شارك السفير د. أحمد إيهاب جمال الدين، مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الإنسانية والاجتماعية الدولية، نيابة عن وزير الخارجية سامح شكري، في مؤتمر وارسو لحرية الدين أو المعتقد الذي يعقد يومي 16 و17 نوفمبر الجاري عبر الفيديو كونفرانس، والذي افتتحه وزير خارجية بولندا “زبجنيو راو” ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية “مايكل بومبيو”، وشارك فيه ما يربو على 40 دولة سواء على المستوى الوزاري أو على مستوى كبار المسئولين.
ووفق بيان صحفي لوزارة الخارجية ، قد ألقى جمال الدين بيان مصر في الجلسة العامة للمؤتمر، منوهًا بانعقاد المؤتمر في ظرف تاريخي دقيق يشهد تصاعد خطاب الكراهية ضد الإسلام ورموزه، على نحو أسهم في تأجيج نار الفتنة وأدى إلى وقوع ضحايا من الأبرياء.
وبينما أكد مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان إدانة مصر لجميع أحداث العنف، جدد تأكيد أهمية تصدي الحكومات بقوة لخطاب الكراهية في صوره ومظاهره المختلفة.
كما أكد دعم مصر لحرية الرأي والتعبير التي ينبغي أن تُمارس بصورة متوازنة لتفادي التصرفات غير المسئولة التي تصدر عن البعض وتنطوي على التمييز ضد الآخر.
ومن ناحية أخرى، عرض جمال الدين في بيانه جهود مصر في سبيل تعزيز حرية الدين والمعتقد لأبنائها كافة، على نحو ما تجسد في دستور البلاد.
ونوه في هذا الصدد بقانون بناء الكنائس الذي أسهم إسهامًا كبيرًا في تيسير إجراءات بناء الكنائس، وكذلك بالمشروع الذي تنفذه الحكومة لترميم المواقع الأثرية الإسلامية والمسيحية واليهودية دون تمييز.
وفي السياق ذاته، عرض مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان نبذة عن أهم المبادرات التي تنفذها المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية الوطنية والتي ترمي كلها إلى تعزيز حرية الدين وترسيخ قيم التسامح والتعايش ومكافحة التعصب والتمييز، وعلى رأسها مبادرة بيت العائلة المصرية التي ينفذها الأزهر الشريف بالتعاون مع الكنيسة القبطية، وغيرها من المبادرات التي تنفذها دار الإفتاء والكنائس المصرية المختلفة.
كما نوه جمال الدين بجهود وزارة التربية والتعليم في تطوير المناهج التعليمية من أجل إدماج بعد حقوق الإنسان وترسيخ الحريات الدينية فيها، وكذلك بمبادرة المجلس القومي للمرأة التي تحمل اسم “معًا في خدمة الوطن” والتي ينفذها بالتعاون مع وزارة الأوقاف والكنائس المصرية من أجل توعية النساء في صعيد مصر بقيم التسامح والتعايش والتصدي لصور العنف التي تستهدف المرأة.
أما على الصعيد العالمي فقد أشاد مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان في بيانه بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر وبابا الفاتيكان عام 2019، وباستراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية، وهما الوثيقتان اللتان تجسدان مسعى طموحًا لمكافحة خطاب الكراهية وآثاره الهدامة على المجتمعات.
هذا، وقد جدد جمال الدين في ختام البيان تأكيد أهمية العمل الدولي المنسق من أجل التصدي لأسباب التطرف وتجلياته المختلفة، بما في ذلك الضرب على يد من يقدم يد العون والمساعدة للمتطرفين، كما أبدى القلق من تصاعد الحركات الشعبوية في بعض الدول، وطالب بالتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا باعتبارها من أبرز مظاهر التمييز في عالم اليوم .