رحب مصنعو أدوية بمجهودات هيئة الدواء المصرية التي انتهت بالنجاح في تحقيق الاعتراف المتبادل بين مصر و السودان فيما يخص دخول المستحضرات الطبية إلي الأخيرة دون اشتراطات تسجيل.
كانت هيئة الدواء المصرية أعلنت خلال الشهر الجاري أن المجلس القومي للأدوية والسموم بالسودان سمح باستيراد المستحضرات الدوائية المصرية المسجلة والمعتمدة من قبل هيئة الدواء دون اشتراطات ، يأتي ذلك في إطار علاقات التعاون الثنائي والتكامل بين البلدين في قطاع الدواء.
ماجد جورج: نتمنى تفعيل قرار دخول الأدوية مع دول أخرى
قال ماجد جورج مُصنع ورئيس المجلس التصديري للأدوية والمستلزمات الطبية ، في تصريحات خاصة ل”المال” ، إن تبادل الاعتراف مع السودان ، معربا عن أمله تفعيل نفس القرار مع دول أخرى .
وأكد جورج على أن قرار دخول الأدوية المصرية إلى السودان دون اشتراطات التسجيل فرصة ذهبية، مشددا على اقتنصها ، كونها ستساهم في زيادة صادراتنا إليها خلال النصف الثانى من العام الجارٍ حيث أن السودان تعتبر من أكبر الدول التي تستقبل الأصناف الطبية المصرية نظرا لقربها الجغرافي.
ولفت جورج إلى أن القرار سيعود إيجابيا أيضا على السودان وليس مصر فقط إذ ستتمكن الأولى من السيطرة على تهريب الدواء إليها بطرق غير شرعية في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها حاليا.
واقترح جورج مصدريين الأدوية أن يتوسعوا في السوق السودانية ، ويسعون في التعرف على عملاء جدد من المستوردين مما يتيح لهم عمل قاعدة كبيرة قد تفييديهم بالمستقبل.
وبلغت صادرات مصر من الأدوية إلى السودان نحو 37 مليون دولار في العام السابق ، وفقا للأحدث أحصائية للمجلس التصديري للصناعات الطبية.
وارتفعت صادرات القطاع في النصف الأول من 2023 بنسبة 14% لتسجل 530 مليون دولار مقابل 467 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي
ويستهدف المجلس التصديري للصناعات الطبية زيادة صادرات القطاع بنحو 30% خلال 2024، عبر التركيز على السوق الافريقية بما نمتلك فيها ميزة تنافسية.
وتابع “جورج” ،مطالبا هيئة الدواء المصرية أن تتوسع في تطبيق نفس القرار المشار إليه بالأعلى مع الدول الافريقية التي لم يتم معها تطبيق الاعتراف المتبادل في تسجيل المستحضرات الطبية ، ليتسنى لنا نفاذ صادراتنا إليها بكل سهولة ومن ثم نستطيع التواجد والمنافسة بتلك الأسواق الواعدة .
وأشار رئيس المجلس التصديري للصناعات الطبية إلى أن هذه الأتفاقية تم تطبيقها من قبل مع دولتى وهما “زيمبابوي” ، “زامبيا” .
عبد اللطيف: القرار سيزيد من حجم مستخدمي الأدوية المصرية
ومن جانبه أوضح الدكتور نيازي عبد اللطيف العضو المنتدب لشركة المجموعة المصرية لصناعة الادوية ، أن القرار سالف الذكر سيزيد من حجم مستخدمي الأدوية المصرية مما يمنحها السمعة الطبية والتسويق لها .
وشدد عبد اللطيف على ضرورة الاستفادة من القرار بشكل أكبر ، كون السودان بوابة لعدد من الدول الافريقية أبرزها “كينيا، واوغندا ، وبوروندي” ، مما يتسنى عبور الأصناف الطبية اليهم بيسر وسرعة.
وطالب عبد اللطيف القطاع المصرفي بسرعة تدبير العملات لشركات الأدوية ليتسنى لها الافراج عن بضائعها المحتجزة بالموانئ المتمثلة في المواد الخام حتى ترفع من قدرتها الإنتاجية لتغطية السوق المحلية ، والوفاء بالتزاماتها بالخارج .
كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أكد في اجتماع له في الشهر الماضي ، على أهمية استمرارية التنسيق بين مختلف الجهات المعنية المرتبطة بعمليات الأفراج الجمركي ، حتى يتحقق الانتظام والسرعة في توفير كافة المستلزمات والخامات التي تدخل في تصنيع المنتجات ذات الأولوية.
هنداوي: القرار يساعد في جذب عملاء جدد
وبدأت إحدى الشركات السودانية التي تعمل بقطاع الدواء بالتصنيع في مصنع ماش للصناعات الدوائية في الشهر الماضى ومن المقرر أن الشركة بصدد توقيع تعاقدات مع مصانع أخرى بالخرطوم ، وفقا لزياد هنداوى نائب رئيس مجلس الإدارة.
وتمتلك “ماش” مصنعا قائما بمدينة بدر، تم إنشاؤه في 1985 على مساحة 4 آلاف متر، متخصص فى إنتاج العديد من الأصناف المتداولة بالسوق، ومن أبرزها أدوية الجهاز الهضمي، والنفسية والعصبية، إلى جانب مستحضرات التجميل الطبية.
وأضاف هنداوى إلى أن “ماش” اقتنصت الفرصة الاعتراف المتبادل مع السودان حتى تزيد من حجم صادراتها إلى السوق الافريقي ، إلى جانب جذب عملاء جدد للأبرام اتفاقية توريد إليهم مما يزيد من فرص تعظيم حجم مبيعاتها.
وذكر نائب رئيس مجلس أدارة شركة “ماش” ، أن شركته بدأت التصدير إلى وسط افريقيا تحديدا جمهورية الكونغو خلال العام الجارٍ . وتصدر “ماش” %15 من كامل إنتاج مصنعها القائم بمدينة بدر، بينما يتم توزيع النسبة المتبقية فى السوق المحلية ، ومن ابرز الدول التي تستقبل منتجاتها الدول العربية من بينها السودان والامارات والسعودية