ألزمت الحكومة المصرية المزارعين المتقدمين بملفات الحيازة الزراعية الإلكترونية غير المستوفين للشروط، سرعة تقديم بطاقات الرقم القومى التى تكون مسوغا للحصول على بطاقة الكارت الذكى، ومنحتهم مهلة شهر بدأت فى 28 أغسطس الماضى، فى محافظتى الغربية وبورسعيد، وتمت فيهما تطبيق المنظومة بشكل تجريبى، وبموجبها تصرف الأسمدة من الجميعات الزراعية خلال الفترة المقبلة، وإلغاء الحيازة الورقية القديمة.
أعلنت الحكومة نهاية الشهر الماضى استلام وفحص أوراق 336 ألف متقدم بملف الحيازة الإلكترونية الزراعية فى الغربية، وطباعة الكروت الذكية، ومرحلة التنفيذ والتسليم لم يحدد بعد، وعدد 176,333 حيازة دون رقم قومى، وميكنة 384 جمعية زراعية، بينما تم تسجيل عدد 2,968 استمارة حيازة زراعية لمحافظة بورسعيد بالرقم القومى، وميكنة 44 جمعية زراعية.
أكد محمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لشئون المديربات فى وزارة الزراعة لـ«المال»، أنه اقتربنا من إطلاق المنظومة من التطبيق فى المحافظتين ولم يتبق سوى عملية توزيع الكروت على الجمعيات، بعد أن تم تدريب العاملين عليها، ولم يتبق إلا 176 ألف حيازة دون رقم قومى وتم منحها مهلة شهر فقط مع الحرمان بعد ذلك من الحصول على الأسمدة وبعد انتهاءها يحرم من عملية الصرف .
يذكر أن الحكومة كانت قد أطلقت بداية العام الماضى منظومة لـ»تكويد الأسمدة « لمنع تسربها إلى السوق السوداء، ويتم الالتزام بحصول السائقين على بوليصة شحن عن توصيل الأسمدة إلى الجمعية وتسلم للإدارة الزراعية كما تم وضع باركود على كل شكائر الأسمدة لتتبع خط سيرها من المصنع وحتى الجمعية .
أوضح أن امتلاك الكروت الذكية واستبدالها بالحيازة الورقية قرار من الحكومة لكى يتم ميكنة منظومة صرف الأسمدة المدعمة بالكامل، للقضاء على السوق السوداء، ويكون الصرف بناء على الكارت الموجود فيه الحيازة والعنوان وكل تفاصيل المحصول المنزرع .
أكد أن وزارة الزراعة ممثلة فى المديريات الزراعية من تتولى النظر فى أوراق المتقدمين، بالتعاون مع وزارات التخطيط والإنتاج الحربى .
أكد النائب البرلمانى عبد الفتاح سراج، رئيس جمعية الأراضى الزراعية المستصلحة لـ»المال»، أن الهدف من تطبيق منظومة الكارت الذكى هى تنقية كشوف الجمعيات من الحيازات الوهمية التى تصرف اسمدة حيث يوجد بعض الحيازات التى تصرف أسمدة مدعمة، وليس لها وجود على أرض الواقع، مشيرا إلى أن التجربة سوف تعمم بعد التطبيق فى الغربية وبورسعيد .
أشار إلى أن الحيازة الزراعية التى تزيد عن 50 فدانا فى الأراضى الجديدة تحظر من الحصول على الأسمدة المدعمة مقابل 25 فدانا فما فوق فى الأراضى الطينية ومستمر هذا النظام فى منظومة الكارت الذكى الجديد .
طالب بصرف الدعم نقديا على الكارت الذكى، وشراء الأسمدة بعد ذلك بسعر السوق الحر مشيرا إلى أن وجود سعرين فى اى سلعة يخلق حالة من البلبلة فى السسوق وتشجيع السوق السوداء على النمو.
أشاد محمد الخشن، رئيس مجلس إدارة شركة إيفرجرو للأسمدة بقرار الحكومة لإطلاق كارت الفلاح الذكى، معتبرا الخطوة بمثابة تطور كبير للمنظومة الزراعية فى مصر، وتضمن وصول كافة المستلزمات الزراعية لمستحقيها بشكل عادل عن طريق قاعدة بيانات دقيقة تحصر أعداد الفلاحين والجمعيات الزراعية.
قال إن البطاقة الورقية تتعرض للتلف، أما الكارت الذكى فعمره أطول فى الاستهلاك، ويعد خطوة جديدة فى طريق نجاحات الدولة لتطوير الزراعة.
توقع أن ترتفع نسبة السحب على المستلزمات الزراعية بشكل كبير من أسمدة وغيرها، ما يجعل الطلب على الجمعيات الزراعية أكبر، ويعود بالجمعيات لدورها المنشود لدعم الزراعة فى مصر.
أكد أن فكرة إطلاق كارت الفلاح فى محافظيتن فكرة متميزة، لاختبار فاعليته، وتمهيدا لتعميم استخدامه فى باقى المحافظات، وتسهم هذه المنظومة فى إعطاء كل فلاح أو مزارع حقه على أكمل وجه بسهولة.
قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن تطبيق الكارت الذكى للفلاح سوف يسهل الكثير بتطبيق المنظومة، لتوافر المعلومات الكاملة والبيانات المخزنة عن كل فلاح، ويسهل من عملية الصرف فى الوقت المناسب .
أكد أن كارت الفلاح يجعل عمليات صرف الأسمدة والمستلزمات الزراعية أسرع نتيجة بناء قاعدة بيانات دقيقة.
أضاف أن كارت الفلاح الذكى من أفضل أدوات التكنولوجيا الحديثة التى ستقضى على الفساد الورقى، كما أنها ستفيد فى الكثير من عمليات التصدير، وتحدد ما على الفلاح من حقوق وواجبات، ما يؤدى إلى تجنب تعسر الفلاحين.
أكد أن التخوف الحقيقى الذى يخشاه الفلاح عند تطبيق منظومة الكارت الذكى هو ثمن الكارت، لذا نناشد وزارة الزراعة أن تتولى منظومة الكارت الذكى حتى لا تضيف أعباء على الفلاحين.
أكد ماهر أبو جبل، المستثمر الزراعى وعضو نقابة الزراعيين، أن أهم مميزات الكارت الذكى توفير قاعدة بيانات حديثة عن الأراضى الزراعية فى مصر ومحاصيلها، وبتالى تحديد احتياجات كل منطقة بدقة، سواء أسمدة أو مبيدات أو معدات أو آلات زراعية، وتحديد المقنن المائى المناسب لكل منطقة والتدخل العاجل والسريع للتعاطى معها قبل حدوث أى مشكلة.
أوضح أنه من مميزات الكارت الذكى تحديد المستثمرين الزراعيين، الأول بالرعاية فى كل منطقة والتعرف على كل المناطق الأشد احتياجا فى كل المحافظات.