شهدت الفترة الأخيرة تداول العديد من الشائعات حول سوق السمك في الإسكندرية، حيث تم ترويج أخبار غير دقيقة بشأن تأثير الأعلاف المستخدمة في مزارع الأسماك على صحة الأسماك وسلامتها للاستهلاك البشري، هذه الشائعات أثارت قلق المستهلكين بشأن ما إذا كانت الأسماك التي تُعرَض للبيع قد تكون ملوثة أو غير صالحة للاستهلاك.
في هذا السياق، أكد مصدر مسئول بالإدارة المركزية لشئون المنطقة الغربية لحماية البحيرات والثروة السمكية بالإسكندرية، أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، فقد أشار المصدر إلى أن جميع الأسماك المتوافرة في الأسواق آمنة تمامًا على صحة الإنسان، وأنه لا توجد أي مخاطر صحية من استهلاكها، مؤكدًا أن الأعلاف المستخدمة في مزارع السمك تخضع لأعلى معايير الجودة، بما يضمن إنتاج أسماك صحية وآمنة.
وأشار المصدر إلى أن مزارع السمك تواجه تحديات في تحسين الإنتاج نتيجة الشائعات التي تطول جودة الأعلاف المستخدمة،
حيث تم تداول معلومات بشأن تأثير الأعلاف على انتشار الأمراض بالجهاز الهضمي للإنسان، ومع ذلك أكد المصدر أن جميع الأسماك المتوفرة في الأسواق آمنة تمامًا على صحة الإنسان، وأنه لا توجد أي مخاطر صحية من استهلاكها.
وأوضح المصدر أن مزارع الأسماك تواجه تحديات أخرى كبيرة في الحفاظ على جودة الإنتاج، منوهًا بأن أي مشكلة صحية قد تحدث للأسماك تؤدي إلى موتها، حيث يتم دفنها مباشرة ولا يتم طرحها في الأسواق مطلقا، أما في حال محاولة تهريب الأسماك المريضة، فإنها تصبح غير صالحة للبيع بسرعة، حيث يتغير شكلها وخواصها تمامًا، مما يجعل من السهل على أي شخص التعرف عليها بأنها غير طبيعية.
من جهة أخرى، أكد المصدر أن مزارع الأسماك تتطلب استثمارات ضخمة، حيث يتكلف طن السمك الواحد تحت المياه ما بين طن وربع إلى طن ونصف من العلف، تقريبًا، فيما يبلغ سعر طن العلف حوالي 40 ألف جنيه، وللحفاظ على هذه الإستثمارات، يجب تحسين جودة البيئة المائية، مما يسهم في توفير الأعلاف اللازمة لإنتاج كميات وفيرة من الأسماك.
وأشار المصدر إلى أن مزارع السمك تتطلب الكثير من الرعاية والاهتمام، فقد يحتاج طن من الأسماك إلى طن ونصف من الأعلاف للحفاظ على صحته وجودته، مما يعني أن أصحاب مزارع الأسماك يجب عليهم اتباع أعلى معايير الجودة للحفاظ على استثماراتهم، وإذا تم تجاهل هذه المعايير، فقد تتعرض المزرعة لخسائر فادحة.
في هذا السياق، أكد المصدر أنه لضمان استدامة الإنتاج، يجب تحسين البيئة المائية بشكل مستمر، بما يشمل ذلك توفير الأعلاف ذات الجودة العالية وتطبيق الأنظمة الصحيحة لتغذية الأسماك، مما يسهم في الحفاظ على صحتها وزيادة الإنتاجية.
على صعيد موازٍ أكد المصدر أن مصر تستهلك سنويًّا نحو 2.25 مليون طن من الأسماك، في حين أن الإنتاج المحلي يقدر بنحو 2 مليون طن فقط، ما يعني أن البلاد تضطر إلى استيراد ربع مليون طن سنويًّا لتلبية احتياجات السوق، بينما يشمل الإنتاج المحلي 1.6 مليون طن من الأسماك المنتجة في المزارع السمكية، بالإضافة إلى 400 ألف طن يتم اصطيادها من البحار والأنهار والبحيرات المصرية.
وأوضح المصدر أن سبب استيراد الأسماك يعود إلى وجود أنواع معينة لا يمكن إنتاجها في مصر نظرًا لظروف البيئة، مثل سمكة الرنجة التي تعيش في الأجواء الباردة ولا تناسب المناخ المصري، ومن بين الأسماك التي يتم استيرادها أيضًا السلمون، والاستاكوزا، والسبيط، والكليماري، ورغم أن هذه الأنواع متوافرة بكميات قليلة في مصر، إلا أنها لا تكفي لتغطية الاستهلاك المحلي.