تعرضت أسعار الأسهم في بورصة نيويورك لتقلبات حادة عند افتتاح السوق اليوم الثلاثاء، مما استدعى فتح تحقيق في “مشكلة فنية” تقف وراء هذه التقلبات والتراجع المفاجئ لعشرات من الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة وارتفاع أخرى، بحسب وكالة بلومبرج.
البورصة قالت على موقعها الإلكتروني: “تواصل البورصة التحقيق في المشكلات المتعلقة بالمزاد الافتتاحي اليوم”.
تقلب أسعار الأسهم في بورصة نيويورك
بعد الإغلاق يوم الاثنين عند 45.03 دولاراً، انخفضت أسهم “واليس فارجو” إلى مستوى منخفض بلغ 38.10 دولاراً قبل أن ترتد مرة أخرى، بينما انخفض سهم “مورجان ستانلي” إلى 84.93 دولار بعد أن أغلق عند 97.13 دولار يوم الاثنين. تحمل حركة السعر بصمات من تذبذبات سابقة أدت فيها أعطال الكمبيوتر إلى تشوهات مفاجئة في الأسعار.
قال إد مويا كبير محللي السوق في أوندا عبر الهاتف: “الأمر مقلق بعض الشيء.. هذه ليست أسهم الميم التي يسهل التلاعب بها. هذه أسهم مورجان ستانلي وفيرايزون وإيه تي أند تي (AT&T)، هذه بعض الشركات العملاقة”.
تعرضت ما لا يقل عن أسهم 40 شركة من مؤشر “إس إند بي 500” إلى توقف التداول، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرج. الأسهم المتأثرة الأخرى تضمنت “وول مارت” و”ماكدونالد”. شهدت هذه الأسهم انخفاضاً بنسبة 12% على الأقل قبل إيقافها. انتعشت أسعار هذه الأسهم الآن إلى أقل من 1%.
مواطن الخلل في الكمبيوتر التي تؤدي إلى تسعير غير منتظم، تُعدّ نادرة في البورصات الأميركية. ربما كان الحادث الأكثر شهرة في أغسطس 2012 التي أدت فيها البرمجيات الخاطئة التي استخدمها أحد أكبر صانعي السوق، وهي شركة “نايت ترادينج” إلى إفساد التداول بأوامر خاطئة وأدى إلى تأرجح الأسهم في جميع أنحاء السوق.
أدى هذا الحدث إلى اتجاه الشركة نحو الإفلاس قبل الاستحواذ عليها من قبل ائتلاف من الشركات التجارية.
تراجع الأسهم في أوروبا
في العام الماضي، كان مكتب التداول في شركة “سيتي جروب” في لندن وراء الانهيار المفاجئ الذي أدى إلى تراجع الأسهم في جميع أنحاء أوروبا، بينما تسببت مشكلة برمجيات في كندا في انقطاع دام 40 دقيقة في ثلاث بورصات.
بدء التداول في معظم الأسهم الأميركية يتضمن عملية معقدة ولكنها روتينية عادةً تُسمّى مزاد الافتتاح، وهي مصممة للحد من التقلبات الناتجة عن أوامر الأسهم التي تتراكم قبل بدء الجلسة العادية. في ذلك، يوازن الكمبيوتر بين العرض والطلب لسهم معين عن طريق تحديد سعر الافتتاح الذي يمكن اعتباره المستوى الذي يرضي أكبر عدد ممكن من المتداولين.
قال جوناثان كوربينا، أحد كبار المديرين المشاركين في ميريديان إكويتي بارتنرز: “ليس لدينا كل التفاصيل حتى الآن، ولكن ما يبدو هو أن بعض الأسهم فتحت وتم تشغيلها تلقائياً أو تم تشغيلها بشكل خاطئ للحد الأعلى أو الحد الأدنى، مما أدى إلى إيقافهم”.
أضاف: “كل هواتفنا تضيء.. نحاول إجراء مكالمات من عملائنا ونحاول أن نشرح لهم ما حدث وما يحدث وننقل أكبر قدر من المعلومات الدقيقة حتى يفهموا ما يحدث. ولكن حتى الآن، لا تزال الأمور تتكشف”.