أكد عضو معارض بالهيئة التشريعية فى فنزويلا، نهاية الأسبوع الماضى، أن معدل التضخم الشهري تراجع فى يونيو للشهر الثاني على التوالي، لكن المعدل السنوي للتضخم ظل فوق 400000% وما زالت رواتب العاملين غير كافية لتغطية التكلفة المتزايدة للسلع الاستهلاكية في الاقتصاد المنهار.
وارتفع معدل التضخم لأسعار المستهلكين فى فنزويلا 24.8 % فى يونيو الماضي، بينما كانت الزيادة 31.3% في مايو من العام الجارى، وتنشر الجمعية الوطنية فى فنزويلا التي تسيطر عليها المعارضة قياسات التضخم في غياب بيانات اقتصادية رسمية منتظمة من الحكومة أو البنك المركزي.
وذكرت وكالة رويترز أن معدل التضخم فى فنزويلا هبط خلال 12 شهرا فى يونيو إلى 445482 % من 815194 % بمايو، وكانت معدلات التضخم بلغت أكثر من مليونين% في وقت سابق هذا العام بسبب العقوبات الأمريكية على الرئيس نيكولاس مادورو، ويأتي هذا الهبوط بينما رفع البنك المركزي نسبة الاحتياطي الإلزامي لدى البنوك لتقييد السيولة ووسط استقرار نسبي في سعر الصرف.
راتب العامل لا يكفى سوى 3.5 % فقط من احتياجاته الشهرية
وقال المشرع المعارض انجيل الفارادو، إن الإجراءات التى تطبقها الحكومة لا تحل المشكلة، ولايستطيع العامل أن يكفى احتياجاته من راتبه الشهرى الذى لا يمكنه إلا من شراء 3.5 % فقط بسلة الغذاء الأساسية، ويبلغ الحد الأدنى الرسمي للأجر 40 ألف بوليفار شهريا أو ما يعادل حوالي 5.60 دولار، ويعاني البلد الغني بالنفط أزمة إنسانية مصحوبة بنقص مزمن في الغذاء والدواء دفعت أكثر من 4 ملايين فنزويلي إلى الهجرة.
البنك المركزى يعلن بياناته بعد صمت 4 سنوات
وتخلى البنك المركزي في مايو الماضى عن صمت استمر حوالي 4 أعوام بشأن البيانات الاقتصادية الرسمية، وبدأ ينشر منذ مايو إحصاءات تظهر معدلا للتضخم عند 33.8% منذ أبريل الماضى.
وكان المحللون بوكالة “بلومبرج” قد توقعوا فى أبريل الماضى أن يقفز معدل التضخم فى فنزويلا هذا العام إلى أكثر من 8 ملايين%، ويجعل هذا التضخم الهائل فنزويلا من أكثر دول العالم بؤساً لتتصدر هذا العام مؤشر بلومبرج للبؤس BMI ، والذى يقيس اقتصادات 62 دولة من حيث توقعات معدلات التضخم والبطالة للعام الخامس على التوالى، وذكرت الوكالة أن حكومة فنزويلا تواجه تحديات خطيرة بسبب ارتفاع معدل التضخم، وتزايد أعداد العاطلين عن العمل.
الحكومة ترفع الأجور والمرتبات 3000%
ورفعت حكومة فنزويلا أجور ومرتبات العاملين بأكثر من 3000% خلال الشهور الأخيرة، كما قامت بتسريح الآلاف لتقليص التكاليف، وتجاوز معدل التضخم في فنزويلا مليون% خلال العام الماضى برغم امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم، وتواجه اليوم واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث.
ونفت حكومة مادورو وجود أزمة إنسانية في البلاد، وقالت إن المشكلات الاقتصادية سببها العقوبات الأمريكية، وتعاني فنزويلا من انتشار الجوع والأمراض، ومن المتوقع أن يبلغ التضخم 10 ملايين% مع نهاية العام الجارى.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أشاد فى يناير الماضى بالتّعبئة التي يقوم بها آلاف المعارضين الفنزويليّين لاجتذاب الجيش الفنزويلي، وطالب الجيش بأن يُدير ظهره للرئيس نيكولاس مادورو، ورأى في ذلك “كفاحا من أجل الحرّية”.
وغرد ترامب على تويتر “تظاهرات كبيرة في أنحاء فنزويلا اليوم ضدّ مادورو. الكفاح من أجل الحرّية بدأ!”، وأجرى الرئيس الأمريكى اتّصالاً هاتفيّاً بالمعارض الفنزويلي “جوايدو” وهنّأه بعدما كان قد أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا بدعم من الولايات المتّحدة.