صرح مسؤول فى منظمة الصحة العالمية ، التي تشارك في إدارة برنامج كوفاكس لتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، بأن ما يزيد على نصف الدول الأكثر فقرا التي تتلقى الجرعات من خلال البرنامج ليس لديها ما يكفي من الإمدادات للاستمرار في حملات التطعيم، بحسب وكالة رويترز.
وقال بروس أيلوارد كبير مستشاري المنظمة في إفادة صحفية إن ما يزيد بكثير عن نصف هذه الدول الثمانين “لا يوجد لديها ما يكفي من جرعات اللقاح لمواصلة برامجها في الوقت الحالي”.
وذلك في إشارة إلى آلية التزام السوق المسبق نحو الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة.
مسؤول الصحة العالمية : النسبة الفعلية للدول ربما كانت “أعلى بكثير”
وأضاف أن النسبة الفعلية ربما كانت “أعلى بكثير”، وتابع قائلا إن الجرعات لدى بعض تلك الدول نفدت بالكامل.
ويأتي النقص، الناجم جزئيا عن التأخر في التصنيع والإمدادات من الهند، تزامنا مع زيادة الإصابات والوفيات في جميع أنحاء أفريقيا في ظل موجة ثالثة من العدوى.
وفى تصريحات سابقة، طالب وزير التنمية الألماني غيرد مولر بجهود أكبر لتمويل التطعيم في البلدان الفقيرة، وذلك قبل انعقاد اجتماع رفيع المستوى لتحالف التطعيم الدولي كوفاكس.
وزير ألمانى: لا يمكننا هزيمة كورونا إلا بحملة تطعيم عالمية
وقال مولر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: “لا يمكننا هزيمة كورونا إلا بحملة تطعيم عالمية”.
“يجب أن ينطبق هذا أيضا على الأشد فقراً”، مضيفاً أن الهدف، تطعيم ما لا يقل عن 30% من السكان في البلدان النامية بحلول بداية العام المقبل.
وأكد مولر أهمية تمويل منصة اللقاحات العالمية كوفاكس “بالكامل بنهاية 2021، وتوزيع فائض الجرعات في البلدان الغنية بشكل عادل على الصعيد العالمي، وتأسيس خطوط إنتاج اللقاح في البلدان النامية”.
وقال: “آمل خلال قمة كوفاكس أن تتاح الأموال، التي لم تتوفر بعد، لشراء جرعات اللقاح للدول الفقيرة”.
هناك عجز بما بين 16 و18 مليار دولار لتوزيع اللقاحات
وأشار مولر إلى أنه علاوة على ذلك لا يزال هناك عجز بما بين 16 و18 مليار دولار، على سبيل المثال لتوزيع اللقاحات، ولسلاسل التبريد، والاختبارات، والأدوية لعلاج عواقب الإصابة بكورونا، مطالبا المجتمع الدولي بسد هذه الفجوة المالية.
وحسب بياناته، قدمت ألمانيا 2.2 مليار يورو لبرنامج تطعيم عالمي، مشيراً إلى أهمية إعلان المستشارة أنجيلا ميركل، توفير ألمانيا 30 مليون جرعة لقاح إلى البلدان الفقيرة بحلول نهاية العام. وقال: “على الدول الأخرى الآن أن تحذو حذوها”.
رويترز: الدول الغنية تسعى للحصول على أكثر من مليار جرعة تزيد على احتياجاتها من اللقاحات
وفى فبراير الماضى، كشف تقرير نشرته وكالة رويترز أن الدول الغنية تسعى للحصول على أكثر من مليار جرعة تزيد على احتياجاتها من اللقاحات ضد “كوفيد-19″، في حين تتدافع البلدان الأفقر للحصول على الشحنات المتبقية من اللقاحات.
وفي تحليل لاتفاقات الإمدادات الراهنة للقاحات ضد “كوفيد-19″، ذكرت حملة “وان”، وهي منظمة دولية معنية بمكافحة الفقر والأمراض التي يمكن الوقاية منها، أنه يتعين على البلدان الثرية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، أن تتقاسم الجرعات الزائدة عن حاجتها من أجل تعزيز الاستجابة العالمية للجائحة.
وذكرت الحملة أن عدم القيام بذلك سيحرم الملايين من الحماية الأساسية في مواجهة الفيروس المسبب لمرض “كوفيد-19″، وسيطيل أمد الجائحة على الأرجح.
وركز التقرير على العقود التي أبرمتها أكبر 5 شركات مصنعة للقاحات ضد كوفيد-19 وهي “فايزر-بيونتيك” و”مودرنا” و”أكسفورد-أسترا زينيكا” و”جونسون آند جونسون” و”نوفافاكس”.
دول كبرى تحصل على أكثر من 3 مليارات جرعة من اللقاحات
واكتشفت أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا وكندا واليابان حصلت على أكثر من 3 مليارات جرعة من اللقاحات.
وهو ما يزيد بأكثر من 2.06 مليار جرعة عن احتياجات كافة سكان هذه البلدان للتطعيم بجرعتي اللقاح.
وخلص التحليل إلى أنه فضلا عن إمدادات لقاحات كوفيد-19، التي توزع عبر برنامج “كوفاكس”، الهادف لضمان التوزيع العادل للقاحات، والاتفاقات الثنائية، فإن الفائض من الجرعات التي حصلت عليها البلدان الغنية يتعين أن يخصص لحماية الفئات المهددة في البلدان الأشد فقرا.
وأضاف أن هذا سيخفض بشدة خطر الوفاة بمرض “كوفيد-19″، فضلا عن الحد من فرص ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا وتسريع القضاء على الجائحة.