات الإقليمية ، عقب موافقة مبدئية على مقترح نائبة بإلغاء البث الفضائي للقنوات والاكتفاء ببث أرضي فقط، وسط مطالبات من إعلامين ومعنيين بالابتعاد عن قطع همزة الوصل بين محافظات الجمهورية.

تحقيق 

وكانت المذيعة بالقناة السابعة، نيفين نشـأت تم تحويلها للتحقيق عقب حلقة أذيعت الاثنين الماضي من برنامج (صباح الصعيد) بعنوان “7 سنوات من الإنجازات التي حققها الرئيس عبدالفتاح السيسي”، ناقشت دور التليفزيون المصري الوطني في إبراز هذه الإنجازات.

وتطرقت الحلقة لدور قطاع القنوات الإقليمية في نقل الإنجازات من كافة محافظات مصر.

وفي ختام الحلقة تحدثت المذيعة نيفين نشأت عن دور أبناء القنوات الإقليمية في دعم الدولة ومساندة الرئيس، وختمت بمناشدة للرئيس عبدالفتاح السيسي تطالبه بدعم العاملين في القنوات الإقليمية، ومساندتهم وحل مشكلاتهم.

وفوجئت المذيعة يوم الثلاثاء الماضى بقرار شفهي بوقفها عن العمل بسبب الحلقة والتحقيق معها يوم الخميس الماضي.

مخاوف

هذا الوقف أثار مخاوف عدة، أولها أنه جاء بالتزامن كانت موافقة لجنة الاقتراحات والشكاوى في البرلمان برئاسة عاطف ناصر على اقتراح النائبة شيماء حلاوة عضو المجلس بشأن إيقاف البث الفضائي للقنوات الإقليمية بداية من القناة الثالثة وحتى القناة الثامنة، والاكتفاء بالبث الأرضي.

ويضاف لذلك ما ذكرته مايسة كامل رئيس القطاع الهندسي بالهيئة الوطنية للإعلام حول أن إيقاف البث الفضائي للقنوات الإقليمية والاكتفاء بالبث الأرضي يوفر ما يقرب من مليون و 400 ألف دولار سنويا يمكن استخدامهم في التطوير، مشيرة إلى أن هذا لن يؤثر على المشاهدة حيث إن البث الأرضي يتمتع بجودة.

أولويات

من جانبه، انتقد الإعلامى محمد على خير، عبر صفحته بفيسبوك هذا الطرح قبل أيام، قائلا: “الأولي هو بحث مشاكل القنوات الإقليمية وليس هدمها ، ولاتزيدوا العاملين فيها هما علي هم ويكفي أنهم يعملون بلا إمكانيات ، هل فرغنا من حل كل مشكلات الاعلام عندنا ولم يبق إلا القنوات الإقليمية؟

اعتراض

وعن المقترح، قالت معدة بإحدى القنوات الإقليمية رافضة ذكر اسمها، إن جميع العاملين بالقنوات الاقليمية ، ومنهم نواب ، معترضين على موافقة لجنة الاقتراحات والشكاوى في البرلمان، بشأن إيقاف البث الفضائي للقنوات الإقليمية والاكتفاء بالبث الأرضي ، موضحة أن الأمر  حتى الآن هو مجرد مقترح من البرلمان .

وأكدت أن إغلاق القنوات الاقليمية هو أمر يتعلق بالامن القومى ، مشيرة إلى أنه  يبدو أن البعض يرى أن القنوات الاقليمية غير ذات قيمة ، مؤكدة أن من يعتقد ذلك فهو خاطئ.

وقالت إن كل محافظة لديها مشكلاتها ، بل و لكل قرية من الخمسة آلاف قرية الموجودين على امتداد مصر لها مشاكلها و مشاريعها ومواهبها أيضا، ضاربة المثل بمبادرة الرئيس (حياة كريمة )  التي تهتم بالقرى.

وأوضحت أن القنوات الإقليمية هي التي تختص بتغطية القضايا والفعاليات التي تتم في كافة القرى المصرية ، فمن المستحيل أن تغطي اهتمامات ومشاكل  كل تلك  القرى ، كما يجب الأخذ في الأعتبار أهمية عامل القرب المكاني للقنوات الإقليمية مع تلك القرى فى تغطية الأحداث التي تجري بها بشكل مباشر.

