قال المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة ماركو لامبرتيني إن الصين قطعت تعهدات ملموسة للحفاظ على التنوع البيولوجي، بما في ذلك إنشاء المزيد من المناطق المحمية وإنشاء صندوق جديد، بتوجيه من مفهوم الحضارة البيئية.
وأكد لامبرتيني، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة شينخوا، يوم الثلاثاء، إن المفهوم الصيني هو “رؤية تضع الطبيعة في قلب مجتمعنا، وتعترف بقيمة الطبيعة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية”.
وأضاف لامبرتيني، عبر رابط فيديو على هامش الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي، المعروف باسم كوب 15: “إن النظر إلى الطبيعة بشكل فعال هو الأساس لإقامة مجتمع مزدهر وعادل وآمن وتحقيق مستقبل آمن للبشرية”.
وخلال الاجتماع، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة لإنشاء صندوق للتنوع البيولوجي وأخذ زمام المبادرة باستثمار 1.5 مليار يوان (233 مليون دولار أمريكي) لدعم حماية التنوع البيولوجي في البلدان النامية.
وأضاف أن الدولة تتحرك بشكل أسرع لإنشاء نظام للمناطق المحمية تمثل الحدائق الوطنية دعامته الأساسية، وستصدر خططًا تنفيذية لبلوغ ذروتها في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المجالات والقطاعات الرئيسية.
وقال لامبرتيني إن “البيان كان قويًّا وملهمًا للغاية وقُوبل بترحيب كبير”، مشيرًا إلى أن أول مجموعة من الحدائق الوطنية الجديدة في الصين تغطي مساحة تعادل تقريبًا مساحة بريطانيا بأكملها.
وأضاف أنه “باعتبارها اقتصادًا مهمًّا وجزءًا مهمًّا من التجارة العالمية”، يكون التزام الصين “بالتجارة الخضراء والاستثمار الأخضر في الخارج مساهمة فائقة الأهمية”.
وانطلق مؤتمر كوب 15 في مدينة كونمينغ بجنوب غرب الصين، يوم الاثنين، تحت عنوان “الحضارة البيئية: بناء مستقبل يضم جميع أشكال الحياة على الأرض”، وهو أول مؤتمر عالمي تعقده الأمم المتحدة لتسليط الضوء على الحضارة البيئية، وهي فلسفة اقترحتها الصين.
وقال لامبرتيني “أعتقد أن هذا المفهوم، الحضارة البيئية، أساسي لأنه أعمق من التنمية المستدامة”.
وأضاف “إنه يضع الطبيعة في قلب مجتمعنا من خلال الاعتراف بقيمتها كأساس لاقتصادنا وصحتنا ورفاهية الأفراد. وهذا حقًّا مبدأ مهم ورؤية شاملة”.
كما سلّط لامبرتيني الضوء على أهمية مؤتمر كوب 15 الذي يجمع البلدان حول العالم في “اتجاه مشترك وجهود مشتركة” لعكس فقدان التنوع البيولوجي.
وقال “إنه مؤتمر مهم للغاية لإرسال إشارة واضحة إلى العالم والأسواق والاقتصادات بأنه يتعين علينا تغيير المسار. علينا تصحيح مسار تنميتنا ونمونا الاقتصادي”.
وأتم “نحن بحاجة إلى النمو، وتحديدًا النمو بطريقة تدعم الاقتصادات الأقل نموًّا في العالم، وأن نفعل ذلك بطريقةٍ لا تؤثر على البيئة وتدمر البيئة، كما فعلنا حتى الآن”.