اعتبر عدد من رؤساء الشركات والمستثمرين فى قطاعات اقتصادية مختلفة أن التضخم فى القارة العجوز سلاح ذو حدين، له تأثيرات إيجابية وسلبية، مطالبين الحكومة بالدعم لزيادة صادراتهم.
وقالت مارى لويس، رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، إن التضخم فى أوروبا أدى إلى انخفاض معدلات الطلب على الكميات المصدرة من الملابس المصنعة فى مصر بنسبة تراوحت بين 20 إلى %30.
وأضافت أن الأمر أدى إلى تأخر سداد المستوردين الأوروبيين قيمة شحنات الملابس المصدرة لمدة تصل إلى 90 يوما، فى حين أنها كانت تسدد سابقا خلال 30 يومًا فقط، مشيرة إلى أن ذلك أصبح واحدا من المعوقات التى تواجه المصدرين.
وأوضحت لويس أن الأزمة لها جانب إيجابى فى قطاع صناعات الملابس الجاهزة إذ إن المصانع الأوروبية التى كانت تصنع منتجاتها فى دول آسيا بدأت تتوجه للقارة الافريقية لتتفادى معوقات بطء سلاسل الإمداد، وارتفاع تكاليف النقل البحري، حيث ترى أن أفريقيا منطقة لوجستية لابد من الاعتماد عليها فى الوقت الراهن.
وعلى صعيد قطاع الكيماويات، أكد محمود علم الدين رئيس مجلس إدارة مصانع علم الدين للكيماويات، أن الأزمة انعكست على ارتفاع أسعار المواد الخام وندرة تواجدها مما انعكس بالزيادة فى أسعار المنتج بالسوق المحلية ونقص فى الكميات المطروحة منه.
وعلى جانب آخر، قال أمين أبو كرات، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الأمريكية للصناعات الهندسية والمعدنية، المتخصصة فى صناعة أوانى الطهى، إن أزمة التضخم فى أوروبا لم تعق أى استثمارات مشتركة بين الجانبين، متوقعا أن يفر المستثمرون الأجانب من موقعهم بأوروبا متجهيين للبلدان الآمنة ومنها مصر.
وأضاف أبو كرات أن أزمة التضخم التى تشهدها القارة العجوز أثرت سلبا على ارتفاع أسعار الخامات بنحو %15 مما رفع سعر المنتج المحلى بحد أقصى %5 معتبرا أنها نسبة ارتفاع طفيفة تحقق هامش ربح قليل للغاية فى مقابل تصنيعه.
وعلل رفع سعر المنتج بنسبة طفيفة فى السوق المحلية دون تحقيق هامش ربح عادل، بالانكماش الاقتصادي، وحالة الجمود وضعف معدلات الطلب المحلى نتيجة التضخم فى مصر، موضحا أنه اضطر لأن يلجأ لذلك القرار حتى يستمر فى تشغيل مصنعه وطرح المنتجات للمستهلكين.
بينما أكد إبراهيم سودان، رئيس مجلس إدارة سودانكو، المتخصصة فى قطاع الأجبان والعصائر، أن التضخم فى أوروبا لم يؤثر على تحالف شركته مع «كرو» الدنماركية لإنتاج عصير «سن توب» فى مصر.
ونوه بأن التضخم أثر على أسعار المواد الخام المستوردة المستخدمة، خاصة فى صناعة الأجبان، إذ إنها ارتفعت بنسبة تتراوح من 37 إلى %50 مما رفع سعر المنتج فى السوق المحلية على المستهلك بنسبة %25.
وقال الدكتور أحمد النايب، رئيس مجلس الإدارة بشركة «ماكرو جروب للمستحضرات الطبية»، إنهُ لا تأثيرات حتى الآن على أداء شركته جراء التضخم الأوروبى، لافتاً لاعتمادها على أسواق أوروبية منها إيطاليا وبولندا فى تدبير جزء من المواد الخام اللازمة لعمليات الإنتاج والتعبئة والتغليف.
وأضاف النايب، أن «ماكرو» عادة ما تؤمن احتياجاتها من المواد الخام ككل بمخزون استراتيجى يكفى لمدة 4 أو 5 شهور من الإنتاج، كما أن لديها أسواقا بديلة لتوفير الخامات.
وقال مصدر بشركة «مصر للألومنيوم»، إنها تعتمد على بعض أسواق أوروبا ومنها فرنسا وإيطاليا فى تدبير بعض خامات الإنتاج أو التصدير، كما لديها قائمة أسواق بديلة لتوفير الخامات لتجنب أى مفاجآت.