أشاد الدكتور إيفان هوتين، مدير إدارة الأمراض السارية، بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بقدرة مصر على مواجهة كورونا ، مؤكدا أنها قوية ومكيفة حسب الوضع الراهن.
وأوضح هوتين أنه في 14 فبراير الماضي ، أبلغت مصر منظمة الصحة العالمية عن أولى حالات الإصابة بالفيروس.
وأضاف في كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي تم عقده اليوم عن طريق الفيديو لمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر ة حول النتائج والتوصيات الرئيسية لبعثة المنظمة لمصر بخصوص جائحة فيروس كورونا ؛ أنه منذ ذلك الحين، انهمكت وزارة الصحة والسكان في الاستجابة للوضع، بما يشمل استقصاء عدد من سلاسل انتقال العدوى في مدينتي أسوان والأقصر.
وأوضح أنه في مارس، طلبت الوزارة من المنظمة إجراء استعراض مستقل للوضع، وتقديم مقترحات لتحسين الاستجابة.
وفي الفترة من 23 إلى 25 مارس الأسبوع الماضي، قال إنه ترأس فريقاً من خبراء المنظمة من العاملين في المجال ومع موظفي الصحة في مدينتي القاهرة والإسكندرية.
ووصف مواجهة مصر لفيروس كورونا بأنها استجابة قوية ومُكيَّفة حسب الوضع الراهن.
ويشير عدد الحالات الجديدة بمرور الوقت إلى أن انتقال المرض يقتصر على سلاسل انتقال العدوى، ولم نشهد أي ارتفاع حاد في عدد الإصابات.
حسن التنظيم
وهناك عدة نقاط قوة في الاستجابة التي هنأ الوزارة عليها وهي أنه تتسم الإدارة الكلية بحسن التنظيم، إذ يُنسق مركز عمليات الطوارئ الاستجابة بناءً على أحدث المعلومات الوبائية، بحسب هوتين.
وقال إنه تُجري فرق الاستجابة السريعة استقصاءات دقيقة لحالات الإصابة ومُخالِطيها ، وهذا أمرٌ ضروري للغاية، لأنه يقطع سلاسل انتقال المرض.
وتابع أنه تتوفر القدرة على اختبار المرضى بطريقة موثوقة في أكثر من 20 مكاناً في مصر.
وذكر أن هناك خطة لتقديم الرعاية للمرضى كما يتم الاستعانة بالكثير من المنصات الإعلامية المختلفة لإطلاع العامة على المستجدات والمعلومات وتوعيتهم.
وقال إنه بعد إحاطة وزيرة الصحة هالة زايد، درات بينهم مناقشة مفتوحة، وتوصلوا إلى اتفاق بشأن التوصيات التي ستعمل على تنفيذها، هي وفريقها، في الأيام والأسابيع المقبلة.
اتفاق الصحة العالمية ووزارة الصحة على الاستمرار في البحث عن الحالات في كل مكان
وتم الاتفاق على الحاجة إلى مواصلة التصرف وفقاً لأفضل سيناريو ، ويعني ذلك الاستمرار في البحث عن الحالات في كل مكان، ويجب اختبار الأشخاص الذين يعانون من السعال والحمى، وعند العثور على حالات، تجب رعايتها وعزلها.
ويجب تتبُّع المُخالِطين و القيام بذلك في كل مكان وعدم التقاعس، حتى وإن ازداد عدد الإصابات، بحسب هوتين.
وقال إنه باتخاذ كل هذه الإجراءات، سيكون لدينا فرصة حقيقة لإيقاف انتقال المرض.
لكنه قال إنه للأسف هناك سيناريو عن احتمالية انتقال المرض على نطاق أوسع، مما قد يؤدي إلى أعداد كبيرة من الحالات.
وأضاف : بينما نبذل قصارى جهدنا لتفادي هذا السيناريو، يجب علينا التأهب لهذه الاحتمالية؛ مما يعني ضرورة التخطيط لتخصيص مزيد من مرافق العزل لحالات الإصابة الخفيفة، ومزيد من الأسِرَّة في المستشفيات لحالات الإصابة الوخيمة، ومزيد من الأسِرَّة في وحدات العناية المركزة للحالات الحرجة.
وتابع: “ينبغي القيام بكل ذلك إلى جانب الالتزام القوي بتدابير مكافحة العدوى في المنازل والعيادات ومرافق العزل والمستشفيات”.
وقال إن لديه رسالة يرغب في توجيهها لجميع الأشخاص الذين يعيشون في مصر، سواءً أكانوا مصريين أو من الأجانب المقيمين.
وأشار إلى إنه يجب علينا أن نعمل معاً على وضع حدٍ لهذه الفاشية ، ولكل واحد منا دورٌ يقوم به.
مواجهة الفيروس بـ 3 أشياء
وشدد على أهمية فعل 3 أشياء لمواجهة الفيروس قائلا: “نعتمد عليكم في القيام بثلاثة أشياء، وهي : احرصوا على حماية أنفسكم وأسركم. واغسلوا أيديكم، وتجنبوا ملامسة الأنف والعينين والفم”.
وقال : “في هذه الأوقات الصعبة، احرصوا على البقاء إلى جانب أحبائكم بقلوبكم وليس بأجسامكم، لا سيّما أيديكم”.
وأضاف: “احرصوا على الاطلاع على الحقائق الموثوقة. وارجعوا دائماً إلى المصادر المعتمدة، مثل منظمة الصحة العالمية أو وزارة الصحة والسكان، ولا تستمعوا إلى مَنْ يزعمون أنهم خبراء، الذين يشاركون معلومات عشوائية على صفحات التواصل الاجتماعي”.
وتابع: “ساعدونا في مهمة البحث عن جميع الحالات ، وإذا كنتم، أنتم أو أحد أحبائكم، تعانون من الحمى والسعال، فالتمسوا الرعاية الطبية على الفور. وجزيل الشكر مقدماً على مساعدتكم”.
واختتم حديثه : “معكم ومع جميع العاملين الصحيين ووزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية، بإمكاننا القضاء على هذا الفيروس في مصر”.