اتجهت أنظار العالم نحو مدينة شرم الشيخ التى شهدت أمس انطلاق فعاليات مؤتمر المناخ «cop 27» بحضور أكثر من 40 ألف شخص يمثلون 198 دولة للمشاركة فى الحد من تأثير التغيرات المناخية التى تطال دول العالم، وتتحدث فيه مصر نيابة عن البلدان الأفريقية لمطالبة الدول الكبرى بالوفاء بالتزاماتها وتمويل قضايا المناخ.
وانتخبت دول العالم أمس مصر لتولى رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 27» لمدة عام.
وأكد سامح شكرى وزير الخارجية، خلال الجلسة الافتتاحية أمس أن قمة المناخ تدعو العالم للانتقال من مرحلة التفاوض إلى مرحلة تنفيذ التعهدات والوعود، منوها بأن مصر لن تدخر جهدا لتوفير أفضل الظروف للمساهمة فى نجاح المؤتمر.
واطلعت «المال» على قائمة المتحدثين فى مؤتمر المناخ اليوم وغدا والتى تشمل مشاركة أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة ليحظى بحضور قوى وفعال مقارنة مع المؤتمرات السابقة، وفى مقدمتهم رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد والذى تستضيف بلاده «cop 28» المقبل، والأميرمحمد بن سلمان ولى العهد السعودى ورئيس الوزراء، وعبد الله الثانى ملك الأردن.
وتستعد مصر لإطلاق عدة مبادرات أفريقية خلال فعاليات المؤتمر أبرزها «حياة كريمة لأفريقيا صامدة أمام التغيرّات المناخية» و«أصدقاء تحضير الموازنات الوطنية للدول الأفريقية والنامية» فضلًا عن تنظيم يوم الحلول المصرية والذى يختتم فعاليات مؤتمر «cop27» وكذا إطلاق مشروع الهيدروجين الأخضر الرئاسى.
وقال سامح شكرى رئيس قمة «cop 27» إن دول أفريقيا عانت وتأثرت بالتغير المناخى ولم تسهم فيه، مطالبا بسرعة توفير التمويلات المالية اللازمة للحد من تأثيراته على القارة السمراء.
وتابع إن العالم تعرض للعديد من التداعيات بسبب تغير المناخ أبرزها غرق أجزاء كبيرة من باكستان وحرائق فى الولايات المتحدة، وارتفاع درجات الحرارة فى أوروبا وكل هذا نوع من الخسارة المادية تستدعى التركيز على تحقيق هدف الوصول إلى «صفر انبعاثات».
وأكد أن القمة تنعقد فى ظل توترات سياسية عالمية، تركت آثارها البالغة على دولنا جميعا وترتب عليها أزمات فى الطاقة والغذاء، مطالبا بالتوافق والعمل الجماعى الدولى فى تبنى قضايا المناخ.
من جانبه، قال سيمون ستيل الأمين التنفيذى لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، إن شرم الشيخ ستمثل بداية للتنفيذ بشكل مختلف لاتفاقية باريس.
وأضاف أن تنفيذ الاتفاقية يقع على عاتق الجميع فى كل مكان فى العالم، داعيا إلى تحويل الكلام إلى أفعال وتنفيذ الالتزامات المتعلقة بتغير المناخ.
بينما قال هو سونج لى رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إن التدفقات المالية قليلة مقارنة مع الأهداف المعلنة، مطالبا بالتوسع ورفع الطموحات للتنفيذ.
وكشفت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، أن البرنامج الرئاسى المصرى لمؤتمر«COP 27» يتضمن إطلاق عدد من المبادرات التى تنظر إلى مستقبل أفريقيا، ومنها مبادرة دعم وتمكين المرأة فى القارة السمراء للتصدى ومقاومة آثار تغير المناخ، وإطلاق أول شبكة لوزيرات البيئة الأفارقة لإظهار الوحدة بين تلك الدول.
وتابعت: «بالإضافة إلى إطلاق مبادرة إدارة المخلفات %50 بحلول عام 2050 لأفريقيا خلال يوم الحلول المصرية، والتى تركز على زيادة معدل الجمع والتدوير للمخلفات فى القارة، وإتاحة فرص للشباب للعمل والاستثمار فى هذا المجال، معربة عن تطلعها لمشاركة كينيا فى تلك المبادرات التى تعد وسيلة لتحقيق أهدافنا للقارة الأفريقية».