ينظم معهد ثربانتس بالقاهرة ندوة عن الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية للأديب الإسباني الكبير بينيتو بيريث جالدوس، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على وفاته التي حدثت عام 1920.
الندوة تقام غدًا الأربعاء الساعة 6.30 بمقر معهد ثربانتس بالدقي؛ ويتحدث فيها الدكتور صبري التهامي، أستاذ الأدب الإسباني بجامعة الأزهر، والذي قام بترجمة اثنين من أهم أعماله إلي اللغة العربية هما فورتوناتا وخاثينتا والسيدة برفكتا.
وستتركز الندوة على حياة جالدوس وأهم أعماله وعن الأعمال التي قام بترجمتها وتم نشرها ضمن إصدارات المركز القومي للترجمة، بالإضافة إلى مساهمتها في تقديمه للقارئ المصري.
جالدوس أبرز ممثلي الرواية الواقعية
يُذكر أن جالدوس توفي في 4 يناير من عام 1920 وهو أحد أبرز ممثلي الرواية الواقعية في القرن التاسع عشر.
كما أنه أبرز الأدباء الذين يكتبون باللغة الإسبانية.
وقد خصص معهد ثربانتس على مدار العام الحالي سلسلة من الأنشطة للاحتفاء بمرور مائة عام على وفاته.
كان جالدوس كاتبًا غزير الإنتاج، إذ كتب ستة وأربعين مجلدًا من سلسلة الأقاصيص التاريخية Episodios Nacionales.
وأربعًا وعشرين رواية مطبوعة في اثنين وأربعين مجلدًا وأربعة وعشرين عملًا مسرحيًّا، وخمسة عشر مجلدًا تضم مقالاته وكتاباته الأخرى.
وجالدوس هو روائي أولًا، أبدع عالمًا زاخرًا من الشخصيات الممتلئة بالحيوية التي تظهر في أحوال شديدة التنوع، وتقوم بأدوار مختلفة، يوحدها عالم مشترك هو مدريد القرن التاسع عشر، وخصوصًا النصف الثاني منه.
ولأعمال جالدوس الروائية قيمة في مجموعها تفوق قيمة كل منها منفردة، فهي تشكل بمجملها رواية عملاقة تكاد تضاهي رائعة بلزاك «الكوميديا الإنسانية» بتدفقها وغناها وتنوعها. وقد بدأ جالدوس كتابة الرواية وهو في أوج الشباب، ففي عام 1870 أصدر روايته الأولى «ينبوع الذهب» La Fontana de oro.
ثم أتبعها في العام التالي بروايته الثانية «الجَسور» ElAudaz، ومنذ هاتين الروايتين تبدت رؤية جالدوس للرواية التاريخية، فهو لا يسعى إلى إعادة بناء الماضي البعيد وصفيًّا، وإنما يتجه إلى تفسير الماضي القريب بطريقة تعليمية للكشف عن أصل ومغزى التحولات الفكرية والسياسية والاجتماعية في إسبانية عصره. وهو يستحضر في الروايتين صراع دعاة التحرر الليبراليين في مواجهة النظام الرجعي الذي يقف على رأسه الملك فرناندو السابع، وبطانته من الشخصيات البغيضة.