اتهم مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي روسيا بشن حرب على الأمن الغذائي في العالم، مشيرا إلى أن الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود يهدد الإمدادات الغذائية لحوالي 400 مليون شخص، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى”.
الجفاف وارتفاع أسعار الوقود ونقص الأسمدة تفاقم الأزمة
وحذر بيسلي، خلال اجتماع لقادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، من أن الأمر تفاقم بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الوقود ونقص الأسمدة.
وأضاف أن الزيادات في تكلفة واردات القمح، دفعت بنك التنمية الأفريقي للإعلان عن صندوق قيمته خمسة مليارات دولار لدعم إنتاج الغذاء في جميع أنحاء القارة.
وقبل الغزو الروسي، كانت أوكرانيا تصدر كميات هائلة من زيت عباد الشمس والحبوب، مثل الذرة والقمح.
روسيا وأوكرانيا تنتجان 30% من إمدادات القمح في العالم
وتنتج روسيا وأوكرانيا 30% من إمدادات القمح في العالم، وقبل الحرب، كان يُنظر إلى أوكرانيا على أنها سلة خبز العالم، حيث كانت تصدر 4.5 مليون طن من المنتجات الزراعية شهرياً عبر موانئها.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 20 مليون طن من الحبوب عالقة حالياُ في أوكرانيا منذ موسم الحصاد السابق، وإذا ما سمح بمغادرتها يمكن أن تخفف الضغط على الأسواق العالمية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة موجهة للمنتدى، إنه يجب معاقبة روسيا على غزوها لبلاده بهدف تثبيط أي عدوان دولي في المستقبل.
وأضاف زيلينسكي أنه يجب إنهاء جميع أنواع التجارة مع روسيا وأنه يجب استخدام الأموال الروسية المجمدة لإعادة بناء المدن الأوكرانية التي دمرتها الحرب.
وأشار إلى أنه إذا خسرت الدول المعتدية كل شيء بسبب العقوبات والإجراءات الأخرى، فإنها تفقد أيضا الدافع لبدء الحروب.
موانئ أوكرانيا تمتلئ بملايين الأطنان من الحبوب
تمتلئ الموانئ في أنحاء أوكرانيا الآن بملايين الأطنان من الحبوب ولا مكان لتصريفها فيما تختنق البلاد ببطء بسبب الحصار.
في جنوب أوكرانيا المعتدل، يبدأ موسم الحصاد الصيفي في الأسابيع المقبلة لكن قلة من الناس تعرف أين ستخزن محصول هذا الموسم، ما يثير مخاوف من ان أجزاء كبيرة من الحبوب وغيرها من المنتجات الغذائية ستترك لتفسد.
وأدت الحرب والحصار المستمر إلى توقف التجارة إلى حد كبير فيما لم يتسن تجاوز العراقيل اللوجستية والمالية الكبرى أمام الطرقات البديلة عبر القطارات او الشاحنات لنقل مثل هذا الكم من المحاصيل إلى الأسواق العالمية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن هذه المسألة الأسبوع الماضي إن الحرب “تهدد بدفع عشرات ملايين الأشخاص الى حافة انعدام الأمن الغذائي”.
وحذر من أن ما قد يلي ذلك سيأخذ شكل “سوء التغذية وجوع جماعي ومجاعة في أزمة قد تستمر لسنوات”.