مسـح : انتعاش مبيعات العقارات الإماراتية حاليا لحوالى 12 مليون دولار يوميا

أسهم «إعمار» ببورصات دبى ومصر والسعودية تعافت بنحو %80

مسـح : انتعاش مبيعات العقارات الإماراتية حاليا لحوالى 12 مليون دولار يوميا
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

7:16 ص, الأربعاء, 23 ديسمبر 20

أظهر مسح خاص قام به الباحثون فى شبكة CNBC نهاية الأسبوع الماضى أن متوسط نسب تعافى أسهم شركة إعمار المدرجة فى كل من بورصات دبى ومصر والسعودية من أزمة كورونا وصل إلى حوالى %80 بعد أن سجلت معظم هذه الأسهم ارتفاعات ملحوظة منذ شهر مارس الماضى عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا بات وباء عالمياً.

وذكرت صحيفة «خليج تايمز» أن محمد العبار مؤسس شركة إعمار بروبرتيز، أكبر مطور عقارى مدرج فى بورصة دبى، أكد أثناء قمة جيتيكس للتكنولوجيا خلال الأسبوع الأول من الشهر الجارى أن أسعار الفيلات والشقق باتت معقولة وأن الطلب بدأ فى التعافى مع ظهور عدة أمصال لعلاج مرض كوفيد 19 من شركات أدوية عالمية مثل «فايزر» و«بايونتيك» و«موديرنا» و«أسترازينيكا» ووصول شحنات منها بالفعل إلى دولة الإمارات العربية رغم استمرار تفاقم الإصابات من وباء فيروس كورونا.

«العبار»: أسعار الفيلات والشقق الفاخرة معقولة.. وعودة الطلب بدأت مع ظهور أمصال «كورونا»

وأعلن العبار أن قيمة المبيعات قبل وباء كورونا بلغت حوالى 15 مليون دولار يوميا، ثم هوت أثناء شهور الإغلاقات وتوقف النشاط التجارى وحركة الطيران والشحن البحرى، غير أن المبيعات عادت تنتعش حاليا لتعود إلى ما يقرب من 12 مليون دولار يوميا وشهد شهر أكتوبر الماضى بوادر قوية على انتعاش سوق العقارات فى دبى .

وسجلت إدارة أراضى دبى إجمالى مبيعات 3395 وحدة فى أكتوبر الماضى بقيمة 6.93 مليار درهم إماراتى ليصل إجمالى المبيعات خلال العشر شهور الأولى من العام الجارى حوالى 27.8 ألف وحدة قيمتها 57.43 مليار درهم إماراتى مما يدل على ظهور بوادر قوية فى سوق العقارات.

وقالت لطيفة إبراهيم أحمد، مديرة قسم دراسات وأبحاث العقارات فى إدارة أراضى دبى، إن الانتعاش عاد إلى سوق العقارات لاسيما فى الوحدات الفاخرة وهناك نمو مستدام شهرا بعد شهر منذ سبتمبر الماضى وهذا يعنى أن السوق ستدخل العام الجديد بقوة وخصوصا مع الاستعدادات الجارية لمعرض إكسبو دبى.

العقارات السكنية في دبي

ورغم أن العقارات تتميز بأنها نشاط دورى إلا أن إمارة دبى تعانى الآن من ضخامة المعروض ولكن أسعار الوحدات السكنية معقولة كما أن أسعار الفيلات الفاخرة أقل نوعا ما من مثيلتها فى ولاية شيكاغو الأمريكية مثلا، علاوة على أن القطاع فى الإمارات يشبه مثيله فى دول أخرى مثل الهند والسعودية وروسيا والصين التى تحظى باستمرار الطلب القوى على وحداتها السكنية والإدارية والتجارية.

وأوضحت بيانات وكالة كافينديش ماكسويل لأبحاث أسواق العقارات فى منطقة الخليج أن المبيعات تجاوزت 220 ألف وحدة منذ عام 2009 حتى قرب نهاية 2020 منها 140 ألفا منذ منذ عام 2014 حتى الآن مما يشير إلى تزايد المعروض من الوحدات خلال السنوات القليلة الماضية ولكن المعروض بلغ أعلى مستوى خلال العام الحالى الذى انتشر فيه وباء كورونا وما زال فى الارتفاع، ولكنه سيهبط مع اتجاه المطورين لتقليص نشاط البناء والامتناع عن طرح مشروعات جديدة .

وجاء فى بيانات وكالة بروبرتى فايندر للأبحاث العقارية أن الشهور الأربعة الماضية شهدت أعلى عدد لمبيعات الفيلات والمنازل الفاخرة مع ارتفاعها كل شهر لرقم قياسى عن الشهر السابق له ليتفق مع الاتجاه الذى بدأ فى مايو الماضى الذى بلغت فيه المبيعات 110 وحدات بنسبة نمو تجاوزت 500 % عن أبريل الذى هوت فيه المبيعات بسبب الوباء ثم ارتفعت إلى 496 فى يوليو، وأكثر من 600 فى سبتمبر، بارتفاع %34 عن أغسطس، وإلى 665 وحدة فى أكتوبر.

وتتميز أسعار الفيلات والمنازل الفاخرة فى إمارة دبى بالأسعار المعقولة رغم تدفق المستهلكين على شرائها خلال شهور الوباء الذى أجبر الحكومات على إصدار قرارات البقاء فى البيوت للحد من انتشار العدوى مما جعل الأفراد يتجهون لشراء الوحدات السكنية بعيدا عن عائلاتهم، منعا لتزايد التجمعات والتأكيد على التباعد الاجتماعى، كما تقول لينيت أباد، مديرة البحوث والبيانات فى وكالة بروبرتى فايندر، التى أشارت أيضا إلى ابتعاد الناس عن المراكز المزدحمة وتفضيلهم الشراء فى الضواحى، لاسيما مناطق «دبى هيلز إستيت» و«المراعى العربية» و”بالم جميرة» و«داماك هيلز» و«محمد بن راشد سيتى» خلال الشهور القليلة الماضية.

وبلغ سعر أكثر 11 وحدة فاخرة فى «بالم جميرة» أكثر من 15 مليون درهم فى 3 مشروعات على وشك الانتهاء، ليصل إجمالى المبيعات من الوحدات الفاخرة لحوالى 221 مليون درهم خلال شهر أكتوبر، بينما وصل سعر بيع أغلى شقة فاخرة جاهزة فى نفس المنطقة 30 مليون درهم للوحدة التى يتراوح مساحتها من 5 آلاف قدم مربع إلى 15 ألف قدم.

ويرى محللو أسواق العقارات أن وباء كورونا غيّر أذواق الإماراتيين الذين باتوا يفضلون المساكن الواسعة ليعيشوا فيها ليمارسوا التجارة الإلكترونية كوسيلة مناسبة للتسوق وتناول الطعام فى ظل سياسة التباعد الاجتماعى مما ساعد على هبوط أسعار العقارات فى إمارتى دبى وأبوظبى خلال الربع الثالث من هذا العام، برغم تعافى السوق وتزايد ثقة المستهلك والأمل فى تزايد الانتعاش المتوقع بأسرع وقت ممكن مع ظهور اللقاحات الناجحة.

وتراجعت أسعار العقارات السكنية فى إمارة دبى خلال الربع الماضى بحوالى %11.7 فى المتوسط مقارنة بالربع الثالث من العام الماضى، وبحوالى %4.6 مقارنة بالربع الثانى من العام الحالى، بينما هبط متوسط إيجار الشقة بنسبة %15.9 فى الرببع الثالث عن مثيله فى عام 2019، و%5.9 عن الربع الثانى هذا العام، فى حين أن إيجار الفيلا انخفض بحوالى %8.9 و%2 خلال نفس فترتى المقارنة.