قال الدكتور عمرو عباس، شريك ورئيس قسم التحكيم بمكتب «معتوق بسيونى وحناوى للاستشارات القانونية»، إن جائحة «كورونا» دفعت لظهور نوع خاص من المنازعات بين المستثمرين فى بعض الأعمال.
وأوضح عباس أن ذلك جاء نتيجة التوترات الاقتصادية التى شهدتها البلاد خلال ذروة الفيروس، خاصة فى الفترة منذ مارس وحتى يونيو، لافتًا إلى أن معظم الدول اضطرت خلال تلك الفترة لتطبيق قرارات إغلاق سواء بشكل كلى أو جزئى.
وأضاف عباس فى تصريحات خاصة لـ«المال»، أن العديد من الأعمال تعرضت للتباطؤ أو التأجيل بتلك الفترات، وبالتالى وقوع خلاف ما بين المستثمرين، ما دفع بعض المتضررين إلى اللجوء لمكاتب الاستشارات القانونية لفض تلك المنازعات.
وأشار إلى أن المكتب يتولى بالفترة الحالية فض 3 نزاعات من بينها واحدة دولية لوجود شريك أجنبى، وذلك بمجالات المقاولات والتوريد، موضحًا أن تلك الأمور لا تزال فى مرحلة النزاع ولم تصل لحد القضاء أو التحكيم.
وأوضح أن جميعها كانت خاصة بتأخير بعض المستحقات أو توريد مستلزمات على سبيل المثال، لافتًا إلى أن التأخير لم يكن متعمدا ولكن جاء بسبب الظروف التى فرضتها الجائحة.
وتوقع عمرو عباس، تزايد ذلك النوع من المنازعات خلال الفترة المقبلة، خاصة فى ظل بدء موجة الفيروس الثانية واستمرار تضرر بعض القطاعات بشكل كبير.
وأضاف أن ذلك النوع من المنازعات من المتوقع أن يظهر فى قطاعات السياحة والطيران وغيرها، خاصة أنها كانت الأشد تضررًا بتأثيرات الجائحة.
وفيما يتعلق بتأثيرات الجائحة على أنشطة المكاتب القانونية بشكل عام، قال إن أقسام التحكيم بالمكاتب القانونية كانت الأقل تأثرًا بل بالعكس فمنها من زادت أعماله بسبب كثرة النزاعات، لافتا إلى أنه على صعيد مكتب “معتوق بسيونى وحناوى للاستشارات القانونية”، فإن أعمال التحكيم استمرت فى وضعها الطبيعى دون زيادة أو نقصان.
يُذكر أن «المال» كانت قد نشرت سابقًا ضمن استطلاع أجرتهُ، أن نشاط مكاتب الاستشارات القانونية القائم بشكل أساسى على صفقات الاندماج والاستحواذ التى هدأت فى بعض القطاعات فى فترة ذروة الفيروس قد تأثر سلبًا، فيما على جانب آخر زادت قضايا ومنازعات استثمارية أخرى بضغط من تأثيرات الجائحة.
وأكدوا حينها أن أحجام أعمال مكاتبهم تراجعت فى الفترة منذ شهر مارس وحتى يونيو الماضى بشكل واضح، بنسب وصلت إلى %40 لدى البعض، مرجعين ذلك لحالة التدهور والإغلاق التى شهدتها الدول، إلى جانب القرارات الاحترازية التى فرضت فى ذلك الوقت.