معركة «ميتا» القانونية أمام لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية قد تجبرها على بيع «إنستجرام»

تطبيقا لسياسات مناهضة الاحتكار تجاه عمالقة التكنولوجيا

معركة «ميتا» القانونية أمام لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية قد تجبرها على بيع «إنستجرام»
نيفين نبيل

نيفين نبيل

4:11 م, السبت, 5 أبريل 25

تستعد شركة “ميتا بلاتفورمز”، المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب، لمواجهة قضية قانونية محورية أمام لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) في 14 أبريل الجاري، والتي قد تُجبر الشركة على التراجع عن استحواذاتها التاريخية على “واتساب” و”إنستجرام”، إذ تُعتبر هذه المحاكمة أول اختبار جدي لسياسات مكافحة الاحتكار التي تتبناها الإدارة الحالية تجاه عمالقة التكنولوجيا.

في ظل تصاعد التكهنات خلال الفترة الماضية، أفادت مصادر بأن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ”ميتا”، بذل جهودًا مكثفة للتواصل مع البيت الأبيض، حيث عقد عدة لقاءات مع الرئيس السابق دونالد ترامب في محاولة لتخفيف حدة الموقف. ورغم عدم الإفصاح عن تفاصيل المناقشات، تشير تقارير إلى أن “ميتا” تدرس تسوية مع الوكالة لتجنب المحاكمة.

في حال فشل المفاوضات، ستُجرى المحاكمة بحضور شخصيات بارزة، من بينهم زوكربيرغ وشيريل ساندبيرج الرئيسة السابقة للعمليات في “ميتا”، بالإضافة إلى قادة من منصات منافسة مثل “تيك توك”، “سناب”، و”يوتيوب” التابعة لـ”جوجل”، الذين قد يُستدعون للإدلاء بشهاداتهم.

يترأس الوكالة حالياً أندرو فيرجسون، المُعيّن من قبل ترامب، والذي أكّد التزامه بمواصلة النهج الصارم ضد شركات التكنولوجيا. خلال مشاركته في فعالية بـ”واي كومبيناتور”، حيث انتقد فيرجسون سياسات الإنفاذ السابقة، ووصف استحواذات “ميتا” بأنها تهديد للحريات الفردية، مشيرًا إلى أن الوكالة “لن تتردد في مواجهة التكتلات التكنولوجية”. كما حذّر من عواقب فشل مواجهة الاحتكار، مستشهداً بـ”سيناريو انستجرام ميتا” نموذجاً.

تعود أصول النزاع إلى عام 2020، عندما اتهمت لجنة التجارة الفيدرالية “ميتا” بالاحتفاظ باحتكار غير قانوني عبر استحواذها على “إنستجرام” عام 2012 و”واتساب” في 2014، بدعوى إعاقة المنافسة. طالبت الوكالة بإلغاء الصفقات، بينما ردّت “ميتا” بأنها طورت المنصات بدلاً من تقويضها، مستشهدةً بصعود “تيك توك” كدليل على وجود منافسة قوية.

ووصف بيل باير، الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل، القضية بأنها “محورية”، لا سيما فيما يتعلق باستراتيجية “Pac-Man defense” إشارة إلى تبنّي الشركات المهيمنة لأساليب استباقية لاستيعاب أو إقصاء المنافسين الناشئين. ووفقاً لوثائق المحكمة، اتهمت الوكالة “ميتا” باعتماد “استراتيجية منهجية” لشراء أو خنق أي منافس محتمل.

في حال انتهت المحاكمة لصالح الوكالة، قد تدخل القضية مرحلة ثانية لتحديد العقوبات، والتي قد تصل إلى تفكيك بعض أصول “ميتا”. إلا أن بعض الخبراء أعربوا عن مخاوفهم من تأثير العوامل السياسية على النتيجة، خاصة في ضوء التاريخ العدائي لإدارة ترامب مع قطاع التكنولوجيا.

يأتي تصعيد “FTC” في أعقاب حملة مكافحة احتكار قادها مسؤولون من عهد بايدن، مثل لينا خان رئيسة “FTC” السابقة، والتي حققت نجاحات جزئية، منها إحالة قضية “ميتا” للمحاكمة، رغم إخفاقات سابقة مثل فشل منع استحواذ “مايكروسوفت” على “أكتيفجن بليزارد”.