وعن وقف المذيعة نيفين نشأت ، قالت إنها زميلة وطنية وداعمة، وهي ذكرت ماقالته فى إطار برنامج  لتلفزيون الدولة ، و كان البرنامج يستضيف ضيف يتحدث عن الإعلام الاقليمي، و كل ما فعلته هو أنها ناشدت الرئيس ح السيسى فهل يكون جزائها هو تحويلها للتحقيق ؟ مؤكدة أن جميع العاملين فى ماسبيرو متضامنون معها .

وأضافت : “إذا رأى الرئيس أن القنوات الإقليمية تمثل بالفعل عبئا على الدولة فإننا سنكون مع الدولة ولن نعترض، فنحن فى النهاية نريد مصلحة الوطن ولا نسعى لمصالح شخصية، وهذا لا يعني أنه من العيب أن يطالب العاملون بهذه القنوات بحقوقهم”.

استياء

وأكدت أن أهالى بدو سيناء ومطروح والنوبة وقناة طيبة التى تعمل على تنشيط السياحة، مستائين من هذا المقترح لأن القنوات الإقليمية تعبر عنهم وعن ثقافتهم.

و أوضحت أن تحويل بث القنوات الأقليمية إلى أرضى سيؤدي إلى إنهاء دورها تماما ، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك من يشاهد البث الأرضي، فالغالبية العظمى من المواطنين تخلوا عن الأريال، وأصبحوا يشاهدون القنوات الفضائية من خلال أطباق التقاط إشارة الأقمار الصناعية، متسائلة : “هل ستجد هذه القنوات ضيوفا تستضيفهم بعد أن تتحول إلى البث الأرضي فقط؟”.

ومن جانبه ، تساءل محمد مقبل مذيع بقناة الدلتا: “هل أخطأت الزميلة لأنها استغاثت استغاثة برئيس الجمهورية، وهل أصبحت الاستغاثة بالرئيس خطأ فبمن تستغيث إذا و لماذا التحقيق معها؟”.

وأضاف متسائلا : “أين نقابة الاعلاميين من كل مايحدث للقنوات الإقليمية أليس من المفترض أن دور نقابة الاعلاميين هو أن تحمي جميع العاملين بالإعلام؟”

قرار ليس نهائيا

وكان مصدر من القناة الرابعة ، التى تبث من الإسماعيلية ، قال لـالمال”، رافضا ذكر اسمه، أن ما أثير حول تحويل بث القنوات الاقليمية إلى بث ارضى فقط ، هو مجرد مقترح وليس قرارا تم الأخذ به ، ولكن من الممكن أن يتم قبول هذا المقترح لأنه يتم التمهيد له منذ فترة، و الدليل على ذلك وو أنه كان قد تم وقف الدعم للإقليميات.

و حذر المصدر من أنه إذا تم اتخاذ هذا القرار فإنه سيكون جائرا لأن القنوات الاقليمية توصل صوت المواطن للمسؤول، وهدفها ليس ربحيا ، فهي لا تجري وراء الترنيد، ودورها أن تضع يدها على المشكلات بشكل دقيق وتفصيلى.

وأكد المصدر أن كل مايحدث منذ 2018 ، هو الانحياز لصالح الاعلام الخاص ، مشيرا إلى أن إعلاميي القنوات الإقليمية لم يعودوا يحصلوا على مستحقاتهم مثل الحوافز والزيادات مثل أى موظف حكومى  .

وأوضح المصدر أنه كان من باب أولى البحث فى كيفية تطوير القنوات الاقليمية وليس تحولها بثها الى ارضى ، لان ذلك سيكون بمثابة الحكم على هذه القنوات بالموت ببطئ .

وأشار المصدر إلى أنه في الدول الأوروبية نجد فى كل ولاية بها محطة تليفزيونية مختصة بمشاكل هذه الولاية، متسائلا: “لماذا هذا الأمر ناجح على مستوى العالم ولا يتحقق في مصر؟”

وأضاف المصدر أن قانون النقابات المهنية أوضح أن أي نقابة هي في الأساس لبحث أمور العاملين تحت مظلتها من أعضاء النقابة، متسائلا:”أين نقابة الإعلاميين؟، فنحن لا نسمع صوت للنقابة إطلاقا إلا عند تحصيل الاشتراكات السنوية.

