استعرض باسل الحينى، رئيس مجموعة «مصر القابضة للتأمين»، ملامح الخطة الاستثمارية للشركة خلال الفترة الحالية، والقطاعات الاقتصادية التى تستهدفها، ومن بينها الرعاية الصحية، والتمويل متناهى الصغر.
وأجرى الحوار حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، خلال اليوم الثانى لفعاليات مؤتمر الرؤساء التنفيذيين، الذى تنظمه شركة «المال جى تى إم» التابعة لجريدة المال.
كشف باسل الحينى، رئيس مجموعة «مصر القابضة للتأمين»، أنه تم توقيع بروتوكول مع الصندوق السيادى المصرى ليتولى الأخير -عبر صندوق فرعى منه- الترويج لطرح %25 من أسهم شركة مصر لتأمينات الحياة التابعة للأولى.
وأضاف الحينى أن عملية الترويج ستكون لمستثمرين خارجيين، مع إمكانية بيع تلك الحصة مباشرة دون الانتظار للطرح العام فى البورصة.
واعتبر أن شركة «مصر لتأمينات الحياة» جاهزة للطرح فى البورصة منذ فترة طويلة، ولكن ظروف السوق حالت دون تنفيذ ذلك بسبب مرور العالم بجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها، مما أجل عملية الطرح خلال تلك الفترة.
وأوضح أن إجمالى استثمارات الشركات التابعة لمجموعة مصر القابضة للتأمين تقترب من 90 مليار جنيه حاليا، وهى تعتبر أكبر مؤسسة مالية غير مصرفية، ولفت الى أن هناك محفظة استثمارات متنوعة للشركة منها ما هو مباشر وجزء منها عبر سوق الأوراق المالية، وكذلك أدوات الدخل الثابت.
وأكد الحينى أن حجم استثمارات المجموعة وتوابعها فى البورصة يبلغ 10 مليارات جنيه، منها 7 مليارات جنيه تديرها الشركة بنفسها، و3 مليارات جنيه تم إسناد إدارتها إلى مديرى محافظ خارجيين، والذين تم الاستعانة بهم لتنشيط محفظة الاستثمارات فى سوق الأوراق المالية.
وتابع أنه تم الاتجاه لإدارة جزء من المحفظة بشكل مباشر دون الاعتماد على مديرين خارجيين، وبدأتُ هذا الاتجاه شركة مصر لتأمينات الحياة التى استهدفت تدعيم محفظتها عبر الاستثمار بشكل مباشر فى البورصة.
وكشف أن شركته تخارجت من استثمارات كثيرة خلال العامين السابقين، وذلك فى إطار مراجعتها المستمرة لحجم استثماراتها الحالية، ومدى جدواها، والعائد منها، فيما تساهم بحوالى 800 مليون جنيه فى استثمارات مباشرة حاليًّا.
وأوضح أن آخر الشركات التى أسَّسَها وتساهم بها المجموعة هى شركة «مصر للتأمين التكافلى حياة» و«مصر فاينانس» للتأجير التمويلى ومن قبلهم شركة «مصر للتأمين التكافلى- ممتلكات ومسئوليات».
وكشف عن حصول بعض الشركات التابعة على رخص جديدة، من ضمنهم شركة مصر فاينانس التى حصلت على رخصتى تأجير تمويلى وتخصيم، وأيضًا شركة مصر للتأمين التكافلى، والتى حصلت على الرخصة من أسبوعين تقريبًا، ليصل عدد الكيانات التابعة إلى 9.
وأشار الحينى إلى خطة الشركة للاستحواذ على حصة فى إحدى شركات الرعاية الصحية العاملة بنظام الطرف الثالث TPA.
وهنا تدخل حازم شريف بسؤال عن ماهية الأنشطة الأخرى التى تنوى شركة القابضة للتأمين اختراقها خلال الفترة المقبلة، وهل من ضمنها التمويل الاستهلاكى والتمويل متناهى الصغر؟
وردًّا على ذلك، كشف الحينى عن خطة المجموعة لدخول مجال نشاط التمويل متناهى الصغر، متابعًا أنه تم قطع شوط كبير، وفى إطار التقدم للحصول على التراخيص من هيئة الرقابة المالية.
ولفت إلى أن شركته لم تحسم قرارها حتى الآن فى المساهمة فى نشاط التمويل الاستهلاكى، وأكد أن شركته اقتربت من الحصول على الموافقات لإضافة نشاط التمويل العقارى إلى شركتها التابعة مصر فاينانس للتأجير التمويلى.
وسأل حازم شريف: هل يوجد مشروعات جديدة منتظر الدخول فيها خلال الفترة المقبلة تتعلق بقطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم أو غيرها؟
وقال الحينى إن المجموعة تدرس بالفعل المساهمة بصندوق استثمار فى نشاط الرعاية الصحية، وسيتم ضخ 100 مليون جنيه به فى البداية.
وتابع أن شركته ضخت 125 مليون جنيه للاستثمار فى صندوق متخصص فى التعليم، ولكن جارٍ دراسة إعادة هيكلة هذا المشروع بالتعاون مع باقى الشركاء المتمثلين فى بنك مصر والصندوق السيادى فى ظلِّ اختلاف مقومات السوق وارتفاع التقييمات.
والجدير بالذكر أن العام الماضى شهد مراسم توقيع تأسيس منصة «لايتهاوس للاستثمارات التعليمية»، والتى يؤسسها تحالف يضم صندوق مصر السيادى، وبنك مصر، ومجموعة مصر القابضة للتأمين، وبنك قناة السويس برأسمال مستهدف 1.75 مليار جنيه.
وقال الحينى إن مجموعة مصر القابضة للتأمين مهتمة بالاستثمار فى نشاط الرعاية الصحية، موضحًا أن المجموعة نفذت ثلاث تجارب سابقة فى المجال ذاته، ولكنها لم تلق نجاحًا -على حد تعبيره.
وأكد أن المجموعة مستمرة فى الاستثمار بالأنشطة المستهدفة، ومنها الخدمات المالية، وقطعت مصر القابضة للتأمين شوطًا كبيرًا بهذا المجال، قائلا: لدى المجموعة مساهمات فى أكثر من بنك، وندرس توحيدها.
وكشف عن إجراء مباحثات مع عدة جهات لإدارة الاستثمار فى الرعاية الصحية، وتعتزم المجموعة ضخ ما لا يقل عن 100 مليون جنيه فى النشاط، منوهًا أن «مصر القابضة للتأمين» ضخت نحو 125 مليون جنيه فى قطاع التعليم، ولديها شهية لاستثمار المزيد من الأموال.
وألمح إلى أن اختيار البدائل الأنسب لتوحيد مساهمات المجموعة فى البنوك سواء تأسيس شركة أو آلية أخرى ما زال أمرًا سابقًا لأوانه، خاصة أنها فكرة جديدة ظهرت على طاولة المناقشات منذ أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تقريبا.
وتابع أن «مصر القابضة للتأمين» لديها مساهمات فى أكثر من بنك، منها الشركة المصرفية العربية الدولية SAIB، وإيجى بنك، وميد بنك، وبنك البركة وغيرها، وأغلبها يمتلك مقاعد فى مجلس إدارة المجموعة.
ولفت إلى أن المجموعة تدرس كذلك رفع حصتها فى أحد البنوك خلال المرحلة المقبلة، ولكنه رفض تسميته فى إطار تنويع استثمارات المجموعة، وتعظيم العائد عليها.
على صعيد آخر، أكد أن منتج «معاش بكرة» الذى أصدرته شركتها التابعة مصر لتأمينات الحياة عبر فروع البنك الأهلى جيد ومناسب للتقاعد، إذ يمنح العميل معاشًا تكميليًّا عند بلوغ سن التقاعد، لافتا إلى أن هناك منتجًا مشابهًا كذلك يتم بيعه عبر فروع البنك الزراعى المصرى.
والجدير بالذكر أن وثيقة «معاش بكرة» التى طرحتها شركة مصر لتأمينات الحياة عبر فروع البنك الأهلى متاحة للأشخاص من سن 18 عامًا وحتى 59 عامًا، ويبلغ الحدد الأدنى لمدة الوثيقة، ويُصرف المعاش إما دفعة واحدة أو عبر معاش شهرى ثابت يصرف لمدة 10 أو 15 سنة، وذلك عند بلوغ الشخص سن الاستحقاق المتفق عليه (50 أو 55 أو 60 أو 65 عاما).
ويصرف المعاش كذلك فى حالة وفاة العميل أو إضابته بعجز كلى، كما يُصرف المعاش أيضًا فى حالة وفاة المؤمن عليه أو الإصابة بعجز كلى قبل بلوغه سن الاستحقاق، ويبلغ الحد الأدنى لقسط التأمين الواحد هو 500 جنيه، والحد الأقصى 60 ألف جنيه لكل وثيقة خلال العام، ويتم احتساب مبلغ التعاقد أو الدفعات المضمونة وفقًا لعمر المؤمن عليه فى تاريخ سداد أول قسط وتاريخ الاستحقاق المحدد فى الوثيقة، كما يمكن للعميل الحصول على 4 وثائق بحد أقصى وثيقة لكل سن استحقاق 50 أو 55 أو 60 أو 65 سنة، فيما لا يشترط إجراء كشف طبى لوثيقة «معاش بكره» لكافة الأعمال ومبالغ التأمين.
يذكر أن (مصر للتأمين التكافلى – حياة) قد تأسست بمساهمة كل من شركة مصر القابضة للتأمين، وشركة مصر لتأمينات الحياة، وشركة مصر للتأمين، والبنك الأهلى المصرى، وبنك مصر، برأسمال 150 مليون جنيه بهدف المساهمة الفعالة، وإضافة قيمة جديدة فى قطاع التأمين المصرى بشكل عام، والتأمين التكافلى بشكل خاص.
كتب ـ فريق المال: