منهجًا مغايرًا لباقى اللاعبين فى السوق، عبر التركيز بشكل أساسى على أدوات الدين التى لم تكن ضمن الأهداف الرئيسية للمنافسين.
واستغلت شركة مصر كابيتال فضاء ساحة أدوات الدين بالاستحواذ على الحصة السوقية الأكبر من تلك الإصدارات، وتسعى حاليًا لإيجاد منتجات جديدة، وإضافة آفاق للسوق عبر ضم فئات مختلفة من العملاء.
وأوضح خليل البواب، الرئيس التنفيذى لـ «مصر كابيتال» فى حواره الموسع مع برنامج CEO Level، الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة «المال»، رحلة صعود الشركة التى استغرقت سنوات قليلة، فضلًا عن خططها المستقبلية التى تتضمن التوسع فى أنشطة أدوات الدين، إلى جانب الاستثمار المباشر فى التعليم والصحة.
● حازم شريف: فى البداية أرحب بكم فى حلقة جديدة من برنامج CEO Level، وضيفنا اليوم يتبوأ منصب الرئيس التنفيذى لواحد من أكبر بنوك الاستثمار فى مصر، وهو خليل البواب، الرئيس التنفيذى لشركة مصر كابيتال.
من المعروف أن مصر كابيتال متخصصة فى إدارة الاصول وأدوات الدين، أريد معرفة كيف بدأت الشركة أعمالها؟
خليل البواب: لقد تم تأسيس الشركة سنة 2010، والمالك الأساسى لها كما هو معروف هو بنك مصر المؤسس منذ نحو 100 عام، عن طريق طلعت باشا حرب، والذى له باع طويل فى الاستثمار المباشر فى مصر.
وفى عام 2013 تم بدأ نشاط إدارة الأصول، ثم فى عام 2018 قرر مجلس الإدارة تحويل الشركة التى كانت تسمى «مصر المالية للاستثمارات» إلى بنك استثمارى متكامل، وبعد دراسة السوق ظهر أنه توجد مساحة كبيرة للتركيز على أدوات الدين، وهو ما تم فعليًا، ونستطيع الآن أن ندعى أننا بنك الاستثمار رقم واحد المتخصص فى أدوات الدين.
ومنذ بدء العمل فى 2018، وانضمام فريق العمل للشركة كانت هناك إدارة الأصول ومحفظة الاستثمارات المباشرة، وبلغ حجم الأصول المدارة آنذاك نحو 1.2 مليار جنيه، وهو مبلغ متواضع نسبيًا، ولكن كان هناك شيء مميز يتمثل فى أن الشركة كانت تدير صندوقى أسهم لمؤسسة بنك مصر يمثلان نحو %25 من سوق صناديق الأسهم، وأيضًا صندوق متوزان يستحوذ على حصة سوقية بـنحو %50 من هذا النوع من الصناديق.
وكانت الخطة هى أن يتم تجميع كل الصناديق التابعة لبنك مصر تحت إدارة شركة مصر كابيتال.
وعند بدء العمل فى الشركة، كان عدد الزملاء يبلغ حوالى 10 فقط، ولكن الآن وصل العدد إلى 85.
ونحن ندير حاليًا أصولًا بنحو 31 مليار جنيه، للعديد من المؤسسات على رأسها بنك مصر، وحصتنا السوقية فيما يتعلق بصناديق الاستثمار تتخطى الـ%35.
نطمح فى رفع الأصول المدارة إلى 40 مليار جنيه بمنتصف 2022
● حازم شريف: كيف تتوزع أصولكم المدارة، أى ما نسب صناديق الاستثمار إلى المحافظ، وما نسب الأصول المدارة لصالح بنك مصر إلى المؤسسات الأخرى؟
خليل البواب: تبلغ قيمة الصناديق نحو 25 مليار جنيه والباقى محافظ، ولدينا مستهدف لرفع قيمة أصولنا المدارة إلى 35 مليار جنيه بنهاية السنة الحالية، على أن تصل إلى 40 مليار جنيه فى النصف الأول من 2021.
