أجري الحوار – ماهر أبو الفضل:
من السهل أن تشغل منصب العضو المنتدب، طالما توافرت لديك الشروط الفنية والإدارية المؤهلة لتبوء هذا المنصب، لكن أن تجلس على الكرسى الذى شغله أحد أهم والوطن العربى، فهو تحدٍ صعب.
، هو من وقع عليه الاختيار ليواجه هذا التحدى، والذى لايقتصر فقط على كونه شاغلًا لنفس المقعد الذى جلس عليه الخبير الاكتوارى المرحوم الدكتورعبد اللطيف مراد، بل لأنه مطالب بأن يضيف للشركة أو أن يجعل منها قيمة مضافة جديدة.
وبرغم أن المسئولية كبيرة والحِمل المعنوى ثقيل، فإن مصطفى صلاح أكد – فى أول حوار له اختص به «المال»- أنه حمل الأمانة لعدة أسباب، أولها أنه ابن من أبناء ولها دين فى عنقه، والثانى مشاركته لسلفه عبد اللطيف مراد قبل أن توافيه المنية فى إعداد خطة تطوير الشركة، وثالثها له علاقة بالخبرات التى اكتسبها فى عمله بشركات تأمين عديدة، مما تجعله قادرًا على أن يجعل من «المهندس حياة» رقمًا على يمين معادلة سوق تأمينات الحياة.
وأشار إلى أنه يسعى إلى أن تصبح الشركة فى قائمة الخمس الكبار خلال السنوات الخمس المقبلة، مما استدعى طرح مجموعة من الأسئلة التى تعن للبعض من الوهلة الأولى، منها ما له علاقة بالمنطقة التى يسعى للمنافسة فيها لجعل الشركة فى قائمة الكبار الخمس؟ وأخرى مرتبطة بطبيعة المنافسة فى نشاط الحياة؟ أقصد مدى إضرام نيران المضاربات السعرية فى هذا النشاط أم أن للمنافسة شكلًا آخر يختلف عن ؟ علاوة على كفاءة قياس شركات الحياة وتكوين الأموال بمؤشر فائض الاكتتاب؟ وأخرى لها علاقة بأسهل مطالبة قام بصرفها خلال عمله على مدار ثلاثة عقود تقريبًا، والمطالبات التى تتسم بالغرابة أيضًا؟.
وإلى نص الحوار: –
«المال»: شغلت منصب العضو المنتدب رسميًا قبل بضع أسابيع، وقبلها كنت مديرًا عامًا للشركة منذ أكتوبر 2020، فما نقاط الضعف والقوة فى المهندس لتأمينات الحياة؟
مصطفى صلاح: دعنى أجيب عن التساؤل بشكل مختلف، أقصد أننى بدأت حياتى المهنية فى فور تخرجى، لما يزيد عن عقد من الزمن، بعدها انتقلت للعمل فى شركات أخرى بعد مغادرة المهندس، وهو ما يمثل فرصة لإدراك واكتشاف نقاط القوة فى المهندس لتأمينات الحياة حيث إن البعد يعطى صورة أوضح.
وتتلخص عناصر القوة – ذِكرًا وليس حصرًا – فى نقاط،أولها تاريخها الضارب فى الجذور، فقد أنشئت قبل أربعين عامًا ونيف، وهى شركة مساهمة مصرية %100 وليست فرعا أو ، ورأسمالها مصرى خالص، وقريبة نفسيًا من المجتمع المصرى ولديها رصيد ضخم من الثقة والمصداقية،علاوة على الانتشار الجغرافى الواسع، ناهيك عن حجم أصول استثمارية يتجاوز مليار جنيه، وهيكل مساهمين قوى وكبير ومجلس إدارة يضم لفيفا من رجال الاقتصاد والاستثمار فى السوق المصرية.
وأعتقد أن المزايا السالفة ليست متاحة فى شركات كثيرة بالسوق، وهذا الرأى مبعثه أننى عملت فى العديد من شركات أخرى فى ، مما يجعلنى قادرا على فرز وتحديد نقاط القوة فى المهندس حياة من الخارج، وليس انكفاءً على الذات، وبالتالى سيتم استثمار نقاط القوة لتطوير الشركة وزيادة حصتها بين اللاعبين فى القطاع.
