أعلن المعهد الأمريكى لإدارة العرض ISM أن مؤشر نشاط المصانع المحلية الذى يحسب حجم الطلبات الجديدة ومعدل التوظيف، تراجع فى ديسمبر الماضى إلى 47.2 نقطة من 48 فى نوفمبر ليسجل أدنى مستوى منذ يونيو عام 2009، مع استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
وذكرت وكالة رويترز أن مؤشر نشاط المصانع الأمريكية هبط لأقل من حاجز الخمسين نقطة الذى يفصل بين النمو والانكماش خلال ديسمبر للشهر الخامس على التوالى، مع انخفاض نشاط قطاع الصناعات التحويلية فى الولايات المتحدة بأسرع معدل منذ أكثر من عشر سنوات وهبوط طلبات الشراء الجديدة إلى أدنى مستوى فى حوالى 11 عاما وتراجع التوظيف للشهر الخامس على التوالى.
وسجلت مؤشرات فرعية للنشاط أقل مستوياتها منذ عدة سنوات خلال الشهر الماضى، مع هبوط مؤشر التوظيف إلى 45.1 نقطة خلال ديسمبر من 46.6 فى نوفمبر ليتراجع إلى أقل قراءة منذ يناير 2016 ، بينما انخفضت طلبات الشراء الجديدة إلى 46.8 نقطة، لأدنى مستوى منذ أبريل 2009.
وجاء فى مسح على نشاط التصنيع فى دول منطقة اليورو أنه شهد أداء متواضعا بعد تعرضه لانكماش طوال الأحد عشر شهرا من العام الماضى على التوالى ، مما يشير إلى أن بداية العام الجديد لن تشهد على الأرجح تحسنا، لأن مؤشر مؤسسة HIS ماركيت لمديرى المشتريات سجل فى ديسمبر 46.3 نقطة و 46.9 خلال نوفمبر.
وارتفعت البطالة فى ألمانيا أكبر اقتصاد فى أوروبا بأكثر من المتوقع خلال ديسمبر الماضى، مما يعزز المؤشرات على أن الضعف فى قطاع الصناعات التحويلية يؤثر سلبا على سوق العمل، لدرجة أن كريس وليامسون كبير الاقتصاديين فى مؤسسة HIS ماركيت قال إن المصانع فى منطقة اليورو شهدت انخفاضا لأدنى مستوى منذ 2012.
وأظهرت بيانات من مكتب العمل الاتحادى الألمانى أن عدد العاطلين ارتفع %5 إلى 2.279 مليون مسجلاً أعلى مستوى منذ مايو الماضى، نتيجة ركود فى الصناعات التحويلية وضعف الصادرات.
وتراجع إنتاج المصانع البريطانية فى ديسمبر بأسرع معدل منذ عام 2012 متأثرا بضعف الاقتصاد العالمى وتقليص الشركات مخزوناتها من السلع مع تزايد المخاوف من تداعيات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى دون اتفاق.
وانخفض مؤشر HIS ماركيت لمديرى المشتريات فى قطاع الصناعات التحويلية البريطانى إلى 45.6 الشهر الماضى من 49.1 فى نوفمبر لينزل لأدنى مستوى له منذ يوليو 2012 ، كما هبط المؤشر الأوسع نطاقا، والذى يشمل الإنتاج والتوظيف وطلبيات التوريد إلى 47.5 نقطة من 48.9 خلال نفس الشهرين.
وأكد روب دوبسون، الخبير الاقتصادى فى مؤسسة HIS ماركيت، أن ضعف الطلب واستمرار انخفاض الثقة ساعدا على تقليص مشتريات مستلزمات الإنتاج بشدة وتراجعت الوظائف للشهر التاسع على التوالى وهبط مؤشر طلبيات التوريد الجديدة فى ديسمبر دون 50 نقطة للشهر الثامن على التوالى ليقترب من أدنى مستوى له فى سبع سنوات.
وحتى نشاط المصانع الصينية تعرض أيضا لانخفاض فى ديسمبر لينزل عن ذروة ثلاث سنوات كان قد سجلها الشهر السابق، مع هبوط طلبيات التوريد الجديدة رغم استمرار نمو الإنتاج بمعدل قوى، فى حين قفزت ثقة الشركات وسط تراجع التوترات مع الولايات المتحدة، مما قدم بعض الدعم للاقتصاد الآخذ فى التباطؤ لاتفاق بكين وواشنطن على صفقة أولية لخفض التصعيد فى حربهما التجارية المستمرة منذ حوالى 17 شهرا.