في جلسة سمر، تجمعت لاجئات ومهاجرات من جنسيات إفريقية مختلفة يحتسين القهوة السوداني في مركز إفريقي يساعد على تحسين الظروف المعيشية للاجئين، ويتناولن الحلويات والكعك الإريتري والصومالي والعديد من الأطعمة الأخرى المختلطة برائحة البخور، في مركز “أجيال المستقبل التعليمي المجتمعي”.
وتأسس المركز، الذي يتكون من ثلاثة طوابق في البراجيل، وهي منطقة ريفية تعاني من ضعف الخدمات في محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.
في العام 2017 على أيدي أسرة سودانية لاجئة تتكون من ميسون عبد السلام وزوجها وأطفالها الثلاثة.
وقالت ميسون عبد السلام (36 عاما)، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إن “المركز يوفر الخدمات التعليمية والدعم النفسي لأطفال اللاجئين وطالبي اللجوء”.
الهدف تحسين الظروف المعيشية للاجئين
وأضافت أن المركز أنشئ بالجهود الذاتية والمساعدات اللوجستية التي قدمتها بعض المنظمات الشريكة للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي قامت بتدريب العاملين على مدار الثلاثة أعوام السابقة على تدريس المنهج التعليمي السوداني للاجئين من جنسيات عديدة.
وجاءت أسرة ميسون إلى مصر في أواخر العام 2016، وقالت “لقد وقع اختيار أسرتي على مصر لسهولة الظروف المعيشية بها، ولحين أن نتمكن من الهجرة سريعا لدولة أخرى، ولم أكن اتخيل أن تصل الفترة لأربع سنوات حتى هذه اللحظة”.
وأردفت “ولأن فترة إقامتي في مصر غير معلومة، كان يجب أن أجد وظيفة ذات دخل ثابت لتأمين رسوم إيجار الشقة والمعيشة، لذلك بدأت مشروعي في البداية بحضانة”.
وتابعت أن “المنطقة هنا (في البراجيل) فقيرة للغاية، وتعاني من نقص في العديد من الخدمات الأساسية خاصة التعليم، لذلك فإن تحويل الحضانة إلى مركز تعليمي كان مناسباً للغاية”.
تطبيق التباعد الاجتماعي
وفي الطابق الأول للمركز، جلست المدرسة السودانية أسماء علي (38 عاما) مع 11 طفلا من السودان وإريتريا والصومال، تشرح لهم إجراءات التباعد الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) عن طريق الرسم والتلوين.
وقالت أسماء علي لـ (شينخوا)، وهي تتجول بين الأطفال لمتابعة أعمالهم، “أعلمهم أيضا كيفية صنع الكمامات، وأعطيهم الكثير من المعلومات حول حياة الفيروس وإجراءات الحماية مثل عدم العناق والسلام باليد”.
والتحق بالمركز حوالي 250 طفلا تتراوح أعمالهم بين 3 إلى 17 عاما، وهم مسجلون في العام الدراسي الحالي في مراحل التعليم المختلفة من الحضانة حتى المرحلة الثانوية، وفقا لأسماء، التي أوضحت أنهم يدرسون المناهج التعليمية السودانية المعتمدة من سفارة السودان في القاهرة.
وأشارت إلى أن الأطفال يتعلمون في فترة الصيف أنشطة مختلفة، مثل الرسم والطهي والقراءة لتحسين مستواهم التعليمي والثقافي.
مركز تعليمي
ويضم المركز، كذلك 20 معلما في تخصصات مختلفة، إلى جانب العشرات من المتطوعين.
وتغطي المنظمات الشريكة للمركز، حوالي 150 دولارا للطفل الواحد سنويا، على أن يكمل الأهل باقي المصاريف.
بدوره، قال رياض جعفر، وهو سوداني يبلغ 13 عاما، ” لقد انضممت إلى المركز منذ أربعة أشهر، وأنا سعيد لتعلم اللغة العربية والعلوم والحساب والكثير من الأنشطة الأخرى”.
وأضاف جعفر، وهو يقوم بقص الأوراق الملونة على شكل فيروس كورونا، أن المركز منحه ثقة كبيرة في التعامل مع الناس، حيث يقدم دورات حول كيفية الإبلاغ عن أي شخص يقوم بالتنمر أو التحرش بالأطفال وكيفية الدفاع عن النفس.
وأوضح أنه يأتي للمركز مع أربعة من أبناء عمه، لذلك يشعر كأن المركز منزله الثاني وبالإضافة إلى الدور التعليمي، ينفذ المركز مبادرات أخرى لخدمة اللاجئين.
تعليم الطهي
وقالت مؤسسة المركز ميسون عبد السلام، إن ” المركز قد تجاوز فكرة التعليم فقط ليضم مبادرات مثل مبادرة (مستورة) لطهى 300 وجبة في اليوم، ومبادرة التطريز لتعليم اللاجئات كيفية صنع المشغولات اليدوية، ومبادرة (فضفضة) التي تجتمع فيها اللاجئات كل فترة للدردشة حول مشكلاتهن الحياتية”.
واستطردت ” لاحظت أن المركز يحتاج إلى بعض الخدمات الاجتماعية لكبار السن وأولياء الأمور، وليس الأطفال فقط، لجعل المشروع مركزا اجتماعيا وتعليميا شاملا ومتكاملا، من خلال تعليمهم بعض الحرف وبناء روابط مع المنظمات الشريكة”.
ونوهت بأن الأمهات من جنسيات مختلفة تلقين تدريبات على تطريز ملايات السرير وصناعة الشنط الجلدية.
بينما قالت علياء عبدالرحمن “أقوم أولا بقطع القماش إلى ملايات بأحجام صغيرة وكبيرة، ثم تطريزها بالخيوط بعد أن تلقيت تدريبا لمدة شهر”.
ويوفر المركز، جميع الأدوات والخامات من الأقمشة والخيوط والمقصات والإبر، وبعد الانتهاء من أعمال التطريز تعرض الأعمال في معارض، ويحصل المركز على نسبة كبيرة من المبيعات، وفقا لعلياء.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.