تراجعت معنويات المستهلكين الصينيين في نوفمبر إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل عام 2020، وفقاً لمسح سلط الضوء على الضغوط الاقتصادية التي تواجهها بكين رغم تراجعها عن قيود صفر كوفيد الشديدة.
أظهر الاستطلاع الذي أجرته شركة مورنينغ كونلست الأميركية أن المستهلكين الشهر الماضي كانوا أكثر تشاؤماً بشأن أوضاعهم المالية الحالية والمستقبلية وهو نفس المستوى في أوائل عام 2020 مع تفشي الوباء.
معنويات المستهلكين الصينيين
كانت المعنويات تتجه نحو السلبية هذا العام، حيث تصارع البلاد مع تفشي مرض كوفيد وتراجع سوق العقارات. فيما ارتفعت بشكل طفيف في أكتوبر قبل أن تتراجع مرة أخرى في نوفمبر مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، مما أدى إلى عمليات الإغلاق في العديد من الأماكن.
ارتفع تصور تهديد كوفيد 19 للصين بشكل كبير هذا العام، وفقاً للمسح. وارتفعت نسبة الأشخاص الذين يصفون كوفيد بأنه تهديد كبير لبلدهم إلى ما يقرب من 70% في نوفمبر من 51.7% في يناير.
تؤكد البيانات مدى الضغط الذي يواجهه الاقتصاد حيث قرر صناع السياسة في بكين البدء في تخفيف إجراءات صفر كوفيد.
كان استطلاع رأي المستهلك يتحسن من أواخر عام 2020 حتى عام 2021، عندما نجحت سياسة صفر كوفيد في إبقاء حالات الإصابة بفيروس كورونا منخفضة دون فرض قيود صارمة على معظم الأشخاص.
لكن السياسة تعرضت لضغوط متزايدة هذا العام، حيث أصبح من الصعب القضاء على متغير أوميكرون الأكثر عدوى حتى مع قيود أكثر صرامة، والتي واجهت مقاومة متزايدة من الشعب الصيني.
قال جيسي ويلر، المحلل في “مورنينغ كونسلت”، إن الانخفاض الكبير في المعنويات هذا العام أظهر أن “عمليات الإغلاق وسوق العقارات المتباطئة قد زعزعت ثقة المستهلك”.
وأضاف: “إن وضع حد لسياسات صفر كوفيد سيحفز النمو في نهاية المطاف، ولكن على المدى القريب سيشكل مخاطر جسيمة على الاقتصادات الصينية والعالمية”.
تجري شركة مورنينغ كونسلت المسح على ما يقرب من 1000 شخص صيني بالغ كل شهر لتقييم رغبتهم في إجراء عمليات شراء كبيرة وتقييمهم المالي الشخصي والوضع الاقتصادي العام للبلاد، وتمثل الدرجة التي تزيد عن 100 ردوداً أكثر إيجابية، بينما تمثل الدرجة الأقل من 100 رداً أكثر سلبية.