كشف مستثمرون زراعيون عن 3 قطاعات تمتلك فرصا كبيرة للاستفادة من مبادرة التعميق الصناعى «ابدأ» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا من اتحاد الصناعات، تشمل التوسع فى استزراع المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة وفول الصويا، والزيتية مثل السمسم وعباد الشمس، وإنتاج المبيدات، بالإضافة إلى المخصبات الزراعية خاصة مع توافر الإرادة السياسية لتحقيق ذلك الهدف حاليا .
وأكد المستثمرون أن الدولة المصرية قامت بتقديم حوافز للمستثمرين الزراعيين فى هذا المجال خلال العام الجارى منها، تخصيص مساحة كبيرة من هذه المحاصيل المهمة فى الأراضى الجديدة ، ولكن تحتاج إلى حوافز مثل توفير التقاوى الجيدة عالية الإنتاجية أو الهجن والمبيدات الفعالة وتعميم الممارسات الزراعية الجيدة أمام المزارعين.
يذكر أن مصر تستورد %55 من احتياجاتها من القمح من الخارج، فضلا عن %85 من الأعلاف و%65 من المبيدات و%97 من الزيوت سنويا طبقا لوزارة الزراعة وجهات أخرى.
وقال ماهر أبو جبل المدير الإقليمى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجموعة «ذا جيت إنترناشونال» وعضو نقابة الزراعيين إن التوجيهات الحكومية خلال العام الحالي، فرضت زراعة %50 من المساحات الجديدة فى المشروعات القومية بالمحاصيل الإستراتيجية فى الدلتا الجديدة والـ 1.5 مليون فدان، فضلا عن شرق العوينات وتوشكى وشمال سيناء.
وأوضح أنه تم الانتهاء من استصلاح نصف مليون فدان من مشروع الدلتا الجديدة فى المنطقة الشمالية الغربية ومتوقع أن تتم زراعة نصفها بالحبوب الإستراتيجية مثل الذرة والقمح وفول الصويا خلال العام المقبل، فضلا عن المحاصيل الزيتية و أبرزها عباد الشمس.
ولفت إلى أن الحكومة المصرية قدمت تسهيلات للمستثمرين الزراعيين فى الدلتا الجديدة من خلال تهيئة الأرض وتأجيرها بمقابل مناسب وشراء المحاصيل منهم كتقاوى للموسم التالى.
يذكر أن مشروع «الدلتا الجديدة» يحتوى على 2.5 مليون فدان ستتم زراعة نصفها بالمحاصيل الإستراتيجية خلال السنوات القليلة المقبلة.
وطالب «أبو جبل» بتقديم حوافر إضافية للمزارعين فى الأراضى القديمة أيضا لزراعة المحاصيل الإستراتيجية عبر توفير التقاوى المحسنة وعالية الإنتاجية وتوصيل مياه الرى لنهايات الترع وكذلك إعلان أسعار الشراء مبكرا من المزارعين بشكل مجزٍ.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة تبنت إستراتيجية اتخذت اتجاها جديدا خلال العام الحالى لزيادة إنتاجية مصر من المبيدات من خلال السماح بتسجيل كميات كبيرة من خامات المبيدات لصالح الشركات العاملة فى مصر، لافتا إلى أن هذه الخامات تمثل المواد الأولية للمبيدات الجاهزة أو المعلبة.
وكشف أن هذه الخامات تتطلب استيراد المادة الفعالة فقط من الخارج ، مشيرا إلى أن حجم إنتاج المبيدات والمخصبات ارتفع من %5 فقط قبل 10 سنوات إلى %35 حاليا فى مصر .
وطبقا لـ «أبو جبل» فإن مصر تستورد بقيمة 866 مليون جنيه مبيدات ومخصبات سنويا بكميات تصل إلى 3 آلاف طن من الخارج.
من جانبه، أكد عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة أن مصر تحتاج إلى استصلاح مليون ونص مليون فدان ذرة صفراء وفول صويا تضاف للمساحات الحالية والبالغة مليون فدان لتحقيق الاكتفاء الذاتى منهما وسد الفجوة الاستيرادية الهائلة.
ولفت إلى أن هناك طلبات ومذكرات تم تقديمها مؤخرا لمجلس الوزراء ووزارة الزراعة واللجنة التنسيقية للدواجن وللجنة متابعة أسعار السلع وتتضمن توصيات بالتوسع فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا خلال الفترة المقبلة لتقليص الفجوة الاستيرادية .
وقالت الدكتورة هدى رجب مدير مركز الزراعة التعاقدية بوزارة الزراعة إن الغرض من إنشاء المركز الجديد هو التوسع فى زراعة المحاصيل الإستراتيجية وعلى رأسها الذرة وفول الصويا حيث تم إقرار عقود بين المزارعين وعدد من مصانع الأعلاف وفى طريقها للتوسع خلال السنوات المقبلة.
وأوضحت أن سعر توريد الذرة المحلية لمصانع الأعلاف ارتفع إلى 10 آلاف جنيه للطن بينما قفزت أسعار طن فول الصويا المحلية أيضا إلى 20 ألف جنيه خلال الساعات الماضية حيث تم وضع سعر ضمان لها ويتم الشراء بالسعر العالمى.
وطبقا لوزارة الزراعة بلغت مساحة محصول فول الصويا 150 ألف فدان خلال العام الحالى بينما تبلغ مساحات الذرة الصفراء والبيضاء والرفيعة 3 ملايين فدان.
وأضافت “رجب” أن الدولة قامت بما عليها من جمع أطراف قطاع إنتاج وتسويق الأعلاف من مزارعين و ومنتجين ولكن يبقى الدور الأخير على المزارعين فيما يتعلق بالاستفادة من التسهيلات المقدمة لهم.
وطبقا لإحصاءات سابقة من شعبة الثروة الداجنة يتم استيراد 15 مليون طن ذرة صفراء و5 ملايين طن فول صويا لأغراض إنتاج الزيوت ولتصنيع الأعلاف بإجمالى فاتورة تتجاوز 6 مليارات دولار سنويا وعانت الأسواق من نقص خامات الأعلاف دفعت المربين إلى إعدام الكتاكيت وارتفاع سعر طن العلف إلى 17700 جنيه.