تحولت شركة مصر للقفازات من كيان متوقف عن العمل بسبب مشاكل مالية قبل كورونا إلى شركة تعمل 24 ساعة، طبقا لما كشفه مصدر حكومى لـ«المال» يتابع تأثير انتشار الفيروس المستجد على المصانع فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
«المال» هاتفت عمرو حسنى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لـ”الشركة المصرية للقفازات الطبية” «Egy Glove» ، لاستعراض الأسباب الرئيسية للتعثر على مدار 4 أعوام ماضية لصناعة مهمة فى السوق، وحجم الاستفادة من الأزمة التى تسبب فيها الفيروس المستجد.
الأول من نوعه في مصر
أوضح حسنى أن مصنع مصر القفازات هو الأول من نوعه فى هذا المجال بالسوق المحلية، ومؤخرًا تم إنشاء مصنع فى بنى سويف وتخطط الشركة لإقامة آخر على طريق الإسكندرية الصحراوى، لافتاً إلى أن هيكل ملكية الشركة كان يضم صندوق بداية التابع للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بنسبة %85 ومساهمين أخرين.
الإغراق الماليزي والسيولة يربكان المصنع
أضاف أن المصنع بدأ الإنتاج يناير 2016، لكنه واجه عدة مشاكل منها عدم توافر رأس المال العامل، والأموال كلها وُجهت بشكل خاطئ لشراء المعدات وإقامة المبانى، بجانب عدم القدرة على منافسة المنتج المستورد لا سيما من ماليزيا التى تغرق السوق بمنتجاتها مستغلة عنصر الأفضلية، وهى المنتج الرئيسى للمواد الخام وتتحكم وحدها على أكثر من نصف الإنتاج العالمى.
كان من بين المشاكل انتشار المضاربات بين التجار الذين يقومون بالبيع دون فواتير للتهرب من ضريبة الأرباح التجارية، وفقا لما أكده حسنى، وفى المقابل تلتزم الشركة بالقواعد التنظيمة الرسمية، وبناء عليه لم تتكمن من بيع إنتاجها الذى يمثل %5 من السوق، مضيفاً أن المشاكل السابقة تسببت فى تراكم المديونيات وعدم قدرة الشركة على سداد التزامتها (أقساط الأرض المقام عليها المصنع فى مدينة 6 أكتوبر وفوائد الديون)، الأمر الذى دفع المساهمين للتحرك فى وضع خطة إعادة هكيلة.
خطة إعادة الهيكلة والمساهمون
تابع: بدأت خطة الهيكلة فى 2017، وتم اختيارى لتولى منصب الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب وتراجعت حصة «صندوق بداية» من %85 إلى %53 وبلغ مساهمة رجل الأعمال حسين سلطان %35 والحصص المتبقية لمجموعة مساهمين.
أشار إلى أن خطة إعادة الهيكلة كانت صعبة لأنها واجهت صعوبة فى الحصول على التمويل من البنوك، وبدأت رحلة المفاوضات من 11 مليون جنيه من بنك الاستثمار العربى لاستغلالها كرأس مال عامل من منتصف 2017، ما تسبب فى توقف الإنتاج فى نهاية 2018 وطوال 2019، واللجوء لآلية التأجير التمويلى للحصول على تمويل بعد فشل المفاوضات البنكية وتم إعادة التأهيل.
طرح FREE POWDER
أضاف أن مع إعادة التأهيل قامت الشركة بطرح منتج جديد يتوافق مع المواصفات التى وضعتها وزارة الصحة Free powder بدلا من powder الذى ثبت أنه يؤثر على الحساسية.
تابع حسنى أن الشركة تمكنت من إجراء التجارب فى يناير الماضى، ثم جاء كورونا فارتفع الطلب على القفازات فزادت المبيعات من 3 ملايين جنيه سنويا فى الأوقات السابقة للتوقف لأكثر من 4.5 مليون جنيه شهريا.
قال إن الطاقة الإنتاجية لمصنع القفازات تصل إلى 5600 كرتونة، أى 560 ألف علبة، حصيلة عمل خط واحد على مدار 24 ساعة، لتوفير احتياجات المستشفيات والصيدليات والسلاسل التجارية.
كنا نبيع العبوة بسعر 60 جنيها وفؤجئت بطرحها إلكترونيا بأكثر من 300 جنيها
أضاف أن شركة مصر للقفازات كانت تبيع العبوة الواحدة بسعر 60 جنيها، قبل قرار رئيس الوزراء بتحديد الأسعار، بينما كان يتم عرضها على سوق دوت كوم بسعر 300 جنيه، مشيدا بقرار رئيس الوزراء بتحديد سعر البيع منعا للاستغلال ورفع الأعباء على الجمهور.
البنك الأهلي يتدخل لإعادة الهيكلة.. ولدينا قدرة لإضافة 4 خطوط
قال إن المصنع به مساحات تسمح بإضافة 4 خطوط إنتاج جديدة بتكلفة إجمالية 40 مليون جنيه، وجار وضع خطة لإقامة الخط الثانى فور إنهاء الديون، وتمكنت الشركة من الاتفاق على تمويل بقيمة 9 ملايين جنيه مع البنك الأهلى ضمن مبادرة تمويل المصانع المتعثرة التى أطلقها البنك المركزى المصرى.
احتياجات السوق.. الطلب يتضاعف 3 مرات
أكد حسنى أن معدل الاستهلاك الطبيعى قبل أزمة كورونا يصل إلى 15 مليون عبوة سنويا، وارتفع بشكل كبير بعد الأزمة حيث لم يعد القفاز مقصوراً على العاملين بالمستشفيات وعيادات الأسنان لكن الجميع يرتديه الآن.
أضاف أن صيدليات سيف على سبيل المثال كان معدل طلبها الشهرى بين كرتونة إلى 3 شهريا، واليوم ارتفع الطلب لأكثر من 10، نظرا لارتفاع الطلب من المستهلكين ضمن إجراءات الحفاظ على الصحة الشخصية.
الطلب على القفازات أصبح «تريند».. «بابا جونز» تطلب 500 كرتونة
ذكر أن الطلب ارتفع من أصحاب المطاعم والمحلات فمطاعم بابا جونز الشهيرة فى إعداد البيتزا طلبت 500 كرتونة الفترة الماضية لتوزيعها على عمالها.
أوضح حسنى أن الطلب على القفازات أصبح «تريند» للحفاظ على الصحة، متوقعا أن تتمكن شركته من تحقيق مبيعات بقيمة 30 مليون جنيه خلال 2020، مقارنة بلا شئ الأعوام الماضية، لا سيما أن التوقعات تشير إلى أن أزمة الفيروس ستمتد لفترة ليست قصيرة.
المبيعات ارتفعت إلى 30 مليون جنيه مقارنة بلا شيء
يرى حسنى أن شركة مصر للقفازات قادرة على المنافسة الفترة المقبلة حتى لو انتهت أزمة كورونا، لأنها تعتمد فى أكثر من %65 من إنتاجها على العنصر المحلى، وبالتالى لها ميزة تفضيلية عن المصانع المجهولة، أو المستوردين وفقاً لقانون التفضيل المحلى الذى يستلزم إصدار شهادة رسمية من هيئة التنمية الصناعية وبالتالى ستكون الأولوية لنا فى جميع المناقصات.