«المال»: ألا يمكن القول أن ما ذكرته رغم أنه نقاط قوة لكنه تحدٍ فى الوقت ذاته؟ وعليك أن تعمل على دعم عناصر القوة للوصول بالشركة لما تستحقه من مكانة؟
صلاح: أتفق معك، ولكن، لكى يتم العمل على لايجب فقط الارتكان على نقاط القوة بل أيضا معرفة نقاط الضعف ومعالجتها،والتى تم دراستها وتحديدها بدقة والتى تتركز تلخيصا فى أن المهندس لتأمينات الحياة رغم تعدد نقاط قوتها إلا أنها ليست فى موقعها الطبيعى كمكانة فى السوق.
«المال»: ما خطة تطوير المهندس لتأمينات الحياة لجعلها فى مكانتها الطبيعية؟
صلاح : تطوير المنتجات من حيث والاستثمار فى الموارد البشرية، من خلال دعم وصقل خبراتهم وتشجيع العاملين على الدراسة والحصول على شهادات أجنبية أوعربية متخصصة، الاهتمام بتكوين فريق مبيعات مباشرة قوى ومدرب ( فردى – جماعى ) وفتح قنوات اتصال وشراكة مع الوسطاء وشركات الوساطة، وتصميم نظام حاسب آلى متطور لتنفيذ خطة التحول الرقمى، وكذا إنشاء إدارة خدمة عملاء لتلبية طلبات واحتياجات العملاء، والتوسع مكانيًا أينما يكون العميل، وهذا كله لكى تحتل المهندس لتأمينات الحياة المكانة التى تستحقها فى السوق المصرية.
«المال»: وما هى المكانة التى تستحقها المهندس لتأمينات الحياة؟
صلاح: أن تكون ضمنخلال السنوات الخمسة المقبلة، بعد تهيئة التربة بشكل كامل بما يدعم انطلاقها لتحقيق الحلم.
«المال»: فى أى منطقة تسعى المهندس لتأمينات الحياة التواجد فيها بين قائمة الخمسة الكبار؟ هل الحصة السوقية من الأقساط المباشرة؟ وما وسائل الوصول لهذه المنطقة؟ وهل يشهد نشاط تأمين الحياة منافسة سعرية كما الممتلكات؟
صلاح: من السهولة دغدغة المشاعر بالمنافسة على الحصة السوقية فى مؤشر الأقساط المباشرة فقط، لكن من المهم الـ «Bottom line» أو بمعنى أدق الربحية أو «Profit» لاسيما وأن وثائق الحياة تتسم بأنها طويلة الأجل.
وعلى كلِ، فإن نشاط تأمين الحياة سواء فى يعتمد على وثيقتين رئيسيتين من الناحية العلمية بغض النظر عن الأسماء التجارية، أولها التى تغطى الحماية التأمينية أو التأمين المؤقت أو الـ «Term Insurance» وتضمن التغطية التأمينية من خلالها سداد مبلغ التأمين إذا حدثت الوفاة خلال مدة التأمين، بغض النظر عن آجال أو مدة التغطية سواء سنة أو أكثر، وأما النوع الثانى فهو الوثيقة الادخارية «Endowment Insurance / Saving Plan» والتى تضمن سداد مبلغ من المال نهاية مدة التأمين، بتنوع مسمياتها سواء مكافأة نهاية الخدمة أو وثيقة الاستثمار أو الزواج أو التعليم أو غيرها.
النقطة الثانية هى مكونات قسط التأمين التجارى فى نشاط الحياة، ويتضمن القسط الصافى (تكلفة الخطر) بالإضافة إلى التحميلات، والتحميلات عبارة عن عمولة إنتاج ومصاريف إدارية وعمومية، علاوة على هامش الربح.
وبالنسبة للقسط الصافى فى تأمين الحياة وهو يختلف عن ، لأن شركات الحياة تعمل بناءً على جداول الحياة والوفاة المحددة سلفًا، وطبقًا لتعليمات الهيئة العامة للرقابة المالية، والأسس الاكتوارية، يعمل السوق حاليا وفق جدول الحياة والوفاة الإنجليزى أو الأمريكى أو الجدول الذى يحدده معيدو التأمين (أسعار الإعادة)، وذلك لعدم وجود جدول مصرى حتى الآن – وهناك اهتمام من الرقابة المالية بقيادة الدكتور محمد عمران ونائبه المستشار رضا عبد المعطى وهشام رمضان – بهذا الأمر وبدء العمل عليه- ومن المتوقع أن تعلن الهيئة عن أول جدول حياة مصرى قريبًا.
