عرض المشاركون، في اليوم الثاني لمنتدى “المستقبل العالمي للصحة في أفريقيا”، الذي يقام على هامش مؤتمر “جيتكس” في المغرب، عدة مطالب للنهوض بالاستثمار في القطاع الصحي في أفريقيا.
وطالب المشاركون من المسئولين والخبراء والمستثمرين بضرورة زيادة مساهمة القطاع الخاص بقطاع الصحة في أفريقيا، إلى جانب رفع مخصصات القطاع بموازنات الدول بالقارة السمراء.
وأكد خالد آيت طالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب، أن اللجوء إلى الرقمنة والحلول المبتكرة أصبح ضروريًّا لتحسين أداء الأنظمة الصحية.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه مدير التخطيط والموارد المالية بالوزارة، خلال افتتاح اليوم الثاني لمنتدي “المستقبل العالمي للصحة في أفريقيا”، الذي يقام علي هامش مؤتمر ومعرض “جيتكس” في المغرب.
ويرى وزير الصحة المغربي أنه في ظل عالم لا تزال فيه التحديات الصحية مستمرة، فإن اللجوء إلى الرقمنة والحلول المبتكرة أصبح أمرًا ضروريًّا لتحسين أداء النظم الصحية وجعلها أكثر إنصافًا واستدامة.
وقال الوزير إن الذكاء الاصطناعي يعدّ أداة لدعم العاملين بالصحة وليس لاستبدالهم، لافتًا إلى أن تطوير الرقمنة في مجال الرعاية الصحية يعد وسيلة للنهوض بشكل أكبر أكبر بالقطاع.
وأشار إلى أن عملية الذكاء الصناعي في الصحة توفر إمكانية الوصول إلى علاجات صحية والتغلب على الصعوبات المرتبطة بالعوامل الجغرافية والزمنية، كما يقدم الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن أدوات تحليل ملائمة لتحسين الوقاية والتشخيص والعلاج.
وأضاف أن المغرب حرص على دمج الرقمنة والذكاء الاصطناعي بشكل فعال في النظام الصحي، بهدف تعزيز الوصول الي العلاجات المختلفة.
وأكد الوزير أن قطاع الصحة بالمغرب يعمل بكامل طاقته لتفعيل الطابع الشراكات بين القطاعين العام والخاص للوصول إلى علاجات ذات جودة وكفاءة.
بدوره، قال مازن علاء الدين، المشرف العام على التعاون مع منظمات التنمية الدولية في هيئة الرعاية الصحية بمصر، إن الدولة مهتمة بشكل كبير بمشاركة القطاع الخاص، فعلي سبيل المثال هناك تعاون مستمر بين الهيئة وبعض العلامات الصحية الشهيرة مثل مستشفيات كليوباترا وألاميدا وغيرها.
وأكد أن الهيئة تعمل على تمكين القطاع الخاص ليلعب دورًا أكبر في قطاع الرعاية الصحية بمصر، كاشفًا أنه سيتم الإعلان عن مشروع قانون جديد ينظم التطبيب عن بُعد وعمله في مصر.
وأوضح تونجي ألاوسا، وزير الصحة والرعاية الاجتماعية النيجيري، أن الميزانيات المخصصة للرعاية الصحية في أفريقيا ضعيفة، أقل من 10% من الناتج المحلي للدول، ويجب عن ترتفع على الأقل إلى 15%.
وانطلقت فعاليات منتدى المستقبل العالمي للصحة في أفريقيا للاستثمار في تكنولوجيا الصحة وتسليط الضوء على دور التكنولوجيا في تحسين فرص الرعاية الصحية في أفريقيا، وذلك تحت رعاية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب، والوزارة المغربية للانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ووكالة التنمية الرقمية.
ويشارك في المنتدى الذي يُعقد على 3 أيام كل من المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية والاتحاد الأفريقي للرعاية الصحية وبرنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة للعمل على التشجيع على تطوير واعتماد الحلول المبتكرة في مواجهة التحديات المرتبطة بالصحة في أفريقيا.
وتجدر الإشارة إلى أن قيمة سوق الاستثمار في الصحة تقدر بنحو 6.3 مليار دولار، ويرتقب أن ينمو سنويًّا بنسبة 11% خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
ويهدف هذا المنتدى إلى تسريع التعاون بين القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز الرعاية الصحية وجعلها في متناول سكان القارة البالغ عددهم 1.5 مليار أفريقي، وتحفيز التقدم الطبي والاستثمارات في سوق الصحة الرقمية، التي يرتقب أن تصل، حسب تقديرات مؤسسة ستاتيستا، إلى مستوى 9.5 مليار دولار في 2028.
ويُعقد هذا المنتدى بمراكش، خلال الفترة من 29 إلى 31 مايو 2024، وذلك بالموازاة مع تنظيم الدورة الثانية لمعرض جيتكس أفريقيا المغرب، الذي يعد أكبر أحداث التكنولوجيا والشركات الناشئة وأكثرها تأثيرًا على الصعيد الأفريقي.
ويتزامن المنتدي مع توجهات المملكة المغربية، التي تستهدف استثمار مليارات الدولارات للارتقاء بالصحة في أفريقيا، ويأتي على رأسها ضخ 3 مليار دولار خلال سنة 2024 لرقمنة قطاع الرعاية الصحية بالمغرب.
وقالت تريكسي لوه ميرماند، الرئيسة التنفيذية لشركة كون العالمية، في وقت سابق، إن انطلاق منتدى المستقبل العالمي للصحة في أفريقيا 2024، الذي ينظمه معرض جيتكس لتكنولوجيا الصحة 5.0، يتزامن مع مرحلة أساسية حاسمة بالنسبة لإفريقيا.
وذكرت لوه ميرماند أن الحدث يأتي في الوقت الذي يستفيد فيه قطاع تكنولوجيا الصحة كثيرًا من التكنولوجيات الصاعدة والسريعة التطور مثل الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات وإنترنت الأشياء.