ونستطيع أن ندعى أننا أكبر مدير أصول فى مصر، كما أننا ضمن أكبر 30 مديرى استثمار فى المنطقة طبقًا لتقييم مؤسسة فوربس الشرق الأوسط.
ولدينا هدف يتمثل فى تطوير السوق، وليس فقط الاستحواذ على حصة سوقية كبيرة، إذ نسعى دائمًا لإيجاد أفكار جديدة، وما يساعدنا على ذلك هو حصولنا على رخصة تلقى اكتتابات وثائق صناديق الاستثمار.
وأود الكشف فى البرنامج عن خطة جديدة تتمثل فى أننا نستعد لإطلاق أول صندوق لأدوات الدين تحت شركة مصر كابيتال، وسيكون اسمه « كل شهر»، والهدف من ذلك هو تطوير سوق أدوات الدين فى مصر، إذ إن آخر صندوق أدوات دين تم إنشاؤه فى مصر كان عام 2013، أى منذ 8 سنوات.
وصندوق كل شهر سيكون مخصصًا لعملاء بنك مصر ومصر كابيتال، ويبلغ رأسماله الأولى نحو 100 مليون جنيه، ومستهدف أن يصل مستقبلًا إلى 1.5 مليار جنيه.
● حازم شريف: ولماذا تقصرون الأمر على عملاء بنك مصر ومصر كابيتال، هل لذلك علاقة بعملية تلقى الاكتتابات؟
خليل البواب: سيتم تلقى الاكتتاب فى الصندوق الجديد عبر بنك مصر، وشركة مصر كابيتال.
وبنك مصر لديه قاعدة عملاء عريضة جدًا، ما يتيح إمكانية الاعتماد عليهم فقط فى البداية، لكن لا يوجد ما يمنع أن يتم ترويج الصندوق لدى مؤسسات أخرى فى مرحلة لاحقة.
● حازم شريف: إذن يجب أن أفتح حسابًا فى بنك مصر لكى أكتتب فى الصندوق؟
خليل البواب: نعم فى بنك مصر أو فى شركة مصر كابيتال، والاكتتاب فى الصندوق سيكون يوميًا، والاسترداد شهريًا، ومن المتوقع أن يحقق عائدًا متميزًا أعلى من الصناديق النقدية فى السوق، إذ سيستثمر أمواله فى أذون الخزانة والسندات والصكوك السيادية، وأيضًا إصدارات توريق للشركات.
● حازم شريف: سأعود لأكرر سؤالى السابق: ما حجم الأصول المدارة لصالح بنك مصر من إجمالى محفظتكم؟
خليل البواب: نحن ندير لبنك مصر 8 صناديق استثمار، بأحجام إجمالية فى حدود 25 مليار جنيه، واعتمادنا الأساسى ليس على بنك مصر وحده، ولكنه كمؤسسة كبيرة يتيح لنا قاعدة عملاء تصل إلى 15 مليون عميل و760 فرع.
كما أن شركة مصر كابيتال تقدم خدمات للشركات الأخرى، مثل إدارة الاستثمارات وحلول التمويل، وستضيف قطاعًا جديدًا أيضًا، وهو إدارة الثروات.
إذ إن هدف الشركة هو تقديم كل الحلول الاستثمارية لكل أنواع العملاء بمختلف درجات تقبلهم للمخاطرة، ولدينا فريق عمل شارك فى تأسيس العديد من الصناديق فى مصر وأوروبا.
