مشاريع الجر الكهربائى والسكك الحديدية تفتح شهية الاستثمار فى قطاع الفلنكات الخرسانية

شرعت وزارة النقل بداية من العام الماضى فى إطلاق شبكة القطارات السريعة

مشاريع الجر الكهربائى والسكك الحديدية تفتح شهية الاستثمار فى قطاع الفلنكات الخرسانية
مدحت إسماعيل

مدحت إسماعيل

11:25 ص, الأحد, 17 يوليو 22

فتحت مشروعات الجر الكهربائى السريع -أو المترو- التى أطلقتها الحكومة خلال الفترة الماضية، فرص الاستثمار فى صناعة الفلنكات الخرسانية، لتلبية احتياجات السوق المحلية، ممثلة فى مشروعات هيئة الأنفاق وهيئة سكك حديد مصر.

وشرعت وزارة النقل بداية من العام الماضى فى إطلاق شبكة القطارات السريعة، بالتزامن مع استكمال أعمال تطوير مرفق السكة الحديد الحالي، وتنفيذ استراتيجية إضافة عدد من خطوط نقل البضائع لربط الموانئ المصرية بعضها البعض، والتوسع فى خريطة مترو الأنفاق، لتمتد لمحافظات الوجه البحري، الأمر الذى دفع عددًا من الشركات للحصول على موافقات إقامة خطوط إنتاج تصنيع وتوريد الفلنكات الخرسانية.

قالت مصادر مطلعة لـ«المال» إن 3 شركات جديدة دخلت قطاع تصنيع الفلنكات الخرسانية وهي: «كونكورد»، و«ريكو مصر» و«النيل للإنشاءات الطرق» التابعة لوزارة النقل، فضلًا عن توسعات أجرتها الشركة المصرية لصناعة المواسير «سيجوارت» التابعة لقطاع الأعمال العام والمتخصصة فى المجال، وكانت قبل هذه المشروعات تواجه أزمة خسائر خانقة.

أشارت إلى أن الكيانات الثلاثة الجديدة تراهن على الحجم الكبير من الكميات المطلوب توريدها، سواء لشبكة القطارات السريعة، أو السكك الحديدية، أو شبكة خطوط مترو الأنفاق الجارى استكمالها حاليًّا أو المستهدفة فى السنوات المقبلة.

وأوضحت المصادر أنه على سبيل المثال خطوط القطار السريع الثلاثة تتطلب توفير نحو 9 ملايين فلنكة، بتكلفة تصل إلى 13.5 مليار جنيه، بخلاف مشروع القطار الكهربائى الخفيف الذى تم الانتهاء منه.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرًا توقيع عقد بناء خطى سكة حديد فائق السرعة بطول 1315 كيلومترًا بين الهيئة القومية للأنفاق، وتحالف شركتى «سيمنز موبيلتى» و«أوراسكوم كونستراكشون» «المقاولون العرب».

ومن المتوقع أن توفر شبكة القطارات الجديدة أكثر من 40 ألف فرصة عمل بشكل مباشر، و6700 وظيفة إضافية للموردين المصريين بشكل غير مباشر، وفقًا للمعلن من الحكومة.

وتتكون شبكة القطار من 3 خطوط: الأول الذى تم توقيع عقده فى سبتمبر 2021 ويمتد بطول 660 كيلومترًا من العين السخنة على البحر الأحمر مرورًا بمدينة العلمين ثم محافظة مرسى مطروح على البحر الأبيض المتوسط، والثانى بطول 1100 كيلومتر من القاهرة الكبرى مرورًا بمحافظات الصعيد حتى أبو سمبل بالقرب من الحدود الجنوبية، والأخير بطول 215 كيلومترًا، ويمر بمحافظات الأقصر وسفاجا والغردقة على البحر الأحمر.

ويستغرق القطار الكهربائى السريع، الذى سيكون بديلًا متطورًا لشبكة سكك حديد مصر الحالية، أقل من ساعة تقريبًا لنقل الركاب بين القاهرة والإسكندرية، ونحو 4 ساعات بين القاهرة وأسوان، وسيقوم التحالف المكون من «سيمنز» و«أوراسكوم» و«المقاولون العرب» بأعمال التصميم والتركيب والتشغيل والصيانة لمدة 15 عامًا.

وأوضحت المصادر التى -طلبت عدم ذكرها- أنه مقرر أن تورد الشركات المذكورة سابقًا عدد 1.5 مليون فلنكات سنويًّا لشبكة القطار السريع، فضلًا عن تعاقداتها الجديدة مع هيئة سكك حديد مصر وفقًا لاحتياجات السنوية، لافتًا إلى أن هامش الربح فى المجال يتراوح بين 10 إلى 15% فى الوقت الحالي، وزيادة التعاقدات بالطبع تقلل من حدة تقلبات زيادة تكاليف التصنيع بشكل عام.

وتدرس هيئة الأنفاق حاليًّا، تنفيذ مشروع قطار كهربائى من «ميناء غرب بورسعيد – إلى ميناء أبو قير بالإسكندرية»، بتكلفة متوقعة تصل إلى 25  مليار جنيه، وأطوال تصل 280 كم، بعدد 14 محطة وعمل مسار فرعى للبضائع فى 6 محطات، ليبدأ من خط سكة حديد «الإسماعيلية – بورسعيد» بالقرب من الرسوة ويمر جنوب الطريق الدولى الساحلي، بالقرب من مدن غرب بورسعيد، ومدينتى الأثاث، والصناعية فى دمياط، مرورًا بالمنصورة الجديدة والمناطق الصناعية بمدينتى مطوبس ورشيد، وصولًا إلى أبو قير الجديدة للربط مع خط مترو «أبو قير – محطة مصر» فى الإسكندرية.

ويخدم المسار المقترح الموانئ البحرية الرئيسية فى غرب بورسعيد ودمياط وأبو قير والإسكندرية، بالإضافة ‏إلى المرور على طول بحيرة المنزلة والمدن الجديدة، ومعظم المناطق الصناعية فى المحافظات التى يمر بها المشروع، بهدف المساعدة فى حركة الصادرات والواردات.

ولفتت المصادر، إلى أن الأرباح التى تحققها شركات الفلنكات مناسبة إلى حدٍّ ما، خاصة أنها هى الوحيدة اللاعبة حاليًّا فى المجال والمنافسة محدودة، والطلب أكبر من المعروض، فضلًا عن أنها تُعَدُّ الأفضل فى الفترة الحالية من غيرها فى قطاعات أخرى، نظرًا لطبيعة الظروف العالمية، والتى نتج عنها ارتفاع لتكاليف التشغيل بوجه عام، وصعوبة استيراد قطع الغيار وخطوط إنتاج.

وأطلقت وزارة النقل مؤخرًا العمل فى الخط الرابع لمترو بمرحلته الأولى، ويبلغ أطوالها لـ 19 كم، وتشتمل على 17 محطة، ويمتد مسارها من المحطة التبادلية حدائق الاشجار، بجوار الورشة غرب الطريق الدائرى على حدود مدينة 6 أكتوبر مرورًا بالمتحف المصرى الكبير، ثم ميدان الرماية مارًّا بشارع الهرم حتى محطة الجيزة، ليحقق تبادل الخدمة مع الخط الثانى للمترو.

وكلفت الوزارة مؤخرًا أحد المكاتب الاستشارية العالمية، عمل دراسة تفصيلية لتدشين خط المترو السادس بطول 35 كم وعدد 27 محطة، مع دراسة تنفيذ امتداد الخط الأول «حلوان – المرج» إلى مدينة شبين القناطر بطول حوالى 19 كم، وعدد 12 محطة، وإلغاء خط السكة الحديد 23 يوليو – شبين القناطر.

وقبل نهاية العام الحالى ستطلق هيئة الأنفاق العمل رسميًّا فى تحويل خط سكك حديد «أبو قير- الإسكندرية» الحالى على طول ساحل البحر المتوسط من الشرق إلى الغرب، مرورًا بوسط المدينة، إلى مترو أنفاق، ويبلغ الطول الحالى للخط 21.7 كم، وعدد محطاته 16، ومتوسط المسافة بينها 1450 مترًا.

وتسهم الدولة فقط بنسبة %15 من إجمالى تكلفة مشروع إنشاء الخط، البالغة نحو 2.5 مليار دولار، شاملة الأعمال الإنشائية وشراء الوحدات المتحركة.

ويشمل مشروع مترو الإسكندرية على 3 مراحل، ويستغرق 4 سنوات من بداية استلام المواقع، ويبدأ مسار المرحلة الأولى من محطة سكة حديد أبو قير حتى محطة مصر، بطول 21.7 كم، والثانية من محطة مصر حتى الكيلو 21 طريق «الإسكندرية- مطروح» بطول 20.3 كم، والأخيرة من الكيلو 21 طريق «الإسكندرية- مطروح» حتى مدينة برج العرب بطول 30 كم.

وأشارت المصادر، إلى أن   هيئة السكة الحديد، يتوقع أن تصل قيمة احتياجاتها خلال الفترة المقبلة من الفلنكات الخرسانية، لنحو 2 مليار جنيه، أقربها للتنفيذ مشاريع خط سكة حديد «الفردان – بورسعيد – بئر العبد» بحجم أطوال تصل إلى 44 كم، وإنشاء خط لشحن البضائع بطول 49 كيلو متر بين منطقتى المنشية والسادس من أكتوبر، ويمر ببعض المناطق الزراعية، وتحسين خط السكة الحديد الواقع على خط «مزايق – الواحات» من بدايته حتى الكيلو 66 بالقرب من الميناء الجاف فى 6 أكتوبر.

ومن مشروعات السكة الحديد المستقبلية، إعادة تأهيل خط سكة حديد «أبو طرطور – قنا – سفاجا – الغردقة» وإنشاء خط «الروبيكى – العاشر – بلبيس» وربطه مع الميناء الجاف بالعاشر من رمضان المقرر إنشاؤه، وتنفيذ الأعمال الإنشائية لخط « أسوان – توشكى» ومده إلى مدينة وادى حلفا بالسودان.