مستقبل مؤشر EGX70 بين تحركات عز الدخيلة وتضرر الأفراد

تراجع سهم العز الدخيلة للصلب بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، مسجلاً أدنى مستوى له خلال عام ونصف، ليقترب من مستوى 690 جنيهًا متأثراً بتحول الشركة من الربحية إلى خسارة 611 مليون جنيه، خلال الربع الأول من العام، مقابل أرباح بقيمة 431 مليونًا للفترة المماثلة من 2018.

مستقبل مؤشر EGX70 بين تحركات عز الدخيلة وتضرر الأفراد
المال - خاص

المال - خاص

7:12 ص, الأحد, 14 يوليو 19

■ سجل تراجعاً 21.7 % منذ بداية العام
■ مقترحات بتقسيم السهم لضمان خفض وزنه النسبى وخلق سيولة أكبر

تلقت أسهم مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «EGX30» المعروفة بأسهم الأفراد بالبورصة المصرية ضربة كبيرة، تعد الأقوى منذ 4 أعوام، متأثرة بغموض تحركات الأسهم ذات الأوزان السعرية الكبيرة المكونة للمؤشر، على رأسها سهم العز الدخلية للصلب.

المتتبع تاريخياً لأسهم الأفراد بالبورصة يجدها الأكثر تأثرا بالأخبار المحيطة فعلى سبيل المثال، تأثرت بشكل قوى مع بداية الحديث عن فرض ضريبة على تعاملات البورصة خلال 2017، التى عرفت بضريبة الأرباح الرأسمالية، لتتوالى الضربات خلال عامى 2018 ومطلع العام الجارى بفعل الأزمات التى لحقت بقطاع الحديد .

تراجع سهم العز الدخيلة للصلب بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، مسجلاً أدنى مستوى له خلال عام ونصف، ليقترب من مستوى 690 جنيهًا متأثراً بتحول الشركة من الربحية إلى خسارة 611 مليون جنيه، خلال الربع الأول من العام، مقابل أرباح بقيمة 431 مليونًا للفترة المماثلة من 2018.

«المال» تواصلت مع مجموعة من خبراء سوق المال، للحديث عن أسباب تراجع المؤشر، وكيفية تلافيها، للحد من التراجعات التى باتت متكررة منذ عدة أشهر، ومحاولة استقراء الحركة المستقبلية للمؤشر.

قال إيهاب السعيد، العضو المنتدب لشركة أصول لتداول الأوراق المالية، إن صاحب الدور الأكبر فى نسبة الهبوط الحادة التى شهدها EGX70 منذ مطلع العام كان سهم عز الدخيلة، والمستحوذ على 30% من الوزن السعرى للمؤشر.

رأى أنه لتجنب التأثير القوى لسهم عز الدخيلة على المؤشر السبعينى يجب تقسيم السهم، حتى ينخفض وزنه النسبى عن المؤشر، ويخلق سيولة أكبر بالسوق.
أشار إلى أن ضعف التداولات على سهم «عز الدخيلة» الذى يعد الأغلى بالسوق، بجانب اقتصار التعاملات عليه على المؤسسات فقط، يضغط مؤشر EGX70، ويضاعف الاحتمالات السلبية للمستويات التى قد يصل إليها فى ضوء صعوبة التكهن بالحركة المستقبلية للسهم.

أكد عادل عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العربية «ثمار» لتداول الأوراق المالية، أن استحواذ سهم عز الدخيلة على وزن سعرى كبير بالمؤشر السبعينى، والتراجعات القوية التى شهدها منذ مطلع العام كان لها دورا قويا فى الهبوط الحاد للمؤشر السبعينى.

بلغت نسبة تراجع سهم عز الدخيلة منذ مطلع العام، حتى 11 يوليو 30.4% من مستويات 994 جنيهًا، إلى 699 جنيهًا.
لفت عبدالفتاح إلى أن أهمية تقسيم سهم عز الدخيلة، وما لذلك من دور فى خلق المزيد من السيولة للمؤشر السبعينى، ويحد من تضرره من تراجعات السهم والأداء السلبى له.

أرجعت رانيا يعقوب، الأداء السلبى لمؤشر السبعينى إلى الضرر الذى طال الأفراد المتعاملين بالسوق، الذين هم قوام التداولات على EGX70 .
قالت إن السبعينى المؤشر الأكثر تضررا بأى أزمات أو ضعف للسيولة بالسوق، ونتيجة أن أغلب متعامليه أفراد تأثروا بأزمات السوق المتوالية ما بين الداخلية والعالمية، بعكس المؤشر الثلاثينى الذى يقع فى بؤرة اهتمام المؤسسات، وصناديق الاستثمار.

