استعرضت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي اليوم بمدينة العلمين الجديدة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، مؤشرات أداء الاقتصاد المصري خلال العام المالي 2021/2022، ومؤشرات الأداء الاقتصادي عن الربع الأخير من العام.
في مستهل العرض، أشارت هالة السعيد إلى تطورات معدل النمو العالمي، موضحة أنه بعد حدوث تعاف مبدئي في مؤشرات الاقتصاد العالمي خلال عام 2021، بدأت المخاطر المرتبطة بالتطورات السياسية والاقتصادية العالمية تنعكس سلبيا على مؤشرات النمو خلال الربع الثاني من عام 2022، لاسيما مع تنفيذ إجراءات التشديد الاقتصادي لمواجهة الضغوط التضخمية، وكذلك مع حدوث تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين وروسيا.
صندوق النقد الدولي يخفّض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2022 إلى 3.2%
وأضافت السعيد في هذا السياق أن “صندوق النقد الدولي” خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2022 إلى 3.2%، بمقدار 0.4% مقارنة بالتقديرات السابقة في شهر أبريل، ومعدل التضخم العالمي يواصل الارتفاع في العديد من دول العالم، وتم رفع توقعات التضخم العالمي بسبب زيادات قياسية في أسعار الغذاء والطاقة، فضلا عن اختلالات العرض والطلب المتعلقة بأزمة “كورونا”.
وتابعت الدكتورة هالة السعيد أنه من المتوقع أن يسجل متوسط معدل التضخم العالمي 8.3% خلال عام 2022 ليسجل 6.6% في الاقتصادات المتقدمة و9.5% في الاقتصادات النامية، فيما تشير التقديرات إلى عودة التضخم لمعدلات ما قبل “كورونا” خلال عام 2024، في حالة عدم تفاقم الأزمات المُسببة لارتفاع التضخم كتصعيد الأزمة الروسية-الأوكرانية وتداعياتها السلبية على سلاسل الإمداد وأسعار الطاقة والسلع الغذائية.
وقالت الوزيرة: إن مخاطر دخول العالم في ركود تضخمي تتصاعد، مشيرة لما أعلنه “صندوق النقد الدولي” من أن تباطؤ معدلات النمو وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة ينذر بدخول العالم مرحلة جديدة من الركود التضخمي تشبه فترة السبعينيات التي شهد فيها العالم ارتفاعات قياسية في معدلات البطالة وانخفاضا في مستوى الدخل والمعيشة.
وأشارت الوزيرة لاستمرار نمو التجارة العالمية في الربع الأول من العام الجاري لتسجل 7.7 تريليون دولار بزيادة 10% على أساس سنوي، موضحة أن البيانات تشير إلى أن هذا الارتفاع يرجع بشكل كبير لارتفاع أسعار السلع حول العالم، حيث ارتفعت قيمة التجارة حوالي 30% مقارنة بمعدلات ما قبل جائحة “كورونا”.
معدل النمو يرتفع بنسبة 6.6% خلال العام المالي الماضي
اونتقلت الدكتورة هالة السعيد بعد ذلك إلى استعراض مؤشرات أداء الاقتصاد المصري، موضحة أن الاقتصاد المصري نما بمعدل 3.2% خلال الربع الأخير من العام المالي 2021/2022، وهي مؤشرات مبدئية، فيما بلغ معدل النمو خلال العام المالي الماضي 6.6%، مقارنة بـمعدل نمو بلغت قيمته 3.3% خلال العام المالي 2020/2021
وعزت الوزيرة الزيادة في معدل النمو خلال العام المالي الماضي إلى طفرة النمو المُحققة في الشهور التسعة الأولى من العام بواقع 7.8%.
وأضافت: حدث تحسن ملحوظ في كافة الأنشطة الاقتصادية خلال العام المالي 2021/2022، وجاء قطاع المطاعم والفنادق على رأس القطاعات التي شهدت نموا بمعدل 45.5%، تلاه قطاع الاتصالات بنسبة 16.3%، ثم قناة السويس بمعدل 11.7%، فالصناعات التحويلية بنسبة 9.9%، كما شهدت قطاعات: التشييد والبناء، والصحة، والتعليم، معدلات نمو ملحوظة خلال العام المالي الماضي.
في سياق متصل، قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن القطاعات الأكثر إسهاما في الناتج المحلي خلال العام المالي 2021/2022 تمثلت في: الصناعة التحويلية، التجارة، الزراعة، الأنشطة العقارية، الاستخراجات، حيث ساهمت هذه القطاعات بحوالي 60% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.
وفيما يتعلق بنشاط قناة السويس، عرضت الوزيرة تطور الإيرادات الشهرية المُحققة خلال الفترة من يوليو 2021 حتى يوليو 2022، موضحة أن القناة حققت أعلى إيراد لها في شهر يوليو الماضي بمعدل 704 ملايين دولار.
وأشارت الدكتورة هالة السعيد إلى تنامي الحركة بقناة السويس نتيجة السياسات التسويقية التي انتهجتها هيئة قناة السويس في جذب خطوط ملاحية جديدة للعبور من القناة، وانعكاسا لبعض المتغيرات العالمية التي أدت إلى زيادة الوفر الذي تحققه القناة مقارنة بالطرق البديلة في ظل ارتفاع أسعار تأجير السفن ونوالين الشحن وارتفاع أسعار النفط وتغير خريطة التجارة العالمية جراء الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقالت الوزيرة إن معدل البطالة استقر عند 7.2% خلال الربع الأخير من العام المالي الماضي، فيما شهدت معدلات التضخم تصاعدا متأثرة بالاتجاهات التضخمية في العالم، حيث تنامت الضغوط التضخمية إلى مستوى يناهز 15% في شهري يونيو ويوليو الماضيين؛ تأثرا باستمرار تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية، وبصفة خاصة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فيما بلغ معدل التضخم الشهري (على أساس سنوي) المتوسط العام 9.7%.
وعرضت الوزيرة مؤشرات أداء الميزان التجاري خلال الشهور التسعة الأولى (يوليو – مارس) من العام المالي 2021/2022 مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق عليه، مشيرة إلى أنه خلال هذه الفترة نمت الصادرات المصرية (غير البترولية) بنسبة 57.8% فيما زادت الواردات (غير البترولية) بمعدل 29%، وخلال الفترة ذاتها ارتفعت الصادرات البترولية بنسبة 122%، وزادت الواردات البترولية بنسبة 53.4%.