نعمل على بناء أنظمة معاشات تكميلية تناسب العديد من العملاء
● حازم شريف: ذكرت أن الشركة لديها خطط طموحة لزيادة حجم الأصول المدارة، وأنها تعمل على خلق منتجات جديدة للسوق، وبالفعل تميزتم فيما يتعلق بأدوات الدين، فهل لديكم خطط للتوسع فيما يتعلق بالأسهم أيضًا، سواء من خلال إنشاء صناديق استثمار أو غيره؟
خليل البواب: إذا نظرنا لسوق المال المصرية سنجد أن %95 من صناديق الاستثمار تتخصص فى أدوات الدين، فى حين أن نسبة الاستثمار فى أدوات الدين إلى الأسهم لدى شركة مصر كابيتال هى %80 إلى %20، أى أنها صحية أكثر من السوق.
وسنعمل فى الفترة المقبلة على إيجاد منتجات جديدة للمستثمر طويل الأجل، إذ نسعى لبناء أنظمة معاشات تكميلية تناسب العديد من العملاء، وأعتقد أنه إذا تم تفعيل ذلك بطرق واضحة وسهلة فيوجد فرصة كبيرة للنجاح، ما يصب بدوره فى تطوير السوق.
سوق الأسهم مرت بوعكة مؤقتة.. ولكن ستحقق عوائد كبيرة فى الأعوام الثلاثة المقبلة
وأعتقد أنه رغم مرور سوق الأسهم بوعكة مؤقتة فإن التوقعات لعوائدها عالية جدًا خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، وشركتنا كمستثمر مؤسسى تركز على الأساس المالى للشركات، ونتبع سياسة استثمارية طويلة ومتوسطة الأجل فيما يتعلق بالاستثمار فى الأسهم.
● حازم شريف: الشخص العادى الذى يرغب فى الاستثمار فى أدوات الدين، أين عليه أن يذهب: هل يتجه إلى صندوق استثمار أم إلى شركة وساطة فى أدوات الدين؟
خليل البواب: الحد الأدنى للاكتتاب فى الصناديق صغير، ويبلغ 10 آلاف جنيه، وهى تتيح إمكانية الاكتتاب يوميًا والاسترداد كل شهر.
أما الحد الأدنى للاستثمار من خلال شركة وساطة الدين هو 25 ألف جنيه، ونحن فى مصر كابيتال اهتممنا أيضًا بنشاط السمسرة فى أدوات الدين، فمنذ بداية النشاط نفذنا عمليات بنحو 70 مليار جنيه، ونستهدف الوصول إلى 300 مليار سنويًا.
ونقدم خدماتنا لبنوك وصناديق استثمار ومحافظ وشركات التأمين، كما نعمل على إيجاد منتجات تناسب كل شرائح المستثمرين، بما فيها متناهى الصغر، إلى جانب الصغير والمتوسط والكبير والشركات أيضًا، فضلًا عن منتجات بنسب مخاطر متنوعة، من خلال تعيين متخصصين لتحديد قدرة العملاء بأنواعهم المختلفة على تحمل المخاطر، وذلك من خلال طرق علمية تتضمن استطلاعات وفهم احتياجات العميل وأهدافه.
ويمكننى القول إننا متخصصون فى إيجاد الحلول الاستثمارية بجميع أنواعها، وذلك يأتى فى إطار تحقيق هدف رفع الأصول المدارة إلى 40 مليار جنيه.
كما أن الهدف الآخر لدى مصر كابيتال هو تطوير صناعة أدوات الدين فى مصر، إضافة إلى تعظيم أعمال نشاط السمسرة فى أدوات الدين، ونحن حاليًا نغطى السوق المصرية بجميع أنواع أدوات الدين الموجودة فيها، كما أن السندات الدولارية للحكومة المصرية ستكون ضمن المنتجات التى سنغطيها.
ومن ضمن أنشطتنا أيضًا مجال بنوك الاستثمار وترتيب الديون، ولقد نفذنا نحو %60 من إصدارات سندات التوريق بالسوق المصرية، و%50 من إصدارات الصكوك خلال عام 2020، إذ نتولى مهمة المستشار المالى أو مدير ومنسق الإصدار، ولدينا مجموعة من ضامنى التغطية، وعلى رأسها بنك مصر.
