معرض الكتاب يناقش أهمية "أفلام الروايات" بين شعب يشاهد ولا يقرأ

معرض الكتاب يناقش أهمية "أفلام الروايات" بين شعب يشاهد ولا يقرأ

معرض الكتاب يناقش أهمية "أفلام الروايات" بين شعب يشاهد ولا يقرأ
جريدة المال

المال - خاص

6:52 م, الأحد, 31 يناير 16

 سمير صبري: السينما المصرية اعتمدت في بدايتها على الأعمال المترجمة

إقبال بركة: نحن شعب لا يقرأ ولن تنهض الدولة دون الثقافة

محسن علم الدين: في الستينيات 75% من الأفلام كانت روايات

وليد سيف: التسعينيات فترة ركود السينما

عصام الشماع: السينما ذاكرة التاريخ
 
كتب علي راشد
 
“السينما والرواية” علاقة دامت لفترات طويلة ونتج عنها العديد من الأعمال السينمائية الراقية والتي تعتبر العلامات الفارقة في تاريخ مصر السينمائي، حينما قدم كبار الروائيين أعمالهم لتتحول إلى أفلام.

لا أحد يستطيع أن ينسى أفلام “رد قلبي” ، “القاهرة 30” ، “الأيدي الناعمة” ، و “الحرام” وغيرها العديد من أيقونات السينما التي تتميز بالعديد من الجمل العبقرية المتداولة حتى الآن، ولم يقف الأمر عند العمل الروائي فقط بل إن كبار الفنانين هم من قدموا تلك الأعمال ليكتمل الفيلم بأبطاله وقصته.

هذا كله تغير بعد أن حدث انفصال بين السينما والرواية، لتطفو على السطح أفلام قد نراها ليست ذات قيمة أو “خفيفة” كما يسميها بعض النقاد، ولكن مؤخرا بدأت الحياة تعود من جديد من خلال تحويل بعض الأعمال الروائية إلى السينما مثل رواية “الفيل الأزرق” لأحمد مراد.

عن تلك العلاقة الشائكة كانت إحدى ندوات معرض الكتاب التي أقيمت مساء أمس السبت.

في البداية أكد الفنان سمير صبري أن السينما المصرية في بدايتها اعتمدت على الأعمال الأجنبية المترجمة للعربية،  كالعديد من أفلام الفنان محمد عبد الوهاب مثل “الوردة البيضاء” و”يوم سعيد” وغيرها، وكان ذلك في حقبة الثلاثينيات،  وفي الأربعينيات كان هناك فريقان يعملان على ترجمة الأعمال الأدبية العالمية، الفريق الأول بقيادة الفنانين  سليمان نجيب وعبد الوارث عسر، والفريق الثاني بقيادة الفنانين نجيب الريحاني وبديع خيري.

أما عن حقبة الخمسينيات، فلفت صبري إلى أنها كانت أكثر غزارة في الإنتاج السينمائي، حيث تشجعت الفنانة ماجدة في أول تجربة إنتاجية لها وهو فيلم “أين عمري” والذي كان يعتبر أول بطولة حقيقية لها بعد أن قدمت العديد من الأدوار الهامشية، وفي تلك الفترة بدأت علاقة السينما مع الرواية من خلال أعمال الروائي إحسان عبد القدوس الذي قدمت أعماله للسينما ومنها “أنا حرة” ،  “هي والرجال” ، “هذا هو الحب” ، “لا أنام” ،و “النظارة السوداء” وغيرها، كذلك الروائي الكبير يوسف السباعي الذي قدم علامات بارزة في السينما المصرية مثل “إني راحلة” و”رد قلبي” ، أما الروائي يوسف إدريس فقدم “حادثة شرف” و “الحرام” وغيرها، وكانت السينما في هذا الوقت تقدم أعمالا قيمة وراقية.

