اتجه عدد من أصحاب مزارع تربية الماشية إلى عدد من الأنشطة الأخرى عقب انخفاض الأسعار، وفضلوا تحويل حصيلة البيع إلى شراء وحدات سكنية أو كافتيريات أو السفر للاستثمار فى الخارج أو تخفيض عدد رءوس القطعان من جانب أو تغيير النوع من تسمين إلى حلاب أو تربية الضأن أو تثمين الدواجن.
وانخفض سعر الكيلو القائم من 47 جنيها قبل عيد الأضحى إلى 40 جنيها حاليا فى المحافظات ليهبط سعر البيع للرأس من 16.5 ألف جنيه إلى 14ألفا للوزن القائم 350 كيلو وهو الانخفاض الثانى فى العام حيث كان السعر القائم السابق 54 جنيها بمطلع العام.
وأكد أحمد الكومى، عضو رابطة تثمين الثروة الحيوانية فى البحيرة لـ«المال» أنه عقب انخفاض الأسعار بعد عيد الأضحى قام الكثير من المربين بتغيير نشاطهم الاقتصادى المعتمد على تربية الماشية إلى النشاط الزراعى أو التجارى أو السياحى فعلى سبيل المثال قام بعض أصحاب المزارع بالعمل فى تجارة المحاصيل الزراعية مع الاحتفاظ بعدد قليل من الماشية لأنهم من الممكن العودة إليها مرة أخرى.
وأوضح أن انخفاض أسعار الماشية ازداد عقب عيد الأضحى الماضى وتراجع سعر الرأس بنسبة %25 لتتراوح من 17 ألفا إلى 14.5 جنيه ذات الوزن 250 كيلو صافى، مشيرا إلى أن بعض أصحاب الماشية قام بافتتاح كافتيريا سياحية أو مقهى أو تغيير النشاط من تسمين إلى حلاب أو الضأن الذى لا يزال سعره مرتفعا.
وقال أحمد محمود، صاحب مزرعة ماشية فى وادى النطرون، إن سعر كيلو اللحم يتكلف حاليا 50 جنيها ويباع بـ40 جنيها، وهى خسارة تصل إلى %20 ويتضمن التكلفة شراء العلف الذى يبلغ 5 جنيهات للكيلو، فضلا عن السوائل والعلائق الخضراء والتحصين وغيرها على مدار فترات التثمين.
وأكد رمضان محمود، صاحب مزرعة ماشية من الأقصر، أنه بقيام بعض شركائه بإعادة رءوس الماشية إليه مرة أخرى حيث يتم بيع الولدات وتوزيع المقابل بالمناصفة بين الإثنين إلا أن النشاط أصبح لا يغطى تكاليفه حاليا، مشيرا إلى أن المربين قاموا بإعادة الرءوس الكبيرة والولدات إليه مرة أخرى، ثم قام ببيعها طبقا لأسعار السوق وكانت الخسارة على الجانبين حيث عادت الأسعار إلى ما قبل التعويم فى 2016 مع زيادة كبيرة فى سعر التكلفة.
وأوضح أنه عقب عيد الأضحى شهدت السوق انخفاضا بقيمة الثلث وأصحبت قيمة الرأس 12 ألفا بدلا من 17 ألف جنيه ذات الوزن الكبير وبدأ المزارع فى التخلص من القطعان الموجودة لديه وتفريغ المزرعة من جميع الرءوس، لما تتطلب من مجهود فى توفير العلف والعلائق المختلفة.
وأشار محمود حجاج، مربى ماشية من المنيا، إلى أنه عقب انخفاض أسعار الماشية قام ببيع جميع القطعان الموجودة لديه منذ ما يقرب من شهر، واتجه إلى تجارة المحاصيل مثل المانجو والكركدية حيث يقوم بشراء الفدان من المزارع قبل النضج ثم بيعه وتوريده لسوق العبور.
وأعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، خلال العام الحالى عن استيراد 66 ألف رأس ماشية، و130 ألف طن لحوم، منها استيراد 45 ألف طن من اللحوم المجمدة والمبردة، وذلك من دول البرازيل، نيوزيلندا، أمريكا وأستراليا وكندا والسودان، واستيراد 39232 رأس جمال حية، والعجول الحية المعدة للذبيح الفورى وعددها 15043 رأس و4017 رأس عجلات عشار و46743 رأس من عجول التربية.
وأشار التقرير إلى أن مصر تستورد %70 من احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء من الخارج، من دول السودان، أوكرانيا، المجر، إسبانيا، أورجواى، وإثيوبيا، ويتم استيراد لحوم حية معدة للذبح الفورى فى المحاجر فور دخولها للبلاد، ولحوم مجمدة، وعجول حية بغرض التربية.
وأكد عدد من تجار الماشية لـ»المال « أن أهم سبب لانخفاض سعر البيع للمواشى هو لجوء عدد كبير من المربين إلى التخلص من مواشيهم بالبيع لارتفاع تكلفة التربية بصفة عامة.
Wوطالبوا بعمل التوازن المطلوب بين توفير اللحوم الحمراء للمواطنين بكميات وأسعار مناسبة مع حصول المربى على هامش ربح معقول وتوفير الأعلاق بسعر مقبول.
وقالوا إنه يجب توفير الأعلاف بأسعار مناسبة والعمل على إنشاء مصانع لإنتاج الأعلاف باستغلال المخلفات النباتية وتحويلها إلى أعلاف مثل قش الأرز، خاصة مع زيادة المساحة المزروعة أرز هذا العام، والاتجاه لتحفيز وتشجيع المزارعين لزراعة المحاصيل العلفية مثل القطن والذرة والبونيكا، مطالبين بعدم ذبح الإناث وتفعيل القوانين الخاصة بذلك مع تشديد الرقابة على محلات الجزارة.
وحثوا أيضا على تنظيم عملية الاستيراد والحد منها والتركيز على الاستيراد لتحسين السلالات (كاستيراد العجلات العشار والسلالات التى تتمتع بمواصفات مطلوبة كسرعة التحويل لإنتاج اللحم وكثرة إنتاج اللبن).