كما أننا نتعاون مع مستشارين آخرين للإصدارات، وبالفعل لدينا شراكة مع مجموعة كونتكت، وقمنا بإطلاق أول صندوق لشركة ثروة لتأمينات الحياة، وكان باكورة الصناديق التى نديرها للغير.
ورغم أن معظم المستثمرين المتخصصين فى هذه الإصدارات هى البنوك، ولكننا تمكنا من إدخال مجموعة عريضة من المستثمرين الآخرين، فنحن نسعى لتنويع قاعدة المستثمرين فى هذه الأوعية، وأيضًا قاعدة المصدرين.
ومن الضرورى أيضًا أن أشير إلى الدعم الكبير من جانب الهيئة العامة للرقابة المالية، إذ إننا فى تواصل دائم، وهى دائمًا ما تستجيب إلى مطالبنا لتحقيق هدف تطوير السوق.
● حازم شريف: لقد حققتم نجاحًا فيما يتعلق بأدوات الدين، وهو ما ظهر فى الاستحواذ على الحصة السوقية الأكبر، فهل تفكرون فى التوسع بالأسواق الإقليمية؟
خليل البواب: لا أستطيع أن أستبعد هذا الأمر، ولكن السوق المصرية جاذبة جدًا للاستثمار فى الأسهم وأدوات الدين، وتوجد مساحة كبيرة جدًا لتطوير السوق، والأرقام تؤكد ذلك، ونحن نرى شهية كبيرة من مستثمرين أجانب وعرب تجاه الفرص المتاحة بالسوق المحلية، بدليل أن استثمارات الأجانب فى أدوات الدين المصرية تتعدى 25 مليون دولار، ويوجد نقاش حول البدء فى بيع إصدارات الشركات العاملة فى مصر أيضًا للأجانب.
● حازم شريف: وإلى أين وصل النقاش بهذا الأمر؟
خليل البواب: إنها عملية طويلة، فجذب المستثمر الأجنبى يتطلب وجود تداولات كبيرة، وتطويرًا للسوق الثانوية، ويوجد تواصل بين شركة مصر كابيتال وجمعية مصدرى ومستثمرى أدوات الدين – التى أتشرف بعضويتها – مع الهيئة العامة للرقابة المالية وإدارة البورصة المصرية لتطوير السوق الثانوية للسندات، وبالفعل تم إصدار قرارات فى هذا الشأن.
أما حول احتمالية التوجه لأسواق خارجية فمؤكد سيكون هناك اتجاه لذلك مستقبلًا، ولكن حاليًا نحن نركز على تطوير السوق المصرية أكثر، فتلك مهمة وطنية تصب فى مصلحة الاقتصاد.
● حازم شريف: أود الانتقال إلى ملف الاستثمار المباشر، فعندما استلمتم الشركة كانت لديها محفظة مساهمات فى مجموعة من الشركات إلى جانب بنك القاهرة، ما هى خططكم فيما يتعلق بالمحفظة القديمة؟
خليل البواب: المحفظة القديمة ليست ثابتة، بل نتحرك فى مساهماتنا وفقًا لكل حالة، فقد نرفع الحصص أحيانًا أو نتخارج فى أحيان أخرى.
● حازم شريف: إذن ما الاستثمارات المرشحة للتخارج أو العكس التى يمكن زيادة نسب المساهمة بها؟
خليل البواب: حجم تلك المحفظة يصل إلى 12 مليار جنيه، وهى موزعة بين كيانات متداولة فى البورصة وأخرى غير متداولة، ونعمل على إعادة تقييم ودراسة المساهمات المختلفة حاليًا.
ولا يوجد ما يمنع الدخول فى استثمارات جديدة، لكن الهدف الأساسى لدينا حاليًا هو بناء بنك استثمارى، إلى جانب إدارة استثمارات لصالح الآخرين، لذا تم اختيار قطاعين مهمين للاستثمار المباشر، عبر منصتى الرعاية الصحية ولايت هاوس للاستثمار فى التعليم.