ووجه أحد العاملين بالقنوات الإقليمية سؤالا إلى النائبة شيماء حلاوة وأصحاب هذا المقترح قائلين: “تحلفوا على المصحف أو الانجيل، كلا حسب ديانته، إن عندكم اريال للبث الأرضي في تليفزيونكم؟، مضيفا: “استقيموا يرحمكم الله، دي مصائر إعلاميين ضاع عمرهم لخدمه الكيان والبلد”.

وتابع: “أذكركم بأن من الأهداف العظمى لإنشاء القنوات الإقليمية هي أن تكون همزة الوصل مع أبناء الأقاليم المقيمين بالخارج”.

وأضاف أن “القنوات الإقليمية ثروة تحتاج فكرا واعىا، وعندى وعند غيرى من الزملاء من الأفكار التى تكفى على الصرف على هذه القنوات وتطوير الشاشة وزيادة الدخول وكمان فلوس تصل لخزينة الهيئة”.

محمود يوسف :القنوات الإقليمية أحق بالنايل سات من قنوات أخرى

بدوره، قال الدكتور محمود يوسف،  أستاذ العلاقات  العامة والإعلان فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، لـ”المال”، إن القنوات الإقليمية أحق بالنايل سات من كثير من قنوات أخرى لاتري فيها غير السطحية والبعد عن هموم المواطن وقضاياه، أوالترويج لفن هابط ونماذج غير سوية وانحطاط لغوي ومفردات هابطة ، وقد فقد الكثير من هذه القنوات مصداقيتها وتولدت لدي الكثيرين كراهية لبعض رموزها.

وأكد يوسف أن القنوات الإقليمية ضرورة عندما تكون الدولة مترامية الأطراف تضم أقاليم تتباين في خصائصها وسماتها والحالة المصرية من هذا النوع ، مؤكدا أن القنوات الإقليمية حتمية عندما تختلف العادات والتقاليد من مكان لأخر.

يوسف : القنوات الإقليمية أداة تنموية لا غنى عنها وآلية لتعميق الانتماء للوطن

وأشار يوسف إلى أن أدبيات الإعلام أكدت أنه لا أحد ينجح في توصيل رسالة إلي جمهور معين وإقناعه بها أكثر من قائم بالاتصال ينتمي إلى ذات الإطار الحضاري والثقافي.

وقال إن تجارب الدول تؤكد هذا المعني، فكيف يمكن لدولة كأمريكا أن توجه رسائل إعلامية وتعالج قضايا ولايات بلغ عددها الخمسين بدون إعلام إقليمي، مؤكدا أن القنوات الإقليمية أداة تنموية لاغني عنها وألية لتعميق الانتماء للوطن من خلال شرح سياسة الدولة وتسليط الأضواء علي الإنجازات في إطار إقليمي، وتقديم نماذج من قادة الرأي علي اختلاف انواعهم بأفكارهم وتجاربهم.

ولفت يوسف إلى أن الإعلام المركزي مهما كانت وسائله وقنواته وأدواته لايمكن أن يتسع لقضايا محافظات مصر ومشاكلها، ولايمكن أن يطرح أمالها وآلامها كما تفعل القنوات الإقليمية .

وأكد أن القنوات الإقليمية عبر النايل سات تعد قناة وصل وأداة ربط بين مواطن مصري ينتمي لمحافظة مصرية وقد خرج يلتمس الرزق في دولة أخرى ويتعاظم شعوره بالانتماء إذا شاهد القناة الإقليمية التي تستدعي إلى خياله معالم بلده وشوارعها وقضاياها وهمومها.

وتسائل يوسف: “لصالح من نعمل علي أضعاف القنوات المحلية وحصار تأثيرها؟.

يوسف : السعى لإخراج القنوات الاقليمية من الساحة لن ينهض باقتصاد مصر

وأكد يوسف أن السعي لاخراج القنوات الإقليمية من الساحة وتقزيم دورها لن ينهض باقتصاد مصر ولن يحل مشاكل التعليم والصحة والأمية وتدهور منظومة القيم ومشاكل الادمان والمخدرات وانتشار السلبية والإنانية والتعصب والتطرف، بل نري أن القنوات الإقليمية هي أحد أهم وانجح الأدوات لمواجهة هذه المشكلات والتصدي لها.

وخاطب يوسف من يحاولون طرح هذه المقترحات، بالقول: “ادرسوا حجم تأثيرها ومدى نجاحها وأهم مشكلاتها وكيف يمكن دعمها بشريا وتكنولوجيا وماديا”.