أعلنت عدة مستشفيات جامعية كبرى فى سويسرا عن برنامج تعاون بهدف العمل على خفض التكلفة الباهظة لعلاج السرطان بالخلايا إلى الثلث على الأقل مقارنة بالسعر التجارى الذى تقدمه شركات الأدوية الكبرى.
وبحسب وكالة «بلومبرج»، تأمل المستشفيات فى تقديم العلاج بمبلغ يتراوح بين 150 و200 ألف دولار، وهو مبلغ يمثل نحو ثلث تكلفة العملية التى تقدمها شركات الأدوية.
وتعتمد عمليات علاج السرطان بالخلايا على سحب دم المريض واستئصال بعض خلايا منه وشحنها فورا إلى المعمل – عادة عبر الطائرة – وإعادة هندستها وراثيا قبل زرعها مرة أخرى فى جسد المريض لتعمل لاحقا على تحديد وتدمير الخلايا السرطانية.
وأظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة للغاية لهذا العلاج بنسبة شفاء تام تصل إلى 92% فى بعض أنواع السرطان.
قال روجر فون موس، رئيس الجمعية السويسرية لأبحاث السرطان وكبير الأطباء بمستشفى «تشور كانتون»: «نحن مقتنعون بأنه يمكن توفير علاجات السرطان من هذا النوع بتكاليف أقل بكثير».
وبدأ مشروع التعاون بالفعل فى مستشفيات لوزان وبرن، كما تخطط المستشفيات الجامعية فى بازل وزيوريخ للانضمام إلى البرنامج.
وتتوقع المستشفيات السويسرية خفض تكاليف العلاج بالخلايا عبر إجراء عملية إعادة الهندسة الوراثية للخلايا داخل سويسرا بدلاً من إرسالها إلى الخارج للمعالجة الوراثية.
وترسل شركة الأدوية السويسرية العملاقة «نوفارتس» الدم إلى ألمانيا للمعالجة، بينما ترسل شركة «جلياد» الخلايا إلى الولايات المتحدة.
وكان ريتشارد تى مازيارز ، أستاذ الطب بمعهد «نايت» للسرطان التابع لجامعة أوريجون للصحة والعلوم، قال إن تكلفة علاج السرطان بالخلايا فى الولايات المتحدة تصل إلى 475 ألف دولار للدواء فقط، فضلا عن التكاليف الأخرى للمستشفى والتى قد تصل بالرقم إلى مليون دولار وأكثر.
وحذر مازيارز من أن برامج العلاج بالخلايا قد تختفى ما لم تكن قادرة على تبنى طرق جديدة لمواجهة المشكلات المالية المتعلقة بتوفير هذه العلاجات الجديدة للمرضى.
وقال توماس سيرنى ، رئيس الرابطة السويسرية للسرطان ، الذى يشارك فى تطوير البرنامج الجامعى الجديد، إنه من خلال المعرفة والبنية التحتية للمستشفيات الجامعية المحلية «يمكن أن تصبح سويسرا مركزًا أكاديميًا للعلاج بالخلايا».
وكانت شركة جلياد الأمريكية للأدوية قد استحوذت عام 2017 على «كايت فارما» الشركة المبتكرة للعلاج بالخلايا مقابل 11.9 مليار دولار، فى واحدة من أضخم الصفقات فى قطاع الأدوية.
ودفعت جلياد 180 دولارا نقدا مقابل كل سهم من أسهم كايت، وهو سعر كان يمثل آنذاك 50% من أعلى قيمة سجلها السهم فى الثلاثين يوما السابقة على الاتفاق، واعتبر الخبراء هذا الرقم كبيراً جدا مقارنة بوضع الشركة التى كانت لا تمتلك أى أدوية فى السوق حينذاك.