● حازم شريف: قبل المضى قدمًا فى الاستثمار المباشر أود العودة إلى أدوات الدين، عبر السؤال عن هل توجد إصدارات جديدة قريبة سواءً مع كونتكت أو غير ذلك؟
خليل البواب: لدينا تعاقدات فى الصكوك حاليًا تتعدى 7 مليارات جنيه، وأخرى تتعدى 3 مليارات لسندات توريق وسندات شركات.
● حازم شريف: وهل ستكون هناك أنواع متطورة أو معقدة نسبيًا من السندات، مثل القابلة للتحويل convertible bonds؟
خليل البواب: بالتأكيد فى السنوات المقبلة ستكون هناك سندات متطورة مثل الـ convertible bonds والسندات الخضراء وغيرها، ولكن فى الفترة الراهنة نركز فقط على التوسع فى الإصدارات البسيطة.
نعمل على إصدار ضخم بقيمة 3.5 مليار جنيه.. وتوريق قريب بحوالى 650 مليوناً
والإصدارات التى نعمل عليها بعضها لشركات مدرجة، وأخرى خارج البورصة.
وقريبًا سيتم إصدار توريق بحوالى 650 مليون جنيه، ولقد نفذنا فى الفترة الماضية إصدار صكوك لشركة كونتكت بقيمة 2.5 مليار جنيه، إضافة إلى إصدار آخر لصالح شركة بالم هيلز بقيمة 880 مليون جنيه، وأيضًا 1.1 مليار جنيه لشركة التوفيق للتأجير التمويلى.
ونعمل حاليًا على إصدار ضخم بقيمة تقارب 3.5 مليار جنيه.
مليار جنيه مستهدف الإغلاق الأول لمنصة الرعاية الصحية.. وخطة للوصول إلى 6 مليارات جنيه خلال 4 سنوات
● حازم شريف: بالعودة للاستثمار المباشر نود معرفة تفاصيل أكثر عن استثماراتكم فى التعليم والصحة؟
خليل البواب: مبدئيًا لقد أسسنا منصة الاستثمار فى الرعاية الصحية، وهى «نايل مصر هيلث كير»، وتم البدء فعليًا فى الجولات الترويجية لجمع رأس المال، والتى لاقت قبولًا كبيرًا من مستثمرين مصريين وخارج مصر أيضًا.
ونتلقى طلبات كثيرة جدًا لدراسة فرص متعددة فى قطاع الرعاية الصحية، ومن المستهدف أن يتم تنفيذ الإغلاق الأولى خلال الربع الأول من العام المقبل، وذلك بقيمة مليار جنيه، ومستهدف رفع رأس المال إلى 6 مليارات جنيه خلال سنتين إلى 4 سنوات، وتبلغ مدة الاستثمار 10 سنوات.
ونحن نسير بالتوازى بين الترويج لجذب مساهمات وأيضًا دراسة الفرص الاستثمارية، وجارٍ دراسة أكثر من 20 فرصة فى مصر وأفريقيا للاستثمار بها عبر المنصة، وذلك حتى يتم تقديم صورة واضحة للمستثمرين.
وتعمل المنصة حاليًا على صفقة سيتم إغلاقها قريبًا، والنموذج الاستثمارى لـ«نايل مصر هيلث كير»، يتمثل فى الاستحواذ على كيانات ودمجها تحت مظلة واحدة بغرض تقديم أفضل مستويات للرعاية الصحية، ويقودها الدكتور طارق محرم الرئيس التنفيذى لمراكز ومعامل النيل.
● حازم شريف: فهمت أنكم تريدون الدخول فى استحواذات بحصص حاكمة ثم دمج الفرص مع بعضها؟
خليل البواب: نعم هدفنا هو اقتناص حصص حاكمة، وقد نفضل أيضًا أن ندخل بـ%100 فى بعض الأحيان، بغرض بناء كيان كبير وتقديم خدمة أفضل.
