قال الدكتور محمد علي، مستشار وزير النقل السابق وعميد كلية النقل الدولي واللوجستيات الأسبق، إن محاولة إحياء طريق الحرير القديم بدأ منذ مطلع التسعينات، لاسيما أن الصين نجحت في بناء جسر بري مع دول أوروبا، وذلك بوصول القطار الصيني المحملة بالبضائع إلى إنجلترا عام 2017 مارا بعدة دول آسيوية وأوروبية.
جاء ذلك خلال تنظيم مركز “المخا “للدراسات الإستراتيجية اليمني ومؤسسة الحوار للدراسات الإنسانية بالتعاون مع الصالون البحري ندوة بعنوان: “طريق الحرير والتجارة الدولية عبر البحر الأحمر .. التحديات والمقاربات، مساء أمس السبت بالنادي الدبلوماسي.
وأوضح أن الصين تضع خطة طويلة الأجل منذ 2013 حتى 2049 من خلال رؤية واسعه لإنهاء نظام القطب الواحد والهيمنة الأمريكية وذلك من مصلحة دول العالم الثالث، مما سيحقق مجموعة من الأهداف وفقا لدراسة البنك الدولي ومنها وفتح آفاق الأستثمار وتسهيل حركة التجارة الدولية وبجانب أنه مشروع ثقافي تنموي بالدرجة الأولى.
وقال إنه كلما زدات التجارة الصينية انعكس ذلك على انتعاش حركة التجارة المارة بقناة السويس، خاصة أن 50% من إمدادات الطاقة إلى الصين قادمة من الشرق الأوسط، موضحا أن أي توترات تحدث بالمنطقة تلقي بظلالها على الاقتصاد الصيني.
وأوضح أن الصين رصدت نحو 26 تريليون دولار حتى عام 2030 لتنفيذ مشروعات البنية لطريق الحرير ولكن نتيجة لتقلبات التي تعرض له الاقتصاد الصيني مؤخرا خاصة كوفيد 19 تراجع حجم الاستثمارات بنسبة 40%، موضحا أن الطريق ليس فقط تجاريا ولكن هناك مشروعات أنابيب لنقل البترول والغاز ومشروع كابلات الإنترنت ومعلومات وكهرباء.
وتابع أن الصين عرضت مبادرتها الحزام والطريق علي العالم مستغلة أنها دولة صديقة دون تاريخ استعماري يذكر بالمنطقة العربية، مشيرا إلى أن الصين تعتمد على 59% من وارداتها من الطاقة لذلك تسعى إلى تنوع مصادرها وتأمين إمدادات الطاقة، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بموقعها الإستراتيجي لكونها تتوسط مسارات طريق الحرير، حيث لدى المنطقة ممرات تتحكم في عبور الطاقة مثل هرمز وقناة السويس وباب المندب.
وقال مستشار وزير النقل السابق، إن البنك الدولي أوضح في دراسته حول طريق الحرير أنه حال تنفيذه سيرفع قيمة الاستثمارات بين الصين والدول المجاورة بنحو 70% وبجانب الحد من الفقر وزيادة فرص العمل مما يحقق نقلة نوعية في تطوير الخدمات اللوجستية المرتبطة بالقيمة المضافة للمنتجات.
وقال إن هناك ثلاثة مواقع رئيسية لطريق الحرير وهى: مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس لتسهيل تدافقات التجارة الصينية، لافتا إلى أن الصين تسعى لبناء ممرات نقل لوجستية واقتصادية أبرزها ممر الصين منغوليا والصين ووسط آسيا حتى إيران وتركيا وممر الصين والهند وآخر يصل إلى أوروبا والصين وباكستان.