ومعنى ذلك أن السوق المصرية تعمل وفق جدول حياة شبه موحد، وليس سرًا أنه على الرغم من وجود عدد كبير من شركات الإعادة فى القائمة السنوية التى تعدها الهيئة، فإن الشركات التى تغطى السوق المصرية لا تتجاوز ثلاث أو أربع شركات.
ومن ذلك كله نستخلص أن المنافسة أو مرتبط بالتحميلات التى تتم على الجدول والمصاريف الإدارية والعمومية والتى يتم ترشيدها قدر الإمكان مع زيادة تكاليف الإنتاج لجذب الوسطاء للتعامل مع شركة التأمين.
و نستخلص من ذلك أن شركة الحياة تقوم بأمرين متضادين، وهو خفض المصاريف الإدارية والعمومية أو المعروفة بالـ «G&A» التى تدخل حساب الشركة، وزيادة تكاليف الإنتاج المنصرفة للسماسرة وفريق المبيعات المباشرة، من هنا تكمن نقطة السر أو سياسة كل شركة تأمين ومدى قدرتها على تشكيل محفظة متوازنة من المنتجات التأمينية سواء الفردية أو الجماعية، لأن كل منتج يحقق هدفا معينا للسياسة.
أما عن السعى لتحقيق ، فدعنى أصارحك، أنه من الصعوبة البالغة جمع النقيضين فى شركات الحياة خصوصا فى فترة زمنية وجيزة، أى الحصة السوقية ومؤشر الربحية، لأن شركات الحياة ملزمة بتكوين ما يسمى بالاحتياطى الحسابى، والوثائق الادخارية تتسم بارتفاع عمولتها، والوثائق المؤقتة يتم إعادة تأمينها، وفى الغالب القسط الأول فى وثيقة الحياة يتم استهلاكه كاملًا كمصروفات، سواء إدارية وعمومية أو تكاليف إنتاج، وتبدأ شركة التأمين فى الاستفادة من القسط بدءًا من العام الثانى أو الثالث أو الرابع وفقًا للسياسة الاكتوارية لكل شركة تأمين.
المنافسة السعرية امتدت لتأمينات الأشخاص ودخول اللاعبين الجدد ساهم فى زخم القطاع
«المال»: على أى أساس يتم جنى الثمار أو تحقيق العائد سواء فى العام الثانى أو الثالث أو الرابع؟
صلاح: يخضع لسياسة كل شركة وتوزيع التكلفة، هل على العام الاول أم على العامين الأول والثانى أو أكثر من ذلك؟ وبناءً على ذلك تحدد كلسياستها، هل ستركز على الوثائق المؤقتة التى تضمن اقساطا مرتفعة لكن مقابل مواجهة مطالبات مرتفعة، أم سيتم التركيز على الوثائق الادخارية التى تحمل جانبًا ادخاريًا يضمن تحقيق وفورات من الأرباح وهل يتم توجيه الدفة إلى التأمين الفردى الـ «Retail» أم التأمين الجماعى الـ «Corporate»؟.
«المال»: رغم الإيضاح المهم، لكن يظل السؤال قائمًا، هل هناك منافسة سعرية بين شركات الحياة؟
صلاح: توجد بشكل أو بآخر خاصة فى عقود التأمين الجماعى، لأسباب من بينها، أن هذه العقود يتم تسعيرها سنويا وحالة بحالة، ويتم إخطار الهيئة بها بموجب تقرير اكتوارى مفصل قبل الإصدار، أما التأمينات الفردية فالمنافسة السعرية موجودة فيها ولكن بشكل أقل، إذ تلتزم شركات الحياة بإرسال تعريفاتها للهيئة لاعتمادها قبل الإصدار، وللهيئة حق الموافقة عليها أو رفضها إذا كان السعر متدنيًا.
ليس من الإنصاف قياس شركات الحياة بمؤشر فائض الاكتتاب سنويا لخصوصية نشاطها
«المال»: لكن هذه ليست إجابة على التساؤل المرتبط بالمنطقة التى ستنافس فيها المهندس لتأمينات الحياة للانضمام لقائمة الخمس الكبار خلال السنوات الخمس المقبلة؟
صلاح: الإحصاءات السنوية الصادرة عن جهة الرقابة تتضمن وغالبا ما يتم تصنيف الشركات على هذا الأساس، أما بالنسبة للفائض فهناك فارق كما يعلم الكل بين فائضى الاكتتاب والنشاط التأمينى، ودائما ما تسعون كمتخصص فى الإعلام الاقتصادى والتأمينى لمطالبة شركات التأمين بالاهتمام بفائض الاكتتاب وليس النشاط، لأن الأول يعكس الثبات والسياسة الاكتتابية لشركات التأمين.
ومن هذا المنطلق، يجب عدم وضع شركات تأمين الحياة والممتلكات فى بوتقة واحدة، لأن خصوصية نشاط الحياة يجعله مستثنى من قاعدة فائض الاكتتاب السنوى كمؤشر على سياسة القبول أو السياسة الاكتتابية لشركة التأمين.
«المال»: كيف؟
صلاح : الأقساط المباشرة أو المُسددة لشركات تكون لعام واحد على اعتبار أن مدة تأمين الممتلكات عاما واحدا، أما شركات الحياة فآجال تغطياتها أوسع وأرحب لتصل إلى 10 أو15 أو20 عامًا وأكثر، والقسط المباشر أو حتى الذى يتم تحصيله فى العام الأول يتم استهلاكه بالكامل كما قلت سلفًا، مقابل تكاليف الإنتاج والمصاريف الإدارية والعمومية وغير ذلك.
وما أود استخلاصه، أن شركة الحياة قد تتبع سياسة اكتتابية منضبطة ومؤشر تسعير لا غُبار عليه ومع ذلك تتكبد عجزًا فى الاكتتاب التأمينى فى بعض السنوات، ليس بسبب خلل فى سياسة القبول أو مؤشر التسعير أو السياسة الاكتتابية ولكن كما قلت سلفًا، بسبب خصوصية هذا النشاط وتوزيعات أقساطه وتكاليفها ومصاريفها، بالإضافة إلى أنه من الوارد بشكل كبير زيادة التعويضات أو المطالبات عن الأقساط، لاستحقاقات وثائق عن سنوات ماضية سواء لانتهاء مدة التأمين أو تحقق خطر الوفاة خصوصا فى عقود التأمين الجماعى المستمرة فى الشركة من سنوات عديدة.
«المال»: بناءً على هذه الخصوصية كيف يمكن قياس كفاءة شركة تأمين الحياة أو قياس سياستها الاكتتابية؟
صلاح: لكى يتم تحليل لابد من الوضع فى الاعتبار بعض الأمور، منها نوع التأمين، لأن التأمين المختلط أو الذى يحمل جانبًا ادخاريا أو استثماريًا يختلف كليًة عن التأمين المؤقت، وكذا مدة التأمين، بمعنى أنه لو كان التأمين مؤقتا يمكن قياس نتائجه فى نفس العام، لكن إذا ما كان تأمينا ادخاريًا يتم تغطية أخطاره أو إصدار وثائقه قبل عشر سنوات، فلابد من احتساب مدة التأمين كاملة وكذلك التفرقة بين وثائق التأمين الفردية والعقود الجماعية.
من ذلك كله نخلص إلى أن الرؤية لفائض الاكتتاب بالتأمينات العامة تختلف عن الرؤية لنفس الفائض فى نشاط الحياة، أخذًا فى الاعتبار مدة التأمين ونوعه.
«المال»: قلت إن التأمين الجماعى يشهد منافسة سعرية، وأن وتيرتها أقل فى التأمينات الفردية، فلماذا؟
صلاح: يشهد منافسة سعرية أيضًا، لكن قبل الدخول فى أسبابه أو صوره لابد من التأكيد على أن التأمين خدمة تباع ولا تُشترى، ويتم الاعتماد فيه على الجهاز الإنتاجى سواء فريق المبيعات المباشرة أو الوسطاء المستقلين، وفى التأمينات العامة أو تأمين الممتلكات، الخدمة فيه ملموسة بشكل أكبر لأنها تجدد أو تصدر سنويا، وقد يتم سداد التعويض فى نفس العام وكذا تعدد صرف التعويض، فيما يسمى بالخسارة الجزئية أو الكلية فى نفس العام.
إذًا تعامل الوسيط مع شركة تأمين الممتلكات متكرر، أما فى تأمينات الحياة، فقد يستصدر الوسيط للعميل الوثيقة من شركة التأمين ولا يذهب لها خلال مدة التأمين كاملة، والتى قد تصل إلى 20 و25 عامًا كما قلت سلفًا، ويكتفى بسداد القسط عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، واللجوء لشركة التأمين بعد المدة للحصول على المطالبة أو الميزة التأمينية.
معنى هذا أن الخدمة التى تقدمها تكون ملموسة بشكل أكبر وأسرع مقارنة مع الحياة، مما قد يحمس الوسيط أو السمسار للتنازل عن جزء من عمولته فى تأمين الممتلكات نظير الخدمة التى يراها بشكل أسرع، عكس تأمين الحياة والتى نادرا أن يتنازل فيها الوسيط عن أى جزء من العمولة، بمعنى أن %95 تقريبًا من محددات عمل الوسيط أو السمسار أو عضو الجهاز الإنتاجى للعمل فى شركة الحياة هى نسبة أو قيمة العمولة التى سيحصل عليها بالإضافة إلى سعر التأمين.
«المال»: أتقصد من ذلك كله أن المنافسة بين شركات تأمين الحياة تتركز فى «حرب العمولات»؟
صلاح: ليس فقط العمولات ولكن أيضا فى المصروفات الإدارية والعمومية التى يتم تحميلها على القسط التأمينى، خاصة فى تأمين التجزئة أو الـ«Retail».
«المال»: قلت إن شركة التأمين التى تزاول نشاط الحياة تعمل على ترشيد الإنفاق من خلال خفض المصاريف الإدارية والعمومية مقابل زيادة تكاليف الإنتاج، وهو ما قد يهدد استمرارية العنصر البشرى التابع للجهاز الإدارى أو الفنى لاسيما وإن كان متخصصا أو لديه خبرة جيدة، فكيف يتم التعامل مع هذا التحدي؟
صلاح: أتفق معك، وهذا التحدى يجب التعامل معه بحرص حتى لاتكون تكلفة الترشيد أعلى من عوائده أو تكون سببا فى خسارة مورد بشرى كفء، وأعتقد أن التكنولوجيا ونظام التحول الرقمى قد يكون له دور فى هذا الأمر مثل الإصدار والاكتتاب والتحصيل الإلكترونى، ومن ثم فقد يتم إعادة هيكلة بعض الإجراءات الإدارية والورقية مما يوفر المصاريف الإدارية، بما يحد من الضغط على العنصر البشرى، وفى نفس الوقت تتوفر مساحة من سخاء الإنتاج أو عمولة الإنتاج لجذب الوسطاء.
«المال»: لكى نكون جزءًا من زيادة الوعى، ما المبلغ الذى يمكن للعميل أو الفرد ادخاره يسمح له بشراء وثيقة تأمين حياة؟
صلاح: دعنى أسأل السؤال بشكل عكسى، بمعنى كم من المال يستطيع العميل ادخاره شهريا وبناء عليه ، حيث إن دورنا الآن فى المهندس لتأمينات الحياة خدمة العميل وتصميم المنتجات الملائمة له.
«المال»: شركات التأمين سابقة ام لاحقة للخطر، أقصد أن سجالًا تم بين الشركات حول أحقية العميل فى الحصول على المطالبة نتيجة الوفاة بسبب كورونا، والذى حُسم فى النهاية لصالح أحقية العميل، مما يطرح التساؤل حول عمل شركات الحياة هل هى لاحقة لظهور الخطر أم سابقة له استشرافًا بالمستقبل؟
صلاح: شركات الحياة لاتضرب الودع لتعرف المستقبل الخاص بالأوبئة والأمراض، خاصة الشركات التى تزاول الحياة فقط دون الطبى، ولكن هناك اتفاقيات لإعادة التأمين وهناك الشروط العامة والخاصة لوثائق التأمين المعتمدة من الرقابة المالية، والتى تنص على استثناء الأوبئة والكوارث من الأخطار التى يحق للعميل صرف مطالبته أو تعويضه فى حالة تعرضه لها، لأن التسعير فى شركات الحياة يتم وفق جدول الحياة والوفاة لاحتمالات الوفاة الطبيعية وليس نتيجة الأوبئة أو الأمراض السابقة أو الأخطار غير الطبيعية وعليه طالما لم يتطور الأمر إلى وباء بشكل رسمى أو كارثة صحية فيتم صرف التعويض مثلما حدث فى تعويضات كورونا والتى تم صرفها بالكامل من شركتنا.
«المال»: لماذا ترفض شركات تأمين منح العميل وثيقة التأمين للاطلاع عليها قبل التوقيع عليها؟
صلاح: شركات التأمين أم مندوبين عنهم؟
«المال»: أليس مندوبوهم ممثلين عنهم؟
صلاح: لا أنكر أن هناك نسبة ولكنها ضئيلة للغاية قد تتصرف بشكل يسيئ لصناعة التأمين باتباع أساليب غير احترافية نتيجة قلة الخبرة، وهذا موجود فى كل مجال.
«المال»: إذًا هل يحق للعميل الإطلاع على وثيقة الحياة قبل موافقته على إصدارها؟
صلاح: بالتأكيد بل يجب عليه ذلك، بالإضافة إلى المكالمة التليفونية له من خدمة العملاء والتى تشرح له كافة بنود وشروط الوثيقة فور تقديم الطلب وقبل الإصدار.
قمت بصرف مطالبة لورثة عميل أخفى عن زوجته زواجه من أخرى
«المال»: ما أغرب أو أصعب مطالبة قام مصطفى صلاح بصرفها أو تعرض لها؟
صلاح: توفى عميل وقامت أسرته بإجراءات صرف المطالبة ومنها استكمال بعض المستندات المسوغة للصرف مثل الإعلام الشرعى من المحكمة المختصة حيث كان بند المستفيدين فى الوثيقة هو الورثة الشرعيين، وأثناء استلام المستندات فوجئنا بزوجة أخرى ولديها أبناء أيضا من نفس العميل دون أن يعلم أحد، وحصلت على إعلام شرعى لنفس المتوفى من محكمة أخرى، ولم تكن الزوجة الأولى تعلم أنه متزوج من الأخرى، وحينما تعرضنا لهذا الموقف والتأكد من المستندات المتاحة مع الزوجتين، تم عرض الأمر على المحكمة المختصة التى قامت بالتصرف فى الموضوع بتقسيم المطالبة على الأسرتين لأحقيتهما فيه بموجب إعلام شرعى مُجمع، وكلا الأسرتين «كادا» أن يشتبكا أثناء صرف المطالبة.
«المال»: ما أسهل مطالبة قمت بصرفها؟
صلاح: أى مطالبة مكتملة المستندات بغض النظر عن مبلغها.
دراسة منتجين جديدين وتطوير حزمة البرامج المتاحة حاليًا
«المال»: المنتجات الجديدة التى يتم دراستها حاليا؟
صلاح: لديها 15 منتجًا تأمينيًا وهو عدد كاف، وهو من أكبر أعداد التغطيات داخل شركات الحياة فى السوق المصرية، ومع ذلك توجد منتجات لتغطيتين جديدتين يتم دراستهما حاليًا ومخاطبة الرقابة المالية لاعتمادهما تمهيدا للبدء فى تسويقهما، بالإضافة إلى تطوير المنتجات الخمسة عشر المتاحين أو على الأقل تطوير الأكثر رواجًا فيهم من حيث الشروط والأسعار.
استهداف 40% نموًا بمحفظة الأقساط العام الجارى والنسبة السنوية لن تقل عن 20 %
«المال»: ما حصيلة الأقساط التى حققتها المهندس لتأمينات الحياة فى العام المالى( 2020/ 2021) المنتهى فى يونيو الماضى والمستهدف فى العام المالى الحالى 2021/ 2022؟
صلاح: حققت المهندس لتأمينات الحياة حصيلة أقساط مباشرة بلغت 103 ملايين جنيه فى العام المالى الماضى بمعدل نمو قدره %14 وتستهدف نموًا نسبته %40 العام المالى الحالى، على أن لا تقل نسبة النمو السنوية بعد ذلك بدءًا من العام المالى المقبل عن 30 أو %20 فى أسوأ الأحوال.
إعادة هيكلة الفروع والتركيز على الفرص المتاحة فى كل منطقة جغرافية
«المال»: هل هناك توسعات جغرافية للمهندس لتأمينات الحياة الفترة المقبلة؟
صلاح : تمتلك الشركة 15 ذراعًا جغرافية، فى أغلب محافظات الجمهورية، وخطتنا المستقبلية مرتبطة بإعادة هيكلتها فى ضوء خطة تسويقية وبيعية تستهدف كل منطقة جغرافية على حدة.