أما الكاتبة إقبال بركة فأكدت أن العلاقة بين الرواية والسينما هي علاقة حب دائمة تشوبها العديد من الأزمات إلا انها علاقة مستمرة دامت لأكثر من مائة عام في مراحل مختلفة، ولا يمكن أن يتم الفصل بينهما فالكثير تعرف على الأعمال الروائية من خلال السينما.

وأضافت أن الكاتب إحسان عبد القدوس قدم أكثر من 40 فيلما سينمائيا عرفت الناس به ، كذلك نجيب محفوظ الذي حصل على جائزة نوبل وعلى الرغم من ذلك كانت رواياته لا توزع أكثر من 30 ألف نسخة، بينما كان يراه الملاييين على شاشات السينما ، كما قدمت السينما أيضا الروائيين يوسف إدريس ويوسف السباعي.

وعلى الرغم من هذه العلاقة القوية فإن إقبال بركة ترى أن هناك فروق كثيرة بين العمل الروائي المكتوب وبين العمل السينمائي، فحينما تتحول الرواية إلى فيلم فإن هناك رؤى جديدة للمخرج والسياريست تقدم لدرجة أنها في أحد رواياتها التي قدمت للسينما خرجت بأن هذه ليست روايتها وإنما هو عمل آخر.
وأشارت بركة إلى أن السينما أكثر جاذبية من الرواية خاصة وأننا شعب لا يقرأ والكتاب هو آخر شيء يفكر فيه المواطن المصري وهذا أمر مؤسف فلا يمكن أن تنهض الدولة دون الاهتمام بالقراءة والثقافة.

أما المنتج محسن علم الدين فلفت إلى أن السينما في فترة الستينيات والسبعينيات تقدمت وكانت أزهى عصورها وذلك لأن أكثر من 75% من الأعمال السينمائية حينها كانت في الأصل روايات لكبار الروائيين مثل إحسان عبد القدوس الذي أنتج له المنتج “رمسيس” 27 رواية وكان إحسان يتمتع بجذب الجمهور له من خلال اسم رواياته وكان له جمل تعبيرية في كل فيلم ظلت أيقونة هامة في السينما.

وأكد علم الدين أن هناك أعمالا سينمائية أثرت كثيرا في الحياة الاجتماعية مثل فيلم “أريد حلا” لحسن شاه الذي غير قوانين الحقوق الشخصية في مصر.

وقال إن أهم أسباب تدهور السينما، التخلي عن الأعمال الروائية رغم أن الروائيين حاليا ليسوا كعمالقة الكتابة من أمثال محفوظ وإدريس والسباعي، لكن تراثهم ياق ويمكن الاستفدة منه لإثراء السينما وإعادة أمجادها.

واتفق معه الدكتور وليد سيف، رئيس المركز القومي للسينما، الذي أكد أن المد الروائي تزايد في فترة الستينيات، حينما كانت الدولة تنتج للسينما وكان هناك مسؤولون مثقفون معنيون بدور الثقافة وكيف يثري الأدب المصري السينما، وكانت هناك غزارة في الإنتاج السينمائي لتواجد كبار الروائيين مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وفتحي غانم وغيرهم.

أما عن التراجع، فلفت سيف إلى أنه ظهر جليا في فترة التسعينيات في ظل حكم مبارك، وحينها لم يكن لدينا فيلم واحد مأخوذ من عمل روائي ومن المهم أن ننظر إلى المستقبل وان تكون المرحلة الراهنة انتقالية لمزيد من التطور في عالم السينما.

كذلك أكد المخرج عصام الشماع  أن السينما هي التي تؤرخ للتاريخ الوطني وهي ذاكرة التاريخ ، ورغم أن ازدهارها كان في فترة الخمسينيات والستينيات، لكن هناك جيل مهم من الكتاب والفنانين يحاولون بكل قوة تقديم كل ما هو جيد مهما واجهتهم الصعوبات التي تمر بها الثقافة.

جريدة المال

المال - خاص

6:52 م, الأحد, 31 يناير 16