500 مليون جنيه قيمة الإغلاق الأول لمنصة لايت هاوس للتعليم
● حازم شريف: ننتقل إلى منصة الاستثمار فى التعليم أو صندوق لايت هاوس، فما التفاصيل المالية الخاصة به؟
خليل البواب: حجم الصندوق المستهدف يبلغ حوالى 1.75 مليار جنيه، والإغلاق الأول 500 مليون جنيه، ويوجد كيانات كبيرة جدًا دخلت المنصة، وهى الصندوق السيادى، وبنك مصر، ومصر القابضة للتامين، وأود أيضًا شكر الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والصندوق السيادى على دعم المنصة.
وقد تم تأسيس شركة الإدارة ما بين مصر كابيتال ولايت هاوس، والمهندس حسام قبانى الذى له باع طويل فى مجال التعليم.
● حازم شريف: هل دخول الصندوق السيادى يفرض استراتيجية معينة لمنصة لايت هاوس؟
خليل البواب: لا إطلاقًا، الصندوق ملتزم باستراتيجية مصر 2030، التى تتضمن الاهتمام بالتعليم وبالاستثمارات المستدامة، وكل ما فى الأمر أن الأهداف تلاقت.
ومنصة لايت هاوس تعتبر فريدة من نوعها، إذ تركز على تقديم خدمات تعليمية لمتوسطى الدخل بجودة عالية، فمصر لديها أكثر من 23 مليون طالب فى مراحل التعليم الأساسى، و%10 منهم ملتحقون بالتعليم الخاص.
● حازم شريف: كيف ستعمل منصة لايت هاوس، هل من خلال تنفيذ عمليات استحواذ على كيانات قائمة أم تأسيس أخرى جديدة؟
خليل البواب: فى البداية هنستحوذ على كيانات قائمة، وبمراحل متقدمة يمكن أن نتجه للتأسيس، خاصة فى بعض المحافظات التى قد لا تتوافر فيها فرص مواتية، إذ إننا لا نستهدف فقط القاهرة والإسكندرية، وإنما نسعى أيضًا للتواجد فى محافظات أخرى.
● حازم شريف: هل الشراكة مع الصندوق السيادى قد تتيح لكم استغلال أصوله فى بناء المدارس على سبيل المثال؟
خليل البواب: لا فالصندوق السيادى مستثمر معنا فى المنصة، وهذا ليس مطروحًا الأن.
● حازم شريف: وما أقرب صفقات منصة لايت هاوس؟
خليل البواب: جارٍ تأسيس شركة الإدارة ودراسة العديد من الفرص الاستثمارية، ولن يتم تنفيذ صفقات فى الأجل القصير، من المحتمل مطلع العام المقبل، كما أننا نستهدف الوجود مع بداية العام الدراسى 2022/ 2023.
● حازم شريف: هل التعليم الجامعى مطروح ضمن منصة لايت هاوس؟
خليل البواب: لا ليس مطروحًا.
● حازم شريف: ما القطاع الجديد المطروح للاستثمار المباشر فى الفترة المقبلة؟
خليل البواب: فى الوقت الحالى كل الموارد موجهة للتعليم والرعاية الصحية، ولا توجد خطط متوسطة وقصيرة الأجل لدخول قطاعات أخرى، ولكن بالتأكيد سيتم إنشاء منصات أخرى مستقبلًا.
● حازم شريف: فى الجزء المتبقى من الحلقة أود الحديث معك عن مجال التكنولوجيا المالية، والتى تحقق عوائد كبيرة جدًا، ما خططكم فيما يتعلق بالتكنولوجيا المالية؟ وما أيضًا خططكم للاستفادة من التكامل ما بين الأنشطة المختلفة؟
خليل البواب: مجال التكنولوجيا بالتأكيد فرصة واعدة جدًا، ويمكن أن يتم تقديم منتجات عديدة بالاستعانة بالتكنولوجيا، وهذا لا يرتبط بجائحة كورونا، ولكنه كان ضمن خطة الشركة الأولية فى عام 2018، وعلى سبيل المثال فإنه جارٍ تقديم نشاط السمسرة من خلال تطبيق إلكترونى.
والتكنولوجيا عادة ما تسهل وصول الشركات لقاعدة كبيرة من العملاء، ما ينعكس بدوره على تعظيم العوائد، ونعمل على منتجات جديدة ستمكننا من الوصول إلى المستثمر الصغير ومتناهى الصغر أيضًا، ولكننا فضلنا فى الفترة الماضية التركيز على بناء أساس أنشطة الشركة، ثم المضى قدمًا بالتكنولوجيا المالية، خاصة أننا ننتظر صدور قانون الفينتيك، الذى سيوضح ماهية الرخص التى يمكن الحصول عليها بهذا المجال، وأستطيع تأكيد أن مؤسسة بنك مصر مهتمة جدًا بالتكنولوجيا المالية.
● حازم شريف: ولكننى أسأل عن مصر كابيتال، وما إذا كانت هناك خطط لإنشاء صندوق متخصص بقطاع التكنولوجيا مستقبلًا؟
خليل البواب: هذا ليس مطروحًا فى خطتنا حاليًا، ولكننا نرحب بالطبع بأية أفكار فى المجال، ويمكن أن ندعمها.
● حازم شريف: وماذا عن شكل التكامل بين الأنشطة المختلفة لشركة مصر كابيتال؟
السمسرة فى أدوات الدين وبنوك الاستثمار هما نشاطان مكملان لبعضهما بالطبع، فنشاط بنوك الاستثمار يركز على السوق الأولى، والسمسرة يركز على الثانوية.
● حازم شريف: دائمًا ما كنت أفكر لماذا لا يتم إنشاء صندوق استثمار مباشر يتيح دخول صغار المستثمرين لذلك النشاط والاستفادة من عوائده المجزية؟
خليل البواب: فكرة جيدة، ولكن طبيعة هذا الاستثمار تتضمن مخاطر عالية، وأيضًا حجزًا للسيولة لفترات طويلة، وهى أمور قد لا يتحملها المستثمر الصغير، والذى يمكنه الدخول فى هذا المجال بشكل غير مباشر عبر صناديق التأمين الخاصة على سبيل المثال.
● حازم شريف: هل تقصد أن مخاطر الاستثمار فى صندوق تعليم أو صحة أكبر من البورصة؟
خليل البواب: أقصد أن شكل صندوق الاستثمار المباشر معقد نسبيًا، بالنسبة لنا لقد وقع اختيارنا على قطاعات واعدة ذات مخاطر محدودة، ولكن ما أعنيه هو أن على المستثمر بصناديق الاستثمار المباشر تحمل ربط أمواله لفترات قد تتراوح بين 7 و10 سنوات، وهو ما لا يناسب المستثمر الصغير الذى يفضل البورصة المصرية والشهادات البنكية والصناديق، إذ تتيح الدخول والخروج باستمرار.
وأرى أنها فكرة جيدة، لكن الإطار العام ليس مناسبًا لذلك، ولكن إذا توافرت سهولة الدخول الخروج فيمكن أن أنصح المستثمرين بالدخول فى هذه النوعية من الاستثمارات.
وبالطبع لدينا مستثمرون أفراد فى بعض تلك المنصات، ومن المؤكد أنه يمكن الاستعانة بعملاء مجال إدارة الثروات فى هذا النوع من الأعمال.
● حازم شريف: هل يمكن إنشاء مكاتب فى أفريقيا لشركة مصر كابيتال فى أى من القطاعات التى تعمل بها؟
خليل البواب: ليس فى القريب العاجل، فلسنا جاهزين بعد، وفى الوقت المناسب سيتم ذلك بالتأكيد.