تابعت: «فرض الضرائب وما تبعه من ارتفاع تكلفة التداولات، أثر على سيولة الأفراد، وخلق اتجاه من شركات السمسرة تجاه « Margin call» ما كان له الدور فى خسائر المؤشر».
تابعت بعض الأسهم صاحبة الوزن السعرى المرتفع على EGX70 والأداء السلبى الذى شهدته الفترة الماضية، ضغط على المؤشر، وكان له دورًا فى الأداء الهبوطى المُسجل منذ مطلع العام، وأبرزها سهم عز الدخيلة، وأسهم قطاع الحديد بشكل عام.

أضافت أن الأسعار المتراجعة لبعض الأسهم المدرجة على المؤشر، التى مازالت تُتداول عند مستواها قبل تحرير سعر الصرف، مثل العربية لحليج الأقطان، وسبينالكس، وكابو.

أشارت إلى أن هناك بعض الأمور من شأنها جذب سيولة للسوق مجددا، ليس للمؤشر السبعينى فقط، ومنها خلق حوافز ضريبية للمستثمرين الأفراد، والتأكيد على دور البورصة كأداة تمويلية، لجذبهم مجددا للسوق، عقب موجات النزوح القوية لهم فى الأعوام الأخيرة.

على صعيد التحليل الفنى، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «نعيم» لتداول الأوراق المالية، إن الأثر الكبير فى تراجع المؤشر يعود فى الأساس إلى الهبوط الذى منى به سهم العز الدخيلة للصلب، الذى يستحوذ على أكبر وزن نسبى.

طالب بإلغاء الأسهم المكونة للمؤشر السبعينى، لأنه من الصعب تحليلها فنيا نتيجة الخلل الواضح فى الأسهم المكونة للمؤشر، لا سيما أن أسعار الأسهم بدأت تنهار مؤخراً دون مراعاة من اللجنة المشكلة للمؤشر.

قال هشام حسن، رئيس قطاع الاستثمار بشركة «رويال» لتداول الأوراق المالية، إن المؤشر يتراجع منذ مايو 2018، لكن زادت حدة التراجعات مع الضربات التى تلقتها أسهم الحديد منذ انهيار سد فالى فى البرازيل المورد الأساسى لخام الحديد للشركات المحلية.

لفت إلى أن أسهم المؤشر تأثرت سلباً بحالة التخوف من الحرب التجارية بين أمريكا والصين لا سيما أن غالبية المستثمرين المكونين للمؤشر من الأفراد ويتأثرون بالأخبار العالمية المحيطة كما لا تعتمد قراراتهم الاستثمارية على دراسات معينة بخلاف المؤسسات.

توقع أداءً إيجابياً للمؤشر مع المراجعة الدورية للأسهم المكونة للمؤشر مطلع شهر أغسطس المقبل شرط حدوث توازن فى الأسهم المكونة ودخول أسهم قوية من المؤشر الرئيسى، مؤكدا أن أداء المؤشر سلبى إلى أن تتغير مكوناته الحالية.

لفت إلى أنه رغم الأداء السلبى العام للمؤشر منذ بداية العام الحالى، إلا أن بعض الأسهم أدت بشكل قوى مثل مينا للاستثمار السياحى، الذى حقق صعودا من مستوى 1.8 إلى 2.9 جنيه، والإسماعيلية للدواجن، وأوراسكوم كونسترأكشن ومستشفى كليوباترا، بينما تأثر كل من سهمى عامر وبورتو بشكل سلبى نتيجة الأزمة التى لحقت بعملية الشطب والضغوط البيعية على السهم لمدة شهور.

أوضح أن التحليل الفنى للمؤشر يشير إلى تحركه فى اتجاه هابط على المدى القصير، والمتوسط، والطويل الأجل، وإمكانية تحركه، صوب مستويات دعم قوية بالقرب من 530 و500 نقطة، حال دخول الأسهم التى حققت مكاسب قوية الفترة الأخيرة فى عمليات جنى أرباح.

أكد أن المؤشر سجل تراجعات قوية خلال 2015 بنسبة 23%، من مستوى 560 إلى 430 نقطة، متأثرًا ببدء الحديث عن فرض ضريبة أرباح رأسمالية على تعاملات البورصة، التى انهارت معها غالبية أسهم السوق، فضلا عن المضاربات على الدولار، وارتفاعه بشكل قوى فى السوق السوداء.أوضح أن المؤشر تحرك بشكل عرضى خلال 2016 بين الصعود والهبوط، لكنه أنهى تعاملات الفترة على هبوط طفيف، وفى 2017 ارتفع بشكل ملحوظ بلغ 4 %، متأثرا بتحرير سعر الصرف من مستوى 670 إلى 460 نقطة.

أوضح مدير الاستثمار بشركة «رويال» أن المؤشر استعاد حركته الهابطة خلال 2018، بنسبة 16% من مستوى 900 إلى 775 نقطة، نتيجة تأخر برنامج الطروحات الحكومية وإعادة الحديث عن ضريبة الدمغة، وأزمة الأسواق الناشئة، وحالة التناحر الاقتصادية بين الصين وأمريكا.

 

منى عبدالبارى – مصطفى طلعت