قال مسؤول كبير سابق في الأمم المتحدة إن جولة جديدة من السياسات الحمائية المفترضة للإدارة الأمريكية قد تضر بالتجارة العالمية وتعطل سلاسل التوريد وتثقل كاهل المستهلكين في الولايات المتحدة في نهاية المطاف، بحسب وكالة شينخوا.
وقال فابريزيو هوشيلد، الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، في مقابلة أجرتها معه وكالة شينخوا مؤخرا “يتفق الاقتصاديون إلى حد كبير على أن الرسوم الجمركية ترفع الأسعار وتقلل من المنافسة، مما يعيق نمو الناتج المحلي الإجمالي”.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد أعلن في نوفمبر الماضي عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على الواردات من المكسيك وكندا، و10 % إضافية على السلع القادمة من الصين.
وفي حديثه عن ولاية ترامب الأولى، قال هوشيلد إن الرسوم الجمركية غالبا ما تثقل كاهل المستهلكين بتكاليف أعلى بدلا من دفع الاقتصاد.
وضرب مثالا على ذلك بصناعة السيارات قائلا، “العديد من مكونات السيارات الأمريكية تُنتج في الخارج. وفرض الرسوم من شأنه أن يرفع تكاليف الإنتاج، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات على المستهلكين”.
وأعرب هوشيلد عن قلقه إزاء خطورة تفتيت الاقتصاد العالمي إلى كتل تجارية متنافسة، قائلا “لقد أوضح صندوق النقد الدولي أن مثل هذا التقسيم من شأنه أن يبطئ وتيرة النمو العالمي”، مؤكدا أن “السوق الحرة كانت محركا رئيسيا للازدهار الاقتصادي على مدى العقود الماضية”.
وأردف هوشيلد “التاريخ يظهر أن فرض الرسوم الجمركية من جانب واحد غالبا ما يثير إجراءات انتقامية، ويعطل سلاسل التوريد ويقوض الاستقرار الاقتصادي”، مشددا على ضرورة حل النزاعات التجارية من خلال آليات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية.
وحذر “إذا تم تهميش منظمة التجارة العالمية، فإن فرض التعريفات والتعريفات المضادة يمكن أن يضر بالجميع”.
وقال “التحدي الرئيسي هو تهديد تفتيت الاقتصاد العالمي. إنه أمر يؤجج التوترات العالمية”.
ووسط تحديات عالمية ملحة مثل تغير المناخ وعدم المساواة وتنظيم الذكاء الاصطناعي، شدد هوشيلد على أن “العالم يواجه تحديات أكبر بكثير تتطلب تعاونا دوليا، وتضيف الصراعات التجارية إلى عدم اليقين وتشتت الانتباه عن هذه الأولويات”.
وبالنظر إلى المستقبل، لا يزال هوشيلد يأمل في أن تتمكن البلدان الكبرى من حل خلافاتها التجارية عبر المفاوضات.
وقال “سيسمح حل هذه النزاعات للدول بالتركيز على القضايا الأكثر إلحاحا مثل الصراعات العالمية المتزايدة وتغير المناخ والتحديات